اللاعب يفكر في الرحيل والنادي في حيرة.. أزمة خفية تهدد استقرار النصر

تتسارع التطورات المحيطة بمستقبل المهاجم الكولومبي جون دوران مع نادي النصر السعودي، في ظل مؤشرات قوية على قرب رحيله عن الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية، ما يفتح باب التساؤلات حول الوجهة المقبلة لأحد أبرز الصفقات الشتوية الأخيرة في الدوري السعودي.
فمع كل يوم يمر، تتزايد احتمالات خروج اللاعب من صفوف "العالمي"، خاصة في ظل الظروف الشخصية التي ألمّت به مؤخرًا، والتي انعكست سلبًا على حالته الذهنية ومستواه داخل الملعب، وهو ما دفع إدارة النصر إلى دراسة جميع الخيارات المتعلقة بوضعه.
إقرأ ايضاً:مفاجأة عقارية جديدة على طريق الملك عبد الله.."درر الليالي" خطوة استثمارية قد تغير حياتكهل لديك بحث مبتكر يخدم الوطن؟.. الجامعة الإسلامية تتكفل بدعمه وربطه بالخبراء العالميين.. تعرف على الشروط
دوران الذي انضم إلى النصر في يناير الماضي قادمًا من أستون فيلا الإنجليزي بعقد طويل يمتد حتى عام 2029، أثار حينها الكثير من الحماسة بين جماهير الفريق التي كانت تأمل أن يشكل إضافة هجومية نوعية تعزّز طموحات النادي محليًا وقاريًا.
ورغم قصر الفترة التي قضاها بقميص النصر، إلا أن المهاجم الكولومبي البالغ من العمر 20 عامًا تمكن من إثبات حضوره، حيث شارك في 18 مباراة بمختلف البطولات، ونجح في تسجيل 12 هدفًا، ما جعله أحد الأوراق الرابحة في كتيبة الفريق، قبل أن تبدأ مشاكله خارج الملعب في التأثير على استقراره.
وفي تطور لافت، كشف الصحفي التركي الموثوق ياغيز سابونجوغلو أن نادي نابولي الإيطالي، الذي سبق له التتويج بلقب الدوري الإيطالي، قد دخل رسميًا على خط المفاوضات من أجل التعاقد مع دوران، وقدّم عرضًا فعليًا لضمه إلى صفوفه خلال الميركاتو الصيفي الجاري.
وبينما بدا أن عرض نابولي قد يشكل فرصة مواتية لدوران لإعادة إطلاق مسيرته في أحد أقوى الدوريات الأوروبية، لم يتوقف الاهتمام عند هذا الحد، حيث كشف المصدر نفسه عن دخول نادي فنربخشة التركي على خط الصفقة، في تطور يزيد من تعقيد الصورة.
فنربخشة، الساعي لتعزيز هجومه استعدادًا لموسم محلي وأوروبي شاق، وجد في دوران خيارًا مثاليًا، لا سيما بعد أن نال اللاعب موافقة المدير الفني الجديد للفريق، البرتغالي جوزيه مورينيو، الذي أبدى حماسه لإتمام التعاقد رغم وصف الصفقة بـ"المعقدة".
ورغم أن إدارة النصر لم تصدر بعد بيانًا رسميًا يؤكد رغبتها في التخلي عن اللاعب، إلا أن تسارع الأحداث وتعدد العروض المقدمة تشير إلى أن احتمالية خروجه باتت أقرب من أي وقت مضى، خاصة إذا تضمنت العروض المقترحة بنودًا مالية مغرية تلائم تطلعات النادي.
ويبدو أن النصر، الذي يخطط لإعادة هيكلة بعض مراكزه، قد يكون منفتحًا على فكرة التخلي عن دوران، خصوصًا إذا نجح في تأمين بديل هجومي على مستوى عالٍ، ينسجم مع خطط الفريق في المنافسة على البطولات خلال الموسم الجديد.
كما أن رحيل دوران المحتمل سيوفر مساحة أكبر لإعادة ترتيب الأوراق الفنية للفريق، في ظل رغبة المدير الفني في تقليل عدد الأجانب وفتح المجال أمام صفقات جديدة قادرة على إحداث الفارق داخل الملعب دون تأثر بالعوامل الشخصية.
ولا يُستبعد أن يكون العامل الشخصي هو الحاسم في قرار اللاعب نفسه، خاصة أن الأجواء في السعودية لم تكن سهلة عليه من الناحية الاجتماعية، وهو ما أقرّ به بعض المقربين منه في تصريحات سابقة، مما قد يدفعه لاختيار وجهة أكثر قربًا من بيئته المعتادة.
ويبدو أن تجربة الدوري السعودي لم تكن كافية لمنح دوران الاستقرار المطلوب، رغم الإمكانيات المالية الكبيرة التي وفّرها النصر، وهو ما قد يجعله يفضّل العودة إلى أوروبا، حيث الأجواء التنافسية التي عرفها جيدًا مع أستون فيلا.
وربما يراهن دوران على أن الانتقال إلى نادٍ مثل نابولي أو فنربخشة سيكون محطة جديدة تمنحه فرصة إعادة بناء مستقبله، في وقت لا يزال فيه صغير السن وقادرًا على التطور، خاصة في بيئة كروية مستقرة وتحت قيادة فنية ذات خبرة مثل مورينيو.
وفي حال حسم انتقاله خلال الأيام المقبلة، فإن النصر سيكون أمام تحدي البحث عن بديل ذي جودة عالية ينسجم سريعًا مع المجموعة، في وقت لم يعد فيه هناك متسع كبير للمراوغة مع ضغط الجماهير وأهمية الاستحقاقات القادمة.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الأيام القادمة، تبقى الأنظار مسلطة على اسم دوران، الذي يبدو أن رحلته مع النصر باتت في فصلها الأخير، بينما يترقّب عشاق الكرة السعودية والأوروبية المحطة التالية للمهاجم الشاب الذي لم يقل كلمته الأخيرة بعد.