عودة مختلفة إلى المدارس.. زيارة خاصة تكشف أجواء استثنائية في مدارس الرياض

شارك وكيل وزارة التعليم العام الدكتور حسن خرمي، في أجواء دراسية حيوية، اليوم الأحد، طلاب ومعلمي مدارس الرياض يومهم الدراسي الأول عقب إجازة عيد الأضحى المبارك، حيث رافقه المدير العام للتعليم بمنطقة الرياض الدكتور نايف الزارع في جولة ميدانية، زارا خلالها مدرستي خارجة بن زيد الابتدائية وحي الوادي المتوسطة للبنين، في مشهد جسّد روح التفاعل الرسمي مع الميدان التربوي.
وفي لقاء مباشر مع الطلاب والمعلمين، قدّم الدكتور خرمي التهاني بمناسبة العيد، مثنيًا على حضورهم المبكر والتزامهم، ومشيدًا بما لمسه من جاهزية عالية تعكس وعيًا تربويًا بأهمية هذه المرحلة، مؤكداً في الوقت ذاته أهمية خلق بيئة تعليمية محفزة تسهم في جودة تنفيذ الاختبارات وتنظيمها.
إقرأ ايضاً:وداعاً للخدمات التقليدية.. شهادة "ذهبية" تطلق ثورة رقمية غير مسبوقة في هيئة النقل!بعد أمر ملكي.. إنفاذ القصاص في 3 جناة سعوا في الأرض فساداً
وجاءت الزيارة كإحدى محطات المتابعة المستمرة التي تنفذها وزارة التعليم ميدانيًا في مختلف المناطق، حرصًا منها على الوقوف الفعلي على سير العملية التعليمية، لا سيما في فترات الاختبارات التي تعد من أبرز مراحل التقويم المدرسي، وهو ما يجسد التفاعل العملي للقيادات التعليمية مع واقع المدارس.
وبدأت اليوم رسميًا الاختبارات التحريرية للفصل الدراسي الثالث للعام 1446هـ في مدارس منطقة الرياض، لتشمل جميع طلاب وطالبات الصفوف من الثالث الابتدائي وحتى الثالث الثانوي، وسط استعدادات لوجستية وتربوية لضمان سلاسة الأداء وجودة المخرجات التعليمية.
ومن المقرر أن تستمر هذه الاختبارات حتى يوم الخميس 1 محرم 1447هـ، الموافق 26 يونيو 2025م، حيث تُجرى خلال اليوم الدراسي الكامل، ما يمنح الطلاب فرصة الاستمرار في النمط التعليمي المعتاد دون انقطاع أو فصل بين الاختبار والتحصيل المعرفي، في خطوة تعكس توجهات حديثة في تنظيم اليوم الدراسي.
وفي بادرة تنظيمية جديدة، تم تخصيص فترات زمنية مرنة لفئات معينة من الطلاب، مثل المتوقع تخرجهم وطلاب الدور الثاني، لضمان عدالة التقييم وتكافؤ الفرص، وهو ما يعزز مبادئ الشمولية في التعليم ويمنح كل طالب المساحة الكافية للتفوق والنجاح.
وأعرب عدد من الطلاب خلال حديثهم مع قناة "الإخبارية" عن ارتياحهم لتجربتهم في أداء الاختبارات، حيث أكدوا أن الجمع بين أداء الاختبارات واستمرار الحصص الدراسية في ذات اليوم، ساعدهم على الحفاظ على وتيرة المذاكرة والانخراط في أجواء المدرسة دون ضغوط.
وقال الطالب خالد العنزي من الصف الثالث المتوسط إن يومه الدراسي بدأ بشكل منتظم، مشيرًا إلى أنه استعد جيدًا منذ ما قبل العيد، واستفاد من الوقت المتاح بعد الاختبار لاستكمال يومه الدراسي بروح معنوية مرتفعة.
أما نواف العتيبي، فقد أكد أنه بدأ مراجعته منذ بداية إجازة العيد، معتبرًا التجربة الجديدة ناجحة وذات أثر إيجابي كبير في الحد من التوتر المصاحب لفترات الاختبارات، وهو ما مكّنه من التركيز وأداء الاختبار بثقة وهدوء.
وأشاد الطالب عبدالله العنزي من الصف الأول المتوسط بالتنظيم داخل المدرسة، موضحًا أن اختبار مادة الاجتماعيات كان مريحًا وواضحًا، مشيرًا إلى أن الفسحة المدرسية كانت فرصة جيدة للمراجعة، ما أضاف بعدًا جديدًا ليومه الدراسي.
ويبدو أن هذه التجربة الميدانية تمثل أحد ملامح التغيير الذي تعمل عليه وزارة التعليم، حيث تسعى لتطوير أساليب التقييم ودمجها ضمن سياق يومي منتظم يربط بين التقويم الأكاديمي والتعلم الفعلي، بما ينعكس إيجابًا على مخرجات التعليم.
ويعزز هذا التوجه فلسفة الاعتماد على أساليب تعليمية مرنة تجمع بين الصرامة والانسيابية، فتضع الطالب في قلب اليوم الدراسي، دون عزله عن السياق التعليمي حتى خلال فترات التقييم، في تجربة يُنتظر تعميمها مستقبلاً على نطاق أوسع.
كما تشكل المبادرات مثل هذه فرصة للمعلمين لقراءة ميدانية لمستويات طلابهم بشكل أدق، والتفاعل مع بيانات الأداء فور حدوثها، ما يفتح المجال للتغذية الراجعة الفورية والتقويم التربوي الحقيقي المرتبط بالأداء الفعلي داخل الصفوف.
ويبدو واضحًا أن النجاح الذي تحقق اليوم يعكس ثمرة التنسيق بين الجهات التعليمية المختلفة، من القيادات العليا إلى مديري المدارس والمعلمين، في تجسيد منهجية تشاركية تضع الطالب في محور العملية التعليمية دون أن تعزله عنها خلال أي مرحلة.
في المقابل، أظهرت ردود فعل الطلاب مدى تقبلهم لهذا النموذج من الاختبارات، حيث لم تقتصر الفوائد على الجوانب المعرفية فقط، بل امتدت إلى الجوانب النفسية والانفعالية، من خلال خلق أجواء أقل توترًا وأكثر استقرارًا أثناء التقييمات.
وتسعى وزارة التعليم من خلال هذه الخطوات إلى بناء منظومة تعليمية قادرة على التكيف مع احتياجات الميدان، وإعادة تعريف معايير الجودة التعليمية بعيدًا عن النماذج التقليدية، وتوسيع مساحة التعلّم المتكامل ضمن كل يوم دراسي.
ومع استمرار فترة الاختبارات، تتواصل عمليات المتابعة والدعم من القيادات التعليمية، لضمان سير التجربة وفق الخطة المرسومة، وتقديم الحلول الفورية لأي تحديات قد تطرأ، في ظل حرص الوزارة على إنجاح التجربة بكل أبعادها.