توسع وربط عالمي غير مسبوق.. "Himalaya Express" تربط موانئ السعودية بـ12 وجهة عالمية

أعلنت الهيئة العامة للموانئ السعودية "موانئ" عن انضمام خدمة الشحن العالمية الجديدة "Himalaya Express"، التابعة لشركة الشحن البحري العملاقة MSC، إلى ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام وميناء الجبيل التجاري، في خطوة استراتيجية تهدف إلى دعم الصادرات الوطنية وتعزيز المكانة التنافسية للموانئ السعودية على المستويين الإقليمي والدولي.
وتأتي هذه الإضافة ضمن جهود الهيئة المستمرة لتطوير البنية التحتية للموانئ ورفع كفاءتها التشغيلية، بما يتماشى مع مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية، الهادفة إلى ترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط بين القارات الثلاث.
إقرأ ايضاً:عواصف وأمطار تضرب 7 مناطق.. تحذيرات عاجلة من الأرصاد السعوديةأمازون وميتا تترقبان.. كيف سيغير انهيار تحالف OpenAI ومايكروسوفت خريطة سباق الذكاء الاصطناعي؟
وتُعد خدمة "Himalaya Express" من الخطوط البحرية الحيوية التي تربط السعودية مباشرة بـ12 ميناء إقليميًا وعالميًا، من بينها ميناء جبل علي وأبوظبي في الإمارات، وميناء حمد في قطر.
إضافة إلى موانئ كبرى في الهند مثل نهافا شيفا وموندرا وفيزينجام، وموانئ أوروبية استراتيجية مثل سينيس في البرتغال، وفالنسيا وبرشلونة وملقا في إسبانيا، إلى جانب جويا تاورو وجنوة في إيطاليا.
وتبلغ الطاقة الاستيعابية لهذه الخدمة نحو 14 ألف حاوية قياسية، ما يعزز من قدرات المناولة في الموانئ السعودية، ويفتح آفاقًا أوسع أمام الشركات المصدّرة والمستوردة لربط بضائعها بالأسواق العالمية بكفاءة أعلى وتكلفة تنافسية.
وذكرت "موانئ" أن هذه الخطوة ستسهم بشكل مباشر في رفع تصنيف المملكة ضمن مؤشرات الأداء العالمية في قطاع الموانئ والخدمات اللوجستية، خصوصًا في ظل النمو المطرد في حجم العمليات الذي تشهده الموانئ السعودية خلال الأشهر الماضية.
ويُشار إلى أن ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام وميناء الجبيل التجاري يُمثلان ركيزتين أساسيتين في منظومة الموانئ السعودية على الخليج العربي، لما يتمتعان به من قدرات تشغيلية عالية وخدمات متكاملة تواكب أحدث المعايير الدولية.
وسيساهم ربط هذه الموانئ بخدمة Himalaya Express في تسهيل حركة البضائع بشكل أكبر، وتعزيز سلاسل الإمداد، مما ينعكس إيجابًا على أداء الاقتصاد الوطني، ويمنح المستثمرين وشركات الشحن المزيد من الثقة في بيئة النقل البحري بالمملكة.
وقد حققت الموانئ السعودية في الآونة الأخيرة قفزات نوعية في الأداء، حيث سجلت ارتفاعًا بنسبة 13% في مناولة الحاويات خلال شهر مايو الماضي مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، مما يعكس فعالية الخطط التطويرية التي تبنتها الهيئة.
ويؤكد هذا النمو المتواصل قدرة المملكة على التوسع في خدمات النقل البحري، وتقديم حلول لوجستية متقدمة، تلبي احتياجات السوق المحلية وتواكب التطورات العالمية في هذا القطاع الحيوي.
ويُنتظر أن تُسهم الخدمة الجديدة في تقليص زمن الترانزيت، وتحسين الكفاءة التشغيلية للمصدرين السعوديين، خاصة في ظل توجه المملكة إلى تعزيز صادراتها غير النفطية وتوسيع نطاق شراكاتها التجارية الدولية.
كما يُتوقع أن تستقطب الخدمة الجديدة مزيدًا من الخطوط الملاحية العالمية إلى الموانئ السعودية، نظرًا لما توفره من نقاط ربط فعّالة مع الأسواق الأوروبية والآسيوية، إضافة إلى دعم تنافسية الموانئ السعودية كمراكز جذب في خارطة الشحن العالمية.
وتتماشى هذه الجهود مع "رؤية السعودية 2030" التي تولي قطاع النقل والخدمات اللوجستية أهمية خاصة، باعتباره محركًا رئيسيًا للتنويع الاقتصادي، وتعزيز الاستثمارات، وتوفير فرص العمل للمواطنين.
وفي هذا السياق، تُواصل "موانئ" تعزيز قدراتها من خلال الشراكات الاستراتيجية مع الشركات العالمية، وتبني أحدث التقنيات، وتوسيع نطاق خدماتها لتصبح موانئ المملكة بوابات تجارية رائدة في المنطقة.
وتُظهر هذه التحركات رغبة قوية في الانتقال من دور الناقل إلى دور المركز، ومن مجرد الاستيراد والتصدير إلى التكامل الكامل في سلاسل القيمة العالمية، بما يعزز من قدرة الاقتصاد الوطني على المنافسة وتحقيق النمو المستدام.
ومع دخول "Himalaya Express" إلى موانئ المملكة، تكون السعودية قد خطت خطوة إضافية نحو تحقيق مكانة ريادية كمركز لوجستي عالمي، يعزز مكانتها على الخارطة الاقتصادية الدولية.