بشرى للحجاج: الأرصاد تُعلن عن مواسم حج أكثر اعتدالا لمدة 16 عام

إقرأ ايضاً:الأمير سعود بن مشعل يعلن نجاح الحج ويشيد بجهود المنظومةالسعودية تواجه موجة حر شديدة… وتوصيات عاجلة للمواطنين
في كشف علمي يُعيد رسم ملامح مواسم الحج القادمة، أعلن المركز السعودي للأرصاد، يوم الأحد، أن موسم حج هذا العام يمثل نهاية ارتباط الحج بفصل الصيف، على أن يعود مجدداً لهذا الفصل بعد 25 عاماً، هذا التغير المناخي الدوري يُبشر بتجارب حج أكثر اعتدالاً من حيث درجات الحرارة خلال العقود القادمة، مما سيُسهم في راحة الحجاج وسلامتهم.
وأوضح حسين القحطاني، المتحدث الرسمي للمركز، أن المواسم الثمانية المقبلة ستنقل الحج إلى فصل الربيع، تليها ثماني سنوات أخرى ستقع فيها مناسك الحج في فصل الشتاء البارد، ثم تأتي مواسم خريفية تتصاعد فيها درجات الحرارة تدريجياً، حتى يعود "الصيف" إلى الموسم بعد نحو 25 عاماً، هذا النمط الدوري يُفسر بوضوح التغير المستمر لمواسم الحج عبر الفصول الأربعة، ويرتبط بشكل مباشر بالدورة الزمنية للتقويم القمري، الذي يتقدم بنحو 11 يوماً كل عام مقارنة بالتقويم الشمسي.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن هذا التغير يأتي ضمن الدورة الزمنية للتقويم القمري، ما يُعزِّز فرص أداء المناسك في أجواء أكثر اعتدالاً خلال المواسم المقبلة، وهي بشرى سارة لملايين المسلمين حول العالم، فدرجات الحرارة المرتفعة كانت تُشكل تحدياً كبيراً لبعض الحجاج، خاصة كبار السن وذوي الأمراض المزمنة.
وقد شهدت المشاعر المقدسة بموسم هذا العام ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة، ما دعا وزارة الصحة السعودية إلى تحذير الحجاج بشكل مكثف من التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال الفترة من العاشرة صباحاً حتى الرابعة عصراً، وذلك لتعزيز الوقاية من الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس التي قد تُشكل خطراً حقيقياً على حياتهم، وتُعد هذه التحذيرات جزءاً أساسياً من جهود المنظومة الصحية لضمان سلامة الحجاج.
وأكّدت الوزارة على ضيوف الرحمن أهمية الالتزام بتعليمات التفويج المنظمة لحركة الحشود، والتدابير الوقائية الأساسية، مثل استخدام المظلات الواقية من الشمس، وشرب كميات كافية من الماء والسوائل لتجنب الجفاف، هذه التوجيهات تأتي ضمن جهود المنظومة الصحية المتكاملة، التي تعمل بالتكاتف مع الجهات الحكومية الأخرى؛ لحماية الحجاج، وتعزيز سلامتهم خلال أداء المناسك، مما يُمكنهم من إتمام فريضتهم بيسر وطمأنينة.
وفي إنجاز يُحسب للجهود الوقائية والصحية، سجَّلت وزارة الصحة انخفاضاً ملحوظاً بنسبة 90 في المائة بعدد حالات الإجهاد الحراري بين الحجاج، خلال الموسم الحالي، مقارنة بالعام الماضي، وهذا الرقم يُعد دليلاً قوياً على فعالية الإجراءات المتخذة، وذلك ضمن جهود المنظومة الصحية التي تعمل بالتكاتف مع جميع الجهات الحكومية المعنية بالتصدي للمخاطر الصحية المحتملة، سعياً لتمكين ضيوف الرحمن من أداء المناسك بأمان وصحة كاملة.
وأكّدت الوزارة، في بيان رسمي، أن هذا الانخفاض الكبير في حالات الإجهاد الحراري جاء نتيجة تعزيز التدخلات الوقائية على نطاق واسع، وتكثيف حملات التوعية الصحية الموجهة للحجاج قبل وأثناء أداء المناسك، بالإضافة إلى التنسيق الفعال والمستمر بين المنظومة الصحية والجهات الحكومية المختلفة، هذا التعاون أسهم بشكل مباشر في حماية صحة الحجاج من الإجهاد الحراري، ومكّنهم من أداء شعائرهم بيُسر وطمأنينة، مما يُؤكد على نجاح الاستراتيجيات الوقائية المطبقة.
إن هذا التغير في الفصول التي سيُصادف فيها موسم الحج يُقدم فرصة ذهبية للمملكة العربية السعودية لتعزيز تجربة الحجاج، حيث يُمكن التخطيط لخدمات تتناسب مع أجواء أكثر اعتدالاً، مما قد يُقلل من التحديات اللوجستية والصحية المرتبطة بالحرارة المرتفعة، وفي الوقت ذاته، تُظهر النتائج الإيجابية لوزارة الصحة في مكافحة الإجهاد الحراري مدى التزام المملكة بسلامة ضيوف الرحمن، واستخدامها لأفضل الممارسات العلمية والطبية لضمان موسم حج آمن وصحي.