المنافسة تشتد.. السعودية و3 دول عربية في سباق محموم لاستضافة ملحق كأس العالم

الاتحاد السعودي لكرة القدم
كتب بواسطة: سالي البدر | نشر في  twitter

في خطوة تعكس تنافسًا إقليميًا محمومًا على استضافة الأحداث الكروية الكبرى، كشفت مصادر خاصة أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم تلقّى رسميًا طلبات من اتحادات السعودية وقطر والإمارات والعراق لاستضافة مجموعتي الدور الرابع من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026، والمعروف إعلاميًا بـ"الملحق الآسيوي"، وتأتي هذه التحركات بعد أن فتح الاتحاد الآسيوي باب التقديم في 16 أبريل الماضي، داعيًا الاتحادات المعنية إلى إرسال طلبات إبداء الرغبة في موعد أقصاه 21 مايو، لتبدأ مرحلة التقييم والفرز واختيار الدولتين اللتين ستنظمان هذا الدور المصيري.

ووفقًا لما أكدته المصادر ذاتها، فإن الاتحاد القاري يشترط تنظيم كل مجموعة من المجموعتين في دولة مختلفة، ما يعني أن أياً من الدول الأربع المتقدمة لن تحظى بحق استضافة كلا المجموعتين معًا، وتقتصر فرصة التقديم على الدول التي تمثل منتخباتها جزءًا من المنتخبات الستة المتأهلة لهذا الدور، وهو ما يمنع أطرافًا خارج هذه الدائرة من دخول سباق الاستضافة، في توجه يبدو أن الهدف منه منح الأفضلية للمنتخبات المعنية تنظيمًا وجماهيريًا، وربما فنيًا.
إقرأ ايضاً:بعد صدمة أوسيمين.. الهلال يعيد ترتيب أوراقه و30 مليون يورو لخطف النصيريصراع أوروبي سعودي: الهلال ينافس أرسنال على ضم بينجامين سيسكو

ومن المقرر أن تُسحب قرعة الدور الرابع في 17 يوليو المقبل بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، في حفل يحضره ممثلو المنتخبات الستة المتأهلة، وستُحدّد هوية هذه المنتخبات مع نهاية الجولة الأخيرة من الدور الثالث الجاري، إذ ضمن كل من قطر، الإمارات، العراق، وإندونيسيا تأهلهم بالفعل، فيما لا يزال مصير السعودية وفريق إضافي من لقاء فلسطين وعمان معلقًا على نتائج آخر الجولات.

المنتخب السعودي، الذي سيخوض اختبارًا صعبًا أمام أستراليا الثلاثاء المقبل، ما زال يتمسّك بأمل التأهل المباشر، حيث يتعين عليه الفوز بفارق خمسة أهداف على "الكانغارو الأسترالي" لانتزاع المركز الثاني في المجموعة الثالثة والتأهل مباشرة إلى المونديال، أما في حال عدم تحقق هذا السيناريو، فإن الأخضر سيتجه مباشرة إلى الملحق القاري لخوض غمار الدور الرابع.

من جهة أخرى، يتصارع منتخبا فلسطين وعُمان على المقعد السادس في هذا الدور الحاسم، إذ يكفي المنتخب العُماني تحقيق التعادل لحجز بطاقة التأهل، بينما لا بديل للفلسطينيين عن الفوز إذا ما أرادوا مواصلة الطريق نحو الحلم العالمي.

ووفق الآلية التي أعلنها الاتحاد الآسيوي، سيتم تقسيم المنتخبات الستة إلى مجموعتين، تتكون كل واحدة من ثلاثة فرق، تلعب بنظام الدوري من دور واحد، وسيتأهل متصدر كل مجموعة مباشرة إلى نهائيات كأس العالم 2026، في حين يخوض صاحبا المركز الثاني مواجهة فاصلة من ذهاب وإياب، يتأهل منها الفائز لخوض "الملحق العالمي" أمام أحد منتخبات الاتحادات القارية الأخرى، وهي إفريقيا، وأمريكا الجنوبية، وأوقيانوسيا، إضافة إلى اثنين من اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي "كونكاكاف".

وتتحمل الدولة المستضيفة كافة التكاليف التنظيمية، بما يشمل إقامة الوفود المشاركة من منتخبات وموظفي الاتحادين الآسيوي والدولي، إلى جانب تجهيز الملاعب والمرافق المخصصة للتدريب والمباريات، في حين تُمنح لها حقوق بيع التذاكر، في مكافأة رمزية عن الجهد التنظيمي والتكاليف المصاحبة، هذه الميزة التجارية قد تكون دافعًا إضافيًا للاتحادات المتقدمة، خاصة في ظل الشعبية الكروية الجارفة التي تحظى بها التصفيات النهائية المؤهلة للمونديال.

وتُعد استضافة هذه المرحلة من التصفيات فرصة ذهبية لا تقتصر فقط على الجانب الرياضي، بل تمتد إلى الأبعاد التسويقية والدبلوماسية واللوجستية، حيث تسعى الدول المتقدمة إلى إظهار جاهزيتها التنظيمية والبنية التحتية المتطورة، ضمن استعدادات أوسع لاستضافة بطولات عالمية مستقبلية، في وقت بات فيه الشرق الأوسط أحد أبرز مراكز الجذب في خريطة الكرة العالمية.

ومع قرب موعد القرعة، تترقب الجماهير القرار النهائي بشأن الدولة التي ستحظى بشرف التنظيم، وسط ترجيحات بأن يحسم الملف بناءً على عناصر الخبرة، والملاعب، وتوافر الخدمات اللوجستية، فضلاً عن تقييم القدرة على تقديم تجربة كروية آمنة ومتميزة على كل الأصعدة، وبينما يُنتظر الحسم، يبقى الأمل معقودًا على تقديم نسخة آسيوية قوية تُمهّد لظهور مشرّف لقارة آسيا في مونديال 2026.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية