تجربة سعودية تبهر العالم وتغير المفاهيم الطبية في جراحة العظام..عمليات تطويل بلا ألم

مستشفى الدكتور سليمان الحبيب
كتب بواسطة: محمد لؤلؤ | نشر في  twitter

يواصل مستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الخبر ترسيخ اسمه كأحد المراكز الطبية الرائدة في مجال جراحة العظام، عبر نجاحاته المتكررة في إجراء عمليات تطويل العظام بتقنية حديثة تُعرف بالمسمار النخاعي الممغنط، وهي تقنية متطورة أحدثت تحولاً كبيرًا في هذا النوع من العمليات التي كانت تُعرف بصعوبتها وكثرة مضاعفاتها سابقًا.

هذه التقنية، التي باتت محل اهتمام واسع من المرضى والمهتمين بالشأن الطبي، تتميز بقدرتها على تحقيق نتائج فعالة دون الحاجة إلى مثبتات خارجية، ما يمنح المريض حرية الحركة وراحة نفسية كبيرة أثناء فترة العلاج، وهو ما لم يكن متاحًا في السابق مع الطرق التقليدية التي كانت ترهق المرضى نفسيًا وبدنيًا.
إقرأ ايضاً:"إنجاز بطولي": حرس السواحل الإماراتي يخلي 24 شخصا من ناقلة نفط بحر عمانالعد التنازلي بدأ.. موعدكم في 29 يونيو مع أضخم مزاد عقاري بالرياض.. وهذه هي أبرز العقارات المعروضة

اللافت أن هذه العمليات لم تقتصر على علاج التشوهات أو التباين في أطوال الأطراف فقط، بل أصبحت خيارًا متاحًا أيضًا للراغبين في زيادة طولهم لأغراض تجميلية أو لتحسين المظهر الخارجي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام هذا النوع من الجراحات في القطاع الطبي التجميلي والعلاجي على حد سواء.

وأوضح الدكتور عبدالرحمن الرفاعي، استشاري جراحة العظام المتخصص في تشوهات العظام عند الأطفال والحوادث وجراحات الورك المتقدمة، ورئيس الفريق الطبي المسؤول عن هذه العمليات، أن التقنية الحديثة سهّلت كثيرًا من متطلبات عمليات التطويل، وجعلتها أكثر أمانًا وأقل إزعاجًا للمريض.

وأشار الرفاعي إلى أن التقنية التقليدية كانت تعتمد على تركيب مثبتات خارجية على الساق أو الفخذ، ما يستلزم بقاءها لعدة أشهر، ويصاحبها الكثير من الألم والمضاعفات، بينما باتت التقنية الجديدة تعتمد على زرع مسمار نخاعي ممغنط داخل العظم دون أي تركيب خارجي ظاهر.

وبيّن أن العملية تُجرى عبر جروح دقيقة لا تتجاوز السنتيمتر الواحد، مما يقلل من احتمالية التلوث والعدوى، ويعزز من سرعة التئام الجروح، كما أنها تتم تحت إشراف إشعاعي دقيق يضمن توجيه المسمار بدقة متناهية، وهو ما يُعد نقلة نوعية في المجال الجراحي.

ويبدأ المريض بعد مرور خمسة أيام فقط من العملية باستخدام جهاز التحكم الخارجي الذي يرسل ذبذبات مغناطيسية إلى المسمار المزروع داخليًا، ما يؤدي إلى تطويل العظام بمعدل لا يتجاوز ملليمترًا واحدًا في اليوم، دون الشعور بآلام تذكر، ودون الحاجة للمبيت في المستشفى لفترات طويلة.

وأكد أن المراجع يمكنه مواصلة حياته اليومية في منزله طوال فترة العلاج، بما في ذلك الحركة والمشي، وهو أمر لم يكن ممكنًا من قبل مع طرق التطويل الكلاسيكية، التي كانت تفرض على المرضى نمطًا حياتيًا معقدًا ومحدودًا للغاية.

وتُعد هذه التقنية مناسبة لمجموعة واسعة من المرضى، سواء ممن يعانون من قصر في أحد الأطراف نتيجة تشوهات خلقية، أو نتيجة خلل في النمو خلال مرحلة البلوغ، أو حتى أولئك الذين يرغبون في تعديل المظهر العام لطول القامة لأسباب تجميلية.

من أبرز مزايا هذه العمليات أيضًا أن فترة التعافي والعلاج باتت أقصر مقارنة بالوسائل التقليدية، حيث يُزال المسمار النخاعي بعد مضي فترة تتراوح بين سنة ونصف إلى سنتين، وذلك بعد التأكد من اكتمال النمو وتثبيت الطول الجديد بشكل آمن.

ولم تقتصر فوائد التقنية على الجوانب الجمالية أو الحركية فقط، بل أثّرت بشكل إيجابي على الحالة النفسية للمراجعين الذين يشعرون بتحسن كبير في ثقتهم بأنفسهم بعد انتهاء فترة العلاج، لا سيما في حالات كانوا يعانون فيها من الفارق الواضح في طول الساقين.

وتتم متابعة الحالات بدقة عبر فريق طبي متكامل يتكون من اختصاصيي العظام والعلاج الطبيعي والتأهيلي، مع تقديم الدعم النفسي اللازم، لضمان أن تمر مراحل العلاج بسلاسة، وأن يحصل المراجع على أفضل نتيجة ممكنة في وقت زمني قياسي.

وقد تمكّن المستشفى حتى الآن من علاج عشرات الحالات بنجاح، وهو ما عزز من مكانته كمركز مرجعي في هذا النوع من العمليات الدقيقة، وأكسب الفريق الطبي خبرة واسعة تؤهله لاستقبال حالات أكثر تعقيدًا مستقبلاً، سواء من داخل المملكة أو من خارجها.

ويُتوقع أن تشهد السنوات القادمة إقبالًا متزايدًا على هذا النوع من العمليات، لا سيما بعد النتائج الإيجابية التي تحققت حتى الآن، مما يعكس التقدم الكبير في مستوى الخدمات الصحية التي تقدمها المراكز الطبية المتخصصة في السعودية.

وفي ظل التحديث المستمر في الأساليب الطبية والجراحية، يبدو أن مستشفى د، سليمان الحبيب ماضٍ في تعزيز ريادته بهذا المجال، مدفوعًا بفريقه الطبي الخبير، وتجهيزاته الحديثة، ورؤية واضحة لتقديم حلول طبية مبتكرة تلبي احتياجات شرائح متنوعة من المرضى.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية