خطوة غير متوقعة: العناية بشؤون الحرمين تطلق خدمة جديدة تغير كل شيء للحجاج

الحج
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

في أجواء مفعمة بالإيمان والسكينة، تكثف الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جهودها خلال موسم الحج لتقديم تجربة روحانية آمنة وميسرة لضيوف الرحمن، عبر منظومة من الخدمات النوعية التي تسهم في تيسير أداء المناسك.

واحدة من أبرز هذه الخدمات هي "إرشاد التائهين"، التي تُعد بمثابة طوق نجاة للحجاج ممن يضلون طريقهم في زحام المشاعر وأروقة الحرم الشريف، إذ يجدون من يستقبلهم بابتسامة وطمأنينة ويُرشدهم بلغة يفهمونها.
إقرأ ايضاً:فضيحة الذكاء الاصطناعي لجوجل! معلومات مضللة خطيرة حول كارثة طيران هندية.ترحيلات وعقوبات صارمة من "الجوازات" لآلاف المخالفين في ذي القعدة

تنتشر فرق الإرشاد في مداخل المسجد الحرام وأروقته، وتضم مرشدين مدرّبين يتحدثون لغات عالمية متعددة، من أجل التواصل السلس مع الحجاج، وتقديم الإرشادات الدقيقة التي تعينهم على بلوغ وجهاتهم.

ولا تقتصر الخدمة على الكلمات فقط، بل تُستخدم تقنيات حديثة لتسجيل بيانات التائهين عبر تطبيق "إرشاد التائه"، الذي يعمل على مدار الساعة، ما يجعل عملية الوصول إلى ذويهم أو مرافقيهم أكثر سرعة وكفاءة.

يشكل التطبيق وسيلة ذكية وحديثة تواكب روح العصر، حيث يتم إدخال بيانات التائه في النظام بشكل فوري، مع ربطه بمكاتب الإرشاد المنتشرة، مما يسهّل تتبع الحالات وتوجيهها بالشكل الصحيح خلال دقائق.

وتُعنى الفرق المنتشرة بإرشاد الحجاج إلى المداخل والمخارج، وإيصالهم إلى أماكن أداء المناسك كصحن المطاف والمسعى، كما تُخصص عناية خاصة بالأطفال والبالغين الذين فقدوا الاتصال بذويهم.

في حالات الأطفال التائهين، تُقدَّم لهم الرعاية الكاملة داخل مكاتب الإرشاد، حيث يجدون بيئة آمنة تحت إشراف كوادر مؤهلة، إلى أن يتم التعرف على عائلاتهم وإعادتهم بسلام وسرور.

كما يتلقى الحجاج إجابات دقيقة عن استفساراتهم، سواء كانت تتعلق بالمكان، أو بالمسارات، أو حتى بالجوانب التنظيمية، وذلك بعدة لغات تضمن الفهم الكامل والوصول السليم.

ولم تغفل الهيئة استخدام الأدوات الذكية، حيث توفّر خرائط تفاعلية يمكن الوصول إليها من خلال "باركودات إلكترونية" موزعة في مختلف أنحاء الحرم، ما يُمكّن الحاج من تتبع وجهته بسهولة عبر هاتفه المحمول.

كل هذه الجهود تأتي في إطار حرص الهيئة على تسخير التكنولوجيا والخبرات البشرية لخدمة قاصدي بيت الله، في صورة تعبّر عن اهتمام عميق بكل حاج وحرص على سلامته النفسية والجسدية.

ومع اشتداد الزحام وتدفق الحشود من كل فج عميق، تظهر الحاجة الماسّة لمثل هذه الخدمات التي تُزيل الارتباك عن الحاج، وتمنحه شعورًا بالأمان والثقة في قدرته على أداء المناسك بلا عناء أو ضياع.

الخدمة لا تفرّق بين جنسية أو لغة، فكل حاج يجد من يخاطبه بلغته، ويُدله على طريقه، في صورة تجسّد القيم الإسلامية في أبهى صورها، وتؤكد أن الحرمين الشريفين ليسا فقط مكانًا للعبادة، بل أيضًا للرحمة والرعاية.

وتؤكد الهيئة أن خدمة إرشاد التائهين ليست مجرد عملية تنظيمية، بل هي جزء من فلسفة متكاملة تقوم على العناية بالحاج كأولوية قصوى، تُمنَح فيها الراحة والاطمئنان ذات القدر من الأهمية الذي تُمنَحه الخدمات اللوجستية.

من خلال هذه المنظومة، يُتاح للحاج أن يعيش رحلته الإيمانية بطمأنينة، في ظل رعاية تتنقل معه في كل خطوة، وتتعامل مع كل حالة إنسانية كواجب شرعي وأخلاقي قبل أن تكون مهمة ميدانية.

ويستمر عمل فرق الإرشاد على مدار الساعة، دون كلل، مستشعرين عِظَم المهمة التي وُكلوا بها، ومدفوعين برغبة خالصة في خدمة ضيوف الرحمن، لتظل تجربة الحج فريدة ومليئة بالسكينة مهما كانت التحديات.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية