السديس يكشف.. المسجد الحرام يستعد لإطلاق مشروع قرآني عالمي غير مسبوق.

تهدف رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي إلى إطلاق دورة صيفية إثرائية كبرى، وذلك لتعزيز حفظ ومراجعة القرآن الكريم، مع التركيز على نشر رسالته الوسطية وهداياته للعالمين، هذه المبادرة تأتي في إطار حرص الرئاسة على العناية بكتاب الله، وتعميق صلة الأمة به في كل زمان ومكان.
وتُقام هذه الدورة المتميزة في رحاب المسجد الحرام، تحديدًا في التوسعة السعودية الثالثة بجوار باب 123، وذلك خلال الفترة الزمنية المحددة من الخامس والعشرين من ذي الحجة لعام 1446هـ، وتستمر حتى التاسع والعشرين من محرم لعام 1447هـ، مما يتيح فرصة ثمينة للمشاركين.
إقرأ ايضاً:عودة مختلفة إلى المدارس.. زيارة خاصة تكشف أجواء استثنائية في مدارس الرياضالنيران تلتهم جبال الطائف.. الدفاع المدني يواجه تحدي استثنائي في انتظار النهاية
وقد أوضح رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، أن بث رسالة القرآن وهداياته للعالمين يمثل مرتكزًا أساسيًا لعمل الرئاسة، فهي تسعى جاهدة لتنظيم البرامج الإثرائية، التي تعنى بحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتدبره، على مدار العام.
وتتضاعف هذه الجهود المباركة بشكل خاص في المواسم الدينية، من خلال الحلقات القرآنية المنتشرة في أروقة المسجد الحرام والمسجد النبوي، مما يعكس الاهتمام الكبير بالارتقاء بمستوى الحفظ والتلاوة، ونشر العلم الشرعي بين قاصدي الحرمين الشريفين.
وأبان الشيخ السديس أن الرئاسة عازمة على إطلاق مشروع قرآني إثرائي عالمي فريد من نوعه في المسجد الحرام، ليكون منارة للإشعاع العلمي والإيماني، يجمع بين هدايات القرآن الكريم والتلاوة والتدبر، ويهدف إلى التعليم والإتقان والتجويد.
كما يسعى هذا المشروع الضخم إلى تمتين صلة القاصدين وضيوف الرحمن والأمة الإسلامية بكتاب ربها، وترسيخ هداياته الوسطية في الإنسانية جمعاء، معتمدًا على منهجية علمية مؤصلة، وبمشاركة نخبة من المعلمين والمعلمات المجازين في القراءات العشر، لضمان جودة التعليم.
ويأتي إطلاق هذه الدورة الصيفية الكبرى ضمن الخطة التشغيلية لموسم الصيف الحالي، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى إثراء تجربة القاصد والزائر، وتوفير بيئة إيمانية خاشعة وميسرة، تساعده على تعلم قراءة القرآن الكريم وحفظه ومراجعته بكل سهولة ويسر.
كما تهدف الخطة إلى توطيد العلاقة بين الزائر ومعلمي الحلقات القرآنية، وذلك وفقًا للقيم والأخلاق القرآنية السمحة، المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، مما يعزز الفهم الصحيح للدين، ويرسخ الآداب الإسلامية الرفيعة.
وتشمل الدورة مسارات متعددة، منها مسار المراجعة الشاملة، ومسار الحفظ المتقن، ومسار القراءات المتواترة، بالإضافة إلى لقاءات إثرائية مصاحبة، تهدف إلى تعميق فهم المشاركين لمقاصد القرآن الكريم، وتوسيع مداركهم في علومه المتنوعة، ليكونوا على بصيرة من أمرهم.
وفي ختام الدورة، سيُمنح جميع المشاركين شهادات حضور تقديرية، تشهد على إتمامهم لهذا البرنامج القرآني المبارك، مما يعكس حرص الرئاسة على تكريم جهودهم، وتشجيعهم على الاستمرار في طلب العلم، والمثابرة على حفظ كتاب الله وتدبره والعمل به، في حياتهم اليومية.
وتؤكد هذه المبادرة المباركة على الدور الريادي للمسجد الحرام والمسجد النبوي، في خدمة كتاب الله وسنة رسوله، ونشر تعاليم الإسلام السمحة، وتعزيز الوعي القرآني في نفوس المسلمين، ليكونوا خير خلف لخير سلف، ويسهموا في بناء مجتمع قرآني واعٍ ومترابط، ينشر النور والهدى.
إن تنظيم مثل هذه الدورات يجسد الرؤية الثاقبة لرئاسة الشؤون الدينية، في الاهتمام بالشباب والناشئة، وتزويدهم بالعلم الشرعي الصحيح، ليكونوا دعائم قوية لمستقبل الأمة، يحملون راية القرآن، ويهتدون بهديه في كل شؤون حياتهم، مما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع.
كما تعكس هذه الجهود المبذولة التزام المملكة العربية السعودية، بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، والعمل على توفير كل ما يلزم لتمكين المسلمين من أداء عباداتهم بيسر وسهولة، والارتقاء بمستواهم العلمي والروحي، في أجواء إيمانية يسودها الطمأنينة والخشوع، وترفرف عليها سحائب البركة.
إن الإقبال المتوقع على هذه الدورة الصيفية الإثرائية، يؤكد على الشوق الكبير لدى المسلمين للاقتراب من كتاب الله، وتعلّم أحكامه وتدبر آياته، مما يبرز أهمية الدور الذي تضطلع به الرئاسة في تلبية هذه الحاجة الروحية والمعرفية، وتوفير المنصات التعليمية الميسرة.