"قتل التوتر"... وزارة التعليم تطلق أذكى خطة لإنهاء ظاهرة قلق الاختبارات إلى الأبد!

كتب بواسطة: حكيم حميد | نشر في  twitter

في خطوة تُعد الأولى من نوعها في تاريخ التعليم بالمملكة، بدأت وزارة التعليم تنفيذ آلية جديدة لاختبارات نهاية الفصل الدراسي، حيث تقرر إدماج الاختبارات ضمن اليوم الدراسي، بدلاً من تخصيص فترات مستقلة لها، هذه الخطوة المثيرة للاهتمام تأتي ضمن توجه شامل لتحديث المنظومة التعليمية بما يتماشى مع الرؤية الوطنية للتطوير.

وقد تم رصد انطلاق الاختبارات في آلاف المدارس على مستوى المملكة، وسط استعدادات تنظيمية مدروسة، ركزت على ضمان الانضباط وتوفير بيئة آمنة ومريحة للطلاب داخل الفصول، وشهدت المدارس منذ ساعات الصباح الأولى حضورًا منتظمًا للطلاب والكوادر التعليمية، وسط التزام واضح بالتعليمات الجديدة.
إقرأ ايضاً:النيران تلتهم جبال الطائف.. الدفاع المدني يواجه تحدي استثنائي في انتظار النهايةتغيير مرتقب في صفوف النصر القرار الحاسم يقترب.. من يتولى قيادة الأصفر؟

الآلية الجديدة تنص على تخصيص جزء من اليوم الدراسي لتنفيذ الاختبارات، بحيث يتم دمج الفترات المخصصة للمذاكرة والمراجعة مع أداء الاختبار الفعلي، في تجربة تجمع بين الاستمرارية والانضباط الزمني، دون إخلال بساعات الدراسة المعتادة أو التأثير على سير العملية التعليمية.

وأكدت وزارة التعليم أن هذه الخطوة جاءت بعد دراسات وتجارب سابقة، هدفت إلى تخفيف التوتر عن الطلاب وتحقيق توازن نفسي ومعرفي، عبر دمج التقييم في الإطار الزمني الطبيعي للدراسة، بعيدًا عن نمط الانقطاع المعتاد خلال فترات الاختبارات.

العديد من المدارس وثّقت بالصور واللقطات التنظيم الجديد، حيث أظهرت المشاهد طلابًا يجلسون في مقاعدهم الدراسية المعتادة لأداء اختباراتهم، بإشراف مباشر من معلميهم، وضمن أجواء دراسية طبيعية، مما ساهم في تقليل التوتر وزيادة التركيز بحسب إفادات عدد من أولياء الأمور.

وأشارت الوزارة إلى أن هذا التغيير يتماشى مع مستهدفات تحسين الكفاءة التشغيلية للمدارس، وتطوير منظومة التقييم لتكون أكثر واقعية وأقرب إلى البيئة التعليمية اليومية للطلاب، بعيدًا عن الضغوط المعتادة التي ترافق أسابيع الاختبارات التقليدية.

كما أتاح هذا النظام مرونة أكبر في جدولة الاختبارات، حيث تم تقسيم المواد بشكل يراعي التنوع اليومي في المهام الدراسية، وتوزيع الجهد على مدار الأسبوع، الأمر الذي يسهم في تعزيز التحصيل وتحسين الأداء الأكاديمي للطلبة.

وقد أبدى عدد من المعلمين والمعلمات ارتياحهم لتجربة الاختبارات ضمن اليوم الدراسي، معتبرين أنها قلّصت التوتر التنظيمي وساعدت في دمج التقييم كجزء من عملية التعليم الشاملة، بدلًا من كونه حدثًا منفصلًا يُثقل كاهل الطالب.

وبالتزامن مع ذلك، أصدرت إدارات التعليم تعليمات واضحة تضمن ضبط العملية، مع توفير فواصل زمنية كافية بين الحصص والاختبارات، للحفاظ على تركيز الطلاب وتمكينهم من تقديم أفضل ما لديهم، دون إرهاق أو ضغط نفسي،

ولم تغب الجوانب الفنية عن الخطة، حيث تمت مراعاة تجهيز القاعات الدراسية لتكون بيئة مناسبة للاختبار، مع تعزيز الدعم التقني في المدارس الرقمية وتوفير النسخ الورقية حسب الحاجة، بما يضمن شمولية التطبيق لجميع أنواع المدارس والمراحل التعليمية.

ولاقت هذه الخطوة إشادة من التربويين، الذين اعتبروها علامة على نضج النظام التعليمي وتوجّه الدولة إلى تعزيز مهارات الطلاب من خلال التعلّم المتكامل، وتدريبهم على إدارة الوقت والضغوط في بيئة قريبة من الواقع المهني.

ورغم أن التجربة لا تزال في بدايتها، إلا أن المؤشرات الأولى تنبئ بنتائج إيجابية، خاصة أن الوزارة تعتزم تقييم التجربة بشكل دوري، وتوسيع نطاق التطبيق مستقبلاً بناءً على الملاحظات الواردة من الميدان التعليمي.

وتحرص وزارة التعليم من خلال هذه التحولات على الوصول إلى نموذج تعليم عصري، لا يعتمد فقط على التلقين أو الحفظ، بل يشجع على التفاعل المستمر ويحوّل بيئة المدرسة إلى فضاء ديناميكي يُنمي القدرات ويُشجع على التفكير النقدي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية