السعودية تواجه موجة حر شديدة… وتوصيات عاجلة للمواطنين

شدد المركز الوطني للأرصاد في تقريره اليومي على استمرار موجة الحر الشديدة التي تضرب أجزاء واسعة من المملكة، مع تسجيل ارتفاعات إضافية في درجات الحرارة العظمى خصوصًا على ثلاث مناطق رئيسية، هي المنطقة الشرقية، والرياض، والقصيم، وتأتي هذه الموجة الحارة في وقت يشهد فيه الصيف تصاعدًا مبكرًا في معدلات درجات الحرارة، ما يفرض تحديات على السكان في حياتهم اليومية، وكذلك على القطاعات الحيوية التي تتأثر مباشرة بالعوامل الجوية مثل الزراعة والطاقة والنقل.
ووفقًا للتقرير، فإن درجات الحرارة في بعض محافظات المنطقة الشرقية بلغت مستويات قاربت 48 درجة مئوية، مع توقعات بتجاوز هذا الحد خلال الأيام القليلة المقبلة، في ظل استقرار الكتل الهوائية الحارة واستمرار نشاط الرياح الجنوبية الشرقية التي تزيد من الإحساس بالحرارة، كما أشار التقرير إلى أن مدينة الرياض سجلت معدلات حرارة مرتفعة اقتربت من 45 درجة مئوية، وهو ما يعكس اتساع رقعة التأثر بالحرارة المرتفعة لتشمل وسط المملكة بشكل لافت.
إقرأ ايضاً:من العالمي إلى الزعيم.. لاجامي يرتدي القميص الأزرق في صفقة نارية بين الغريمينلا تهاون إطلاقًا.. ترحيل الوافدين المتورطين في الحج الوهمي ومنعهم من دخول المملكة لعشر سنوات
القصيم لم تكن بمنأى عن هذا الارتفاع اللافت، حيث رصدت محطات الرصد الجوي مستويات حرارة فوق معدلاتها الطبيعية بنحو خمس درجات، وسط تحذيرات من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الظهيرة، ودعوات للابتعاد عن النشاطات الخارجية غير الضرورية خلال هذه الساعات الحرجة، كما أوصى المركز الوطني للأرصاد باتخاذ التدابير الوقائية اللازمة، خصوصًا لدى الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل كبار السن والأطفال، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة.
ولم تقتصر تأثيرات الموجة الحارة على الجانب المناخي فقط، بل امتدت لتلقي بظلالها على الحياة الاقتصادية والاجتماعية، حيث لوحظ تراجع في حركة المارة والأسواق المفتوحة خلال ساعات النهار، وارتفعت مؤشرات استهلاك الكهرباء نتيجة الإقبال الكثيف على أجهزة التكييف والتبريد، كما أصدرت بعض الجهات الحكومية توجيهات بتعديل ساعات العمل في المواقع المكشوفة لتجنب التعرض المباشر لحرارة الشمس. في السياق ذاته، دعت المديرية العامة للدفاع المدني إلى ضرورة التقيد بإرشادات السلامة المتعلقة بالتعامل مع موجات الحر، مشددة على أهمية شرب كميات كافية من الماء، وتجنب ترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة داخل المركبات حتى لفترات قصيرة، كما حثت على استخدام واقيات الرأس والنظارات الشمسية وارتداء الملابس القطنية الفاتحة التي تساعد في تقليل امتصاص الحرارة.
تأتي هذه التطورات في ظل مؤشرات مناخية تشير إلى أن صيف هذا العام قد يكون من بين أكثر الفصول حرارة في السنوات الأخيرة، وهو ما يثير التساؤلات حول التأثيرات بعيدة المدى لتغير المناخ، لا سيما في منطقة الخليج العربي التي تعد من بين أكثر مناطق العالم تعرضًا لظواهر الطقس المتطرفة، ويشير بعض الخبراء إلى أن استمرار هذه الموجات بشكل متكرر قد يتطلب إعادة النظر في البنية التحتية وتعزيز قدرات المدن على التكيف مع هذه الظروف.
من جانبهم، عبّر عدد من المواطنين عن استيائهم من الظروف الجوية القاسية، مشيرين إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بهذا الشكل بات يؤثر على نشاطاتهم اليومية، ويحدّ من قدرتهم على قضاء حاجاتهم خارج المنزل، في المقابل، رأى آخرون أن الاستعداد المبكر من الجهات المعنية قد ساهم في تخفيف بعض الأعباء، مشيدين بالتقارير التحذيرية الدقيقة التي تصدر عن المركز الوطني للأرصاد بشكل منتظم.
وبينما تترقب المملكة مرور هذه الموجة الحارة خلال الأيام المقبلة، تظل التوعية والتأهب المجتمعي والتخطيط المؤسسي هي العوامل الحاسمة في التخفيف من آثار الظواهر المناخية القاسية، لا سيما في ظل التغيرات المناخية المتسارعة التي باتت تفرض نفسها على الواقع الجغرافي والبيئي للمملكة والمنطقة بأكملها.