نهاية قريبة ومفاجأة محتملة.. قرار صيفي يرسم مصير مهاجم النصر

باتت أيام المهاجم الكولومبي الدولي جون دوران معدودة داخل أسوار نادي النصر، إذ تشير آخر المستجدات إلى أنه على بُعد خطوة واحدة فقط من مغادرة الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وتعيش جماهير النصر حالة من الترقب في ظل تزايد الأحاديث حول اقتراب اللاعب من الانضمام إلى أحد أندية الدوري التركي، في تجربة جديدة قد تشكل منعطفًا مهمًا في مسيرته الكروية.
ورغم أن المصادر لم تُفصح حتى الآن عن هوية النادي الذي بات قريبًا من التعاقد مع اللاعب بنظام الإعارة، فإن المؤشرات القادمة من أوروبا وتحديدًا من تركيا، تؤكد وجود مفاوضات متقدمة بين الطرفين، التحركات الجارية تسير بهدوء خلف الكواليس، ما يعكس رغبة الطرفين في إتمام الصفقة بأقل قدر من الضجيج الإعلامي حتى اكتمال التفاهمات النهائية.
إقرأ ايضاً:رحلة توسع مذهلة.. تبرعات اللحوم تكسر حاجز الـ159 ألف كجم في "ثلث الأضحية"السديس يكشف.. المسجد الحرام يستعد لإطلاق مشروع قرآني عالمي غير مسبوق.
وتزامنت تلك التطورات مع تأكيدات الصحفي التركي الموثوق ياغيز سابونجو أوغلو، الذي كشف أن نادي النصر لا يُمانع في تسهيل عملية خروج جون دوران خلال هذا الصيف، ووفقًا لما أورده، فإن إدارة النصر عرضت ثلاثة لاعبين على أندية تركية، من بينهم المهاجم الكولومبي، في خطوة تعكس استراتيجية واضحة لتقليص عدد اللاعبين الأجانب تمهيدًا لضم أسماء جديدة.
اللافت أن الحسابات الرسمية لوكيل أعمال جون دوران بدأت بمتابعة حساب نادي فنربخشة التركي، ما فسره البعض على أنه إشارة مباشرة إلى احتمالية وجهة اللاعب القادمة، هذا التفاعل لم يمر مرور الكرام على أنصار الناديين، بل فتح الباب واسعًا أمام التكهنات بشأن انتقال محتمل قد يحمل مفاجأة خلال الأيام المقبلة.
جون دوران، الذي انضم للنصر في يناير الماضي، استطاع أن يلفت الأنظار سريعًا من خلال أدائه المميز في خط الهجوم، وسجّل 12 هدفًا خلال 18 مباراة رسمية خاضها مع الفريق، وهو رقم ليس بالسهل في نصف موسم فقط، ومع ذلك، فإن كثافة الأسماء الهجومية في قائمة النصر، وضغط الجماهير من أجل ضم نجوم عالميين، قد تكون عوامل أسهمت في دفع الإدارة للتفكير في إعارته.
في الأوساط النصراوية، يبرز انقسام واضح بين من يرى في مغادرة دوران خطوة ضرورية لإفساح المجال أمام أسماء جديدة، وبين من يعتبره مشروع نجم كان يجب منحه وقتًا أطول للاندماج والنجاح، وبين هذا الرأي وذاك، يبقى القرار النهائي بيد الإدارة التي يبدو أنها حسمت موقفها لصالح خيار الإعارة.
التجربة التركية التي تنتظر جون دوران لن تكون سهلة، فالدوري التركي يشتهر بقوته البدنية وطابعه التنافسي العالي، ما سيضع اللاعب أمام تحديات جديدة تختلف عن أجواء الدوري السعودي، ومع ذلك، فإن عمره الصغير وطموحه العالي قد يشكلان حافزًا له لتقديم مستويات مميزة وجذب الأنظار من بوابة أوروبا.
من جانب آخر، فإن رحيل دوران المحتمل يطرح تساؤلات حول البدائل التي يخطط لها نادي النصر لتعويضه هجوميًا، الفريق يخوض أكثر من جبهة في الموسم المقبل، ما يعني أنه بحاجة إلى عناصر حاسمة وذات جاهزية عالية في كل مركز، وبخاصة في الخط الأمامي الذي يمثل مفتاح الفوز في معظم المواجهات الحاسمة.
ورغم الهدوء الذي يُخيّم على معسكر النصر في هذا الملف، فإن الكواليس تشهد تحركات دقيقة، ومن المرجح أن يُعلن عن تفاصيل الصفقة قريبًا، سواء من خلال بيان رسمي أو عبر إعلان من النادي التركي المنتظر، الأكيد أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تقرير مصير اللاعب الكولومبي.
تجربة جون دوران مع النصر لم تكن طويلة، لكنها تركت بصمة واضحة لدى المتابعين، وأظهرت ملامح مهاجم يمتلك إمكانات فنية عالية يمكن صقلها أكثر مع الاستقرار والمشاركة المنتظمة، ولهذا يرى البعض أن الإعارة قد تكون الخطوة الأنسب له في هذه المرحلة.
وفي ظل تزايد الإشارات القادمة من تركيا، فإن عيون جماهير النصر باتت متجهة نحو أخبار الدوري التركي، بحثًا عن أي تفصيل جديد قد يؤكد أو ينفي هذا الانتقال المتوقع، وقد يكون إعلان وجهته الجديدة أقرب مما يتصوره البعض، خاصة مع استعداد الأندية التركية لإنهاء صفقاتها مبكرًا.
التعامل الذكي من إدارة النصر في هذا الملف يعبّر عن وعيها بأهمية التدوير والاستفادة القصوى من عناصر الفريق، ففي عالم الاحتراف، لا مكان للعاطفة، بل تُبنى القرارات على رؤية فنية وموازنة دقيقة بين الحاجة والمردود المتوقع.
وفي النهاية، يبقى جون دوران أمام محطة جديدة من مسيرته، إما ليؤكد أحقيته بالمنافسة في أعلى المستويات، أو ليكون مجرد فصل عابر في مشوار لاعب يبحث عن الاستقرار والانفجار الفني، والكرة الآن في ملعبه.