الهيئة توجه الحجاج: اختر المسار الأسهل للطواف والسعي عبر الشاشات

في إطار جهودها الرامية إلى تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة وتقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن، دعت هيئة العناية بشؤون الحرمين الشريفين الحجاج والمعتمرين إلى متابعة كثافة الأدوار قبل الشروع في الطواف أو السعي، وذلك عبر الشاشات الذكية المنتشرة في ساحات المسجد الحرام، وأوضحت الهيئة من خلال "إنفوجراف" توضيحي نُشر على حسابها الرسمي على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، أن هذه الشاشات تُوفر رصدًا لحظيًا لحالة الكثافة داخل المطاف والمسعى، وتعرض الحالة بشكل مباشر، ما يتيح للزائرين اتخاذ القرار الأنسب واختيار الأدوار الأقل ازدحامًا لأداء المناسك بكل يُسر وسهولة.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الاستخدام الأمثل للتقنية الحديثة في إدارة الحشود وتخفيف التزاحم في أوقات الذروة، خاصة مع تدفق أعداد كبيرة من الحجاج والمعتمرين خلال موسم الحج، ويُعد هذا النظام الذكي أحد الحلول المبتكرة التي تنتهجها الهيئة ضمن منظومة متكاملة تهدف إلى تنظيم حركة الطواف والسعي، وتحقيق أعلى معايير السلامة والانسيابية داخل أروقة المسجد الحرام.
إقرأ ايضاً:الأرصاد تحذر من رياح نشطة وغبار في تبوك اليوماستثمار سعودي يوناني ... اتفاقيات ضخمة بقيمة 140 مليون ريال لتوطين تكنولوجيا الثروة الحيوانية والسمكية
ويشهد المسجد الحرام خلال موسم الحج كثافة بشرية هائلة، ما يستدعي تنظيمًا دقيقًا يراعي الأبعاد الأمنية والصحية، إضافة إلى الحرص على راحة ضيوف بيت الله الحرام، ومن هذا المنطلق، تعمل الهيئة على تسخير التكنولوجيا لتقديم خدمات ذكية تسهم في تحقيق الانسياب المروري للحشود، والحد من حالات التكدس التي قد تؤثر على سلاسة أداء الشعائر.
وقد لاقت هذه المبادرة إشادة واسعة من قبل الزوار ورواد الحرم، نظرًا لدورها في التخفيف من مشقة التنقل بين الأدوار المختلفة، وتمكينهم من التخطيط المسبق قبل الدخول إلى صحن المطاف أو المسعى، كما تُمكن هذه الخدمة الحجاج من الاستفادة القصوى من الوقت، وتجنّب الانتظار الطويل أو الوقوف في مناطق مكتظة، خاصة لكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة، الذين يحتاجون إلى ظروف أكثر ملاءمة لأداء مناسكهم بأريحية.
وتتوزع الشاشات في مواقع استراتيجية داخل ساحات الحرم ومداخله، بحيث يمكن رؤيتها بسهولة، وهي تعمل على مدار الساعة لتحديث البيانات لحظيًا، ما يمنح الزائرين صورة دقيقة ومباشرة عن الأوضاع داخل المسجد، وتعرض الشاشات رموزًا لونية تشير إلى مستوى الكثافة في كل دور، بالاعتماد على كاميرات مراقبة عالية الدقة وأنظمة ذكاء اصطناعي تقوم بتحليل البيانات بشكل فوري.
وتأتي هذه الخطوة امتدادًا لسلسلة من المبادرات الذكية التي أطلقتها الهيئة ضمن برنامج التحول الرقمي الذي تشهده المملكة، تماشيًا مع رؤية السعودية 2030، والتي تُعنى بتحسين تجربة الزوار وتحقيق أعلى معايير الخدمة في الحرمين الشريفين، وقد شملت هذه المبادرات إدخال تقنيات الإرشاد الرقمي، والتوجيه الصوتي متعدد اللغات، وتوفير تطبيقات ذكية تسهل حركة الحشود داخل الحرم وتُعزز تجربة الزيارة من النواحي التنظيمية والدينية والثقافية.
كما تحرص الهيئة على التنسيق المستمر مع الجهات الأمنية والصحية لضمان انسيابية الحركة وسلامة الزوار، خاصة في أوقات الذروة التي تشهد تدفقًا كبيرًا للحجاج إلى صحن المطاف والمسعى، وقد أثبتت هذه الجهود فاعليتها في المواسم الماضية، وساهمت بشكل ملموس في تنظيم حركة الزوار وتقليل معدلات التكدس والازدحام.
وفي ظل التوسع المستمر الذي يشهده المسجد الحرام، فإن اعتماد التقنيات الحديثة لم يعد خيارًا، بل ضرورة حتمية لضمان استمرارية تقديم الخدمات بسلاسة، ومواكبة النمو المتزايد في أعداد الزائرين من مختلف أنحاء العالم، وتُعد هذه المبادرة دليلاً حيًا على التزام هيئة العناية بشؤون الحرمين بتوفير بيئة آمنة وميسرة لأداء المناسك، تعكس مكانة المملكة ودورها الريادي في خدمة الإسلام والمسلمين.
ويأتي هذا التوجيه في توقيت بالغ الأهمية مع بدء توافد الحجاج إلى مكة المكرمة استعدادًا لأداء مناسكهم، مما يجعل من متابعة حالة الكثافة عبر الشاشات خطوة مهمة في رحلة التنظيم والتيسير، ويؤكد أن العناية بالحاج تبدأ من لحظة دخوله إلى الحرم وحتى انتهاء مناسكه بسلام وأمان.