تقنيات الذكاء الاصطناعي تعزز تجربة الحج في المملكة

إلى الأمة الإسلامية والعالم، تكللت جهود المملكة العربية السعودية خلال موسم حج هذا العام 1446هـ بنجاح باهر في توفير خدمات اتصالات وفضاء وتقنية فائقة الجودة لضيوف الرحمن، كشفت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية عن مؤشرات أداء مبهرة لشبكات الاتصالات، مؤكدةً بذلك قدرة المملكة على استيعاب الملايين وتقديم تجربة حج سلسة ومريحة، مدعومة ببنية تحتية رقمية متطورة وتنسيق متكامل بين جميع الجهات المعنية.
شهدت المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة نشاطًا تواصليًا غير مسبوق، حيث تجاوز عدد المكالمات الصوتية المحلية والدولية 181.2 مليون مكالمة، هذا الرقم الضخم يعكس حجم الحركة والتواصل بين الحجاج وذويهم ومختلف الخدمات، ويؤكد كفاءة الشبكات في التعامل مع هذا العبء الهائل، مما أتاح للحجاج البقاء على اتصال دائم وتلبية احتياجاتهم الاتصالية بكل يسر وسهولة.
إقرأ ايضاً:تفادياً للمخاطر: هذه هي ساعات الحظر الرسمية للعمل تحت الشمس في السعوديةالهيئة العامة للنقل تطلق مبادرة "قياس" لرضا الحجاج في قطاري الحرمين والمشاعر
لم يقتصر التميز على المكالمات الصوتية فحسب، بل امتد ليشمل سرعة الإنترنت المتنقل التي وصلت إلى 297 ميجابت/ثانية، محققة زيادة لافتة بنسبة 32% عن موسم حج العام الماضي، هذا التطور الملحوظ في سرعة الإنترنت عزز من قدرة الحجاج على الوصول إلى المعلومات والتطبيقات والخدمات الرقمية بسرعة فائقة، مما أسهم في تحسين تجربتهم الرقمية بشكل كبير خلال أداء مناسكهم.
يُعد معدل استهلاك الفرد اليومي للبيانات مؤشرًا آخر على الكفاءة التشغيلية، حيث بلغ 1259 ميجابايت، متجاوزًا بذلك المعدل العالمي بنحو 2.9 مرة، هذه الأرقام تؤكد الاستخدام المكثف للإنترنت من قبل الحجاج، مما يستدعي بنية تحتية قوية وقادرة على تلبية هذه الاحتياجات المتزايدة، وهو ما نجحت المملكة في توفيره بامتياز.
ما تحقق من إنجازات في منظومة الاتصالات والفضاء والتقنية لم يكن وليد الصدفة، بل هو ثمرة دعم وتمكين مستمرين من القيادة الرشيدة في المملكة، وتكامل الجهود والخطط التشغيلية بين القطاعات الحكومية والخاصة ذات العلاقة بموسم الحج، هذا التعاون المثمر هو حجر الزاوية في تقديم خدمات متكاملة وعالية الجودة لضيوف الرحمن.
لعبت البنية التحتية الرقمية المتطورة في المملكة دورًا محوريًا في خدمة حجاج بيت الله الحرام، حيث أسهمت في تحسين تجربتهم والحفاظ على صحتهم وأمنهم وسلامتهم، إضافة إلى ذلك، كان للابتكارات التقنية المختلفة، التي يتقاطع معها الحاج خلال أداء نسكه، دور بارز، بما في ذلك أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في إدارة الحشود، والتي مكنت الجهات الحكومية من تقديم الخدمات بموثوقية وجودة عالية.
وفي إطار سعيها الدائم للتطوير والتحسين، سخرت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية إمكاناتها كافة لتيسير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات وتقديمها بجودة عالية، تم ذلك عبر بنية تحتية رقمية متطورة وجهود تشاركية مع مقدمي خدمات الاتصالات لضيوف الرحمن، وتمكين القطاعين الحكومي والخاص من تقديم خدماتهم باستخدام أحدث الابتكارات التقنية.
تكللت هذه الجهود بتجربة إدارة الحشود بالذكاء الاصطناعي والاتصالات المتخصصة في حج هذا العام، وذلك بالشراكة مع شركة أرامكو الرقمية، وبالتعاون مع الهيئة العليا للأمن الصناعي والهيئة السعودية للمياه والخطوط الحديدية السعودية، هذه الشراكات الاستراتيجية عكست التزام المملكة بتسخير أحدث التقنيات لخدمة الحجاج وضمان سلامتهم وراحتهم في كل خطوة من خطوات رحلتهم الإيمانية.