قصة عائلة الغبيري: أب وأبناؤه وأخوه وابن أخيه في خدمة ضيوف الرحمن

خدمة ضيوف الرحمن
كتب بواسطة: تميم الدرة | نشر في  twitter

في مشهد مفعم بالمحبة والانتماء، اختارت عائلة سعودية أن تكتب فصولًا من العطاء في موسم الحج، لا بالحبر بل بالجهد والنية الصادقة، الأب وأبناؤه وأخوه وابن أخيه، جميعهم اجتمعوا في مشهد نادر ضمن فرق الكشافة التي تُسهم في خدمة ضيوف الرحمن في المشاعر المقدسة، هذه القصة الإنسانية تُجسد أسمى معاني التكافل الأسري، وتُظهر كيف يمكن للعمل التطوعي أن يُصبح إرثًا يُتوارث عبر الأجيال، ليُشكل نموذجاً يُحتذى به في البذل والعطاء.

ضمن معسكرات الخدمة العامة التي تُنظمها جمعية الكشافة العربية السعودية لخدمة الحجاج، شارك يحيى محمد غبيري، الأب الذي غرس في أبنائه قيمة البذل والتفاني، في مجموعة "أمانة العاصمة المقدسة"، إلى جانب ابنه عبدالإله، في لوحة إنسانية تُجسد كيف يمكن أن يكون التطوع إرثًا عائليًا متجذرًا، فهم يعملون جنباً إلى جنب، يقدمون المساعدة، ويُسهمون في تنظيم حركة الحشود، في مشهد يُشير إلى عمق الروابط الأسرية، والتزامهم المشترك بخدمة الوطن والمجتمع.


إقرأ ايضاً:الأرصاد تحذر من رياح نشطة وغبار في تبوك اليوماستثمار سعودي يوناني ... اتفاقيات ضخمة بقيمة 140 مليون ريال لتوطين تكنولوجيا الثروة الحيوانية والسمكية

وفي جانب آخر من المشاعر المقدسة، يواصل محمد يحيى غبيري، الابن الآخر، عمله ضمن جوالة الإرشاد، يُرشد التائهين بابتسامة لا تفارق محياه، ويساعد كبار السن الذين يحتاجون إلى الدعم، ويبتسم في وجوه الحجاج، كأنما يستمد طاقته من دعواتهم الصادقة، أما فيصل محمد غبيري، الأخ الذي يشارك في هذه المبادرة العائلية، فقد اختار أن يكون ضمن فرق أعمال الحج بمشعر عرفات، مُشاركًا في أكثر لحظات المناسك أهمية وقدسية، يمدّ يده للمساعدة بروح متأهبة، وقلب يملؤه الإخلاص، ويكمل سعود أحمد غبيري، ابن الأخ، هذا المشهد العائلي المتناغم، عاملًا ضمن فرق الإرشاد بروحٍ شابة لا تعرف التعب، وحماس يُلهم من حوله، ليست هذه مجرد مشاركة كشفية عابرة، بل قصة حب للوطن والناس، تنسجها عائلة واحدة بحبل من القيم النبيلة والنية الصافية، لحظاتهم في المشاعر كانت أكثر من مجرد عمل تطوعي، كانت بناءً لذاكرة عائلية مشتركة، وميدانًا تربويًا حيًا تتناقل فيه الأجيال دروس العطاء والانتماء، في فصول لا تُنسى من التضحية والإيثار.

ويقول يحيى محمد غبيري، الأب الذي قاد أسرته إلى ميدان العطاء، بكلمات تفيض بالفخر والامتنان: "نحمد الله أن هيأ لنا هذه الفرصة لنكون جميعًا في خدمة ضيوف الرحمن، هذه المشاركة التي أتمتع بها مع أبنائي وأخي وابن أخي ليست مجرد صدفة، بل هي رسالة نؤمن بها جميعًا من أعماق قلوبنا، إن خدمة الحجيج شرف لا يعلوه شرف، وهو وسام نضعه على صدورنا، وإن العطاء في هذا الموسم الفضيل هو أعظم ما يمكن أن نقدمه لوطننا وديننا، إنه واجب وطني وإنساني نلتزم به بكل فخر".

وأضاف الأب بحماس: "أشعر بالفخر وأنا أرى ابني عبدالإله يعمل بجانبي في مجموعة الأمانة، ويتحمل المسؤولية بكل التزام وتفانٍ، إنه يُقدم نموذجاً رائعاً للشاب السعودي المعطاء، أما محمد فهو مثال للشاب المتفاعل مع الحجاج، يسير بينهم بالإرشاد ويزرع الطمأنينة بابتسامته الدافئة، يُشعرهم بالأمان والراحة، أما أخي فيصل فيبذل جهده في مشعر عرفات، حيث اللحظات الحاسمة للمناسك التي تتطلب تركيزاً وجهداً كبيراً، بينما يظهر سعود، ابن أخي، حيويته في فرق الإرشاد ويبرهن أن شباب هذا الوطن على قدر الثقة، وأنهم مستعدون لتقديم كل ما لديهم، وهذه المشاركة ليست عملاً فرديًا بمعزل عن الآخرين، بل هي صورة من صور التلاحم الأسري الفريد، نغرس من خلالها في أبنائنا قيمة العطاء، ونبني ذاكرة لا تُنسى، نتشارك فيها الفخر والخدمة والدعاء الصادق من الحجاج".

وتُجسد هذه المشاركة العائلية النموذجية نموذجًا رائداً للدور المجتمعي الذي تنهض به جمعية الكشافة في استقطاب الطاقات الشبابية والأسرية وتأهيلها بشكل احترافي، بما يعزز مفهوم العمل التطوعي المنظم، ويغرس القيم الوطنية والإنسانية النبيلة في النفوس، ويُشكل جيلًا جديداً من المتطوعين، وتبقى قصة "عائلة آل غبيري" من الصور المضيئة لهذا الموسم، حيث تتحول الأسرة إلى فريق عمل متكامل في خدمة الحجاج، وتتحول اللحظات العائلية إلى مواقف خالدة تُروى للأجيال القادمة، على أنها دروس في التلاحم، والوفاء، والعمل لأجل الآخرين، في خدمة لا تُقدر بثمن، تُقدمها هذه العائلة السعودية بكل حب وإخلاص.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية