هل القرار حُسم بالفعل؟.. كواليس الأيام الأخيرة لمدرب النصر وتلميحاته بالرحيل

يعيش نادي النصر السعودي حالة من الترقب في ظل غموض يلف مصير المدير الفني الإيطالي ستيفانو بيولي، الذي لم يمضِ على قدومه سوى موسم واحد، وسط أنباء عن قرب رحيله رغم استمرار عقده حتى صيف 2027.
التحركات الأخيرة على مستوى الإدارة، إلى جانب النتائج المخيبة للآمال، فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات حول استمراريته، وتعاقد النصر مع بيولي كان يحمل طموحات كبيرة بإعادة الفريق لمنصات التتويج، بعد تجربة مميزة له مع ميلان قاد خلالها الروسونيري للقب الدوري الإيطالي.
إقرأ ايضاً:جهز محفظتك! أسعار النفط تقفز 2% في ساعات.. وهكذا سيؤثر الصراع الإيراني الإسرائيلي على أسعار البنزينأمانة الباحة تختتم تسجيل هاكاثون الابتكار البلدي اليوم
إلا أن واقع الموسم الأخير جاء أقل من المتوقع، حيث خرج النصر خالي الوفاض من جميع البطولات، وهو ما أضعف الثقة في جدوى المشروع الفني الحالي.
الفريق أنهى موسمه في المركز الثالث في الدوري السعودي للمحترفين، وودّع كأس الملك من دور مبكر، ولم يتمكن من بلوغ نهائي دوري أبطال آسيا، وهو ما وضع علامات استفهام حول قدرة المدرب على إدارة التحديات الكبيرة التي يفرضها طموح النصر محليًا وقاريًا.
على الجانب الإداري، لم يكن الموسم مستقراً، فقد شهد النادي تحولات كبيرة في الهيكل الإداري، أبرزها تعيين فرناندو هييرو مديرًا رياضيًا، ما أدى إلى بعض الارتباك في القرارات، وتراجع الانسجام بين الإدارة والجهاز الفني، وهو ما انعكس بدوره على أرضية الميدان.
ورغم هذه المعطيات، لم تُصدر إدارة النصر حتى الآن قرارًا رسميًا بشأن مستقبل بيولي، لكن الأنباء القادمة من داخل أسوار النادي تشير إلى أن القرار قد حُسم بالفعل، وأن الإيطالي لن يكون ضمن الجهاز الفني في الموسم المقبل، في ظل دراسة الإدارة لعدد من الأسماء البديلة.
بيولي بدوره لم يُخفِ انفتاحه على الرحيل، إذ لمّح في تصريحات إعلامية إلى أنه لا يشعر بالراحة الكاملة في الأجواء الحالية، مكتفيًا بالقول إن مستقبله سيُحسم في الأيام القادمة بالتشاور مع مسؤولي النادي، ما اعتبره المتابعون مؤشرًا على اقتراب رحيله.
وفي موازاة ذلك، بدأت بعض الصحف الإيطالية تتحدث عن إمكانية عودة بيولي إلى الكالتشيو عبر بوابة فيورنتينا، خاصة بعد رحيل مدرب الفريق رافاييل بالادينو، والتقارير أفادت بوجود تواصل فعلي بين الطرفين، ما يُعزز فرضية مغادرة المدرب للأراضي السعودية خلال فترة الانتقالات الصيفية.
مصادر مقربة من فيورنتينا أكدت أن اجتماعًا جرى بين بيولي ورئيس النادي روكو كوميسو، تناول ملامح المشروع الجديد للنادي البنفسجي، مع اهتمام واضح بإعادة المدرب الذي سبق له الإشراف على الفريق قبل سنوات، ويمتلك علاقة جيدة مع الإدارة والجمهور هناك.
فيما يرى البعض أن بيولي لم يحصل على الوقت الكافي لتطبيق أفكاره داخل النصر، إلا أن إدارة النادي، التي تعوّل على مشروع طويل الأمد قائم على نتائج سريعة، لم تبدِ استعدادًا للانتظار أكثر، خصوصًا في ظل الضغط الجماهيري المتزايد ووجود نجوم كبار مثل كريستيانو رونالدو في الفريق.
وتشير تقارير إلى أن العقد الذي يربط النصر ببيولي يتضمن بندًا يسمح لأي من الطرفين بإنهائه نهاية كل موسم بشرط التفاهم، وهو ما يُسهّل رحيله دون الحاجة إلى دفع الشرط الجزائي، في حال تم الاتفاق النهائي خلال الأسبوعين القادمين.
وتطرح إدارة النصر عدة بدائل لقيادة الفريق في الموسم المقبل، من بينها أسماء سبق لها العمل في الدوري السعودي، وأخرى أوروبية تتمتع بخبرة كبيرة في البطولات القارية، حيث تسعى الإدارة لاختيار مدرب يتناسب مع طموحات النادي للعودة إلى البطولات.
جماهير النصر بدورها منقسمة حول مستقبل المدرب، فبينما ترى شريحة أنه من الظلم تقييمه من موسم واحد فقط، تطالب شريحة أخرى بضرورة التغيير الفوري واستقدام اسم قادر على انتشال الفريق من خيبات الموسم المنصرم، وتحقيق نتائج ملموسة في أقرب وقت.
رحيل بيولي المحتمل يعيد للأذهان سلسلة التغييرات المتكررة في الجهاز الفني للنصر خلال السنوات الأخيرة، والتي باتت تُثير مخاوف المتابعين من غياب الاستقرار الفني، وتأثير ذلك على أداء الفريق في البطولات المحلية والقارية القادمة.
الأسابيع القليلة القادمة ستكشف الحقيقة، سواء أكان بيولي باقٍ ليكمل مشروعه مع العالمي، أم أن العودة إلى أوروبا ستكون خياره المفضل، ليطوي صفحة تجربته في دوري روشن بسرعة، ويفتح بابًا جديدًا في مشواره التدريبي.