خدمات لا تتوقف.. المعتمرون يتدفقون بعد موسم الحج الناجح

قال الكاتب المتخصص في خدمات الحج والعمرة، أحمد حلبي، إن فتح باب العمرة مباشرة بعد انتهاء موسم الحج يمثل خطوة مهمة ومدروسة في توقيت بالغ الدقة، حيث ساهم القرار في تمكين المعتمرين القادمين من خارج المملكة من أداء المناسك دون انتظار طويل، وهو ما يعكس استمرارية الجهود التنظيمية الناجحة.
وأوضح حلبي في مداخلة تلفزيونية على قناة "الإخبارية" أن ما حدث بعد الحج ليس قرارًا عابرًا، بل امتداد لنهج سعودي متكامل يعمل على تقديم خدمات دينية وإنسانية بشكل دائم، وليس مرتبطًا فقط بموسم الحج، بل على مدار العام.
إقرأ ايضاً:أمازون وميتا تترقبان.. كيف سيغير انهيار تحالف OpenAI ومايكروسوفت خريطة سباق الذكاء الاصطناعي؟فضيحة "الحافلات المتهالكة" والتأخير المتكرر.. القصة الكاملة وراء إيقاف 7 شركات عمرة وتجميد أموالها
وأضاف أن استقبال المعتمرين فور انتهاء الحج يعزز من مكانة المملكة بصفتها وجهة رئيسية للخدمة الإسلامية، ويدل على استعداداتها اللوجستية والفنية العالية التي تمكّنها من استقبال ملايين الزوار دون أن تتأثر جودة الخدمات المقدمة.
وأشار إلى أن هذه المرونة التشغيلية التي ظهرت مباشرة بعد الحج تدل على نجاح الموسم الماضي، حيث تمكنت الجهات المعنية من إنهاء مرحلة الحج بسلاسة فائقة، والانتقال فورًا إلى مرحلة استقبال المعتمرين دون الحاجة لفترة راحة أو إعادة ترتيب.
ورأى حلبي أن كثيرًا من الراغبين في أداء العمرة من خارج المملكة تأثروا إيجابيًا بما شاهدوه خلال موسم الحج، خاصة في ما يتعلق بانسيابية الحركة، وغياب مشاهد الفوضى أو التكدس، مما شجعهم على اتخاذ قرار أداء العمرة بعد الحج مباشرة.
وتابع أن التنظيمات التي أبهرت الحجاج، كاختفاء ظاهرة الافتراش في المشاعر المقدسة، لعبت دورًا كبيرًا في تحسين الصورة الذهنية عن الموسم، وهو ما جعل المعتمرين مطمئنين للقدوم في أي وقت، بما في ذلك عقب الحج مباشرة.
وأكد الكاتب أن المملكة أثبتت قدرتها على إدارة الحشود وفق أعلى المعايير الدولية، وهو ما يمنحها ثقة إضافية من العالم الإسلامي في ما يخص تنظيمها لشعائر الحج والعمرة بشكل مستمر ودون انقطاع أو اضطراب.
وأشار إلى أن التحول الرقمي ساهم بشكل كبير في نجاح التجربة، حيث أصبح الحجز والتنظيم والخدمات كافة تتم بطريقة إلكترونية متطورة، مما قلل من نسبة الخطأ وساهم في تعزيز راحة الزوار والمعتمرين في كل مرحلة.
كما لفت إلى أن الخدمات الميدانية التي شملت النقل والإعاشة والتفويج، نُفذت بانضباط عالٍ خلال الحج، واستُنسخت بنفس الجودة في مرحلة العمرة، وهو ما مكّن من استمرارية العمل دون انقطاع في المشاعر المقدسة ومحيطها.
وأشاد بما وصفه بـ"النموذج السعودي" في خدمة ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أنه بات معيارًا يُحتذى به عالميًا في إدارة الحشود والخدمات الدينية، خصوصًا في ظل التوسع العمراني والتقني الذي يشهده الحرمان الشريفان.
وأوضح حلبي أن الجهات التنظيمية لم تكتفِ بالنجاح، بل بَنَت عليه لتوفير فرص متجددة للعمرة من خلال تسهيلات واسعة، تشمل التأشيرات، وتوسيع الطاقة الاستيعابية، وتحسين مسارات الحركة في المطارات والمنافذ البرية.
وأضاف أن استمرار العمرة بلا انقطاع يعزز من العائد الديني والسياحي والاقتصادي، ويكرّس صورة المملكة كمركز إسلامي عالمي لا يغلق أبوابه، بل يفتحها على مدار الساعة لخدمة المسلمين من شتى بقاع الأرض.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن ما تقدمه المملكة اليوم من جهود جبارة في خدمة ضيوف الرحمن، يُعد امتدادًا لرؤية شاملة تُدار باحترافية وتُنفذ بدقة، ويستشعرها كل من تطأ قدمه أرض الحرمين، سواء كان حاجًا أو معتمرًا أو زائرًا.