إنقاذ حياة حاجة صينية بجراحة روبوتية متقدمة في مستشفى النور

شَهدت مدينة مكة المكرمة واحدة من أبرز القصص الطبية الملهمة خلال موسم الحج، حيث تمكّن فريق طبي سعودي من إنقاذ حاجة صينية تعرّضت لحالة استرواح صدري حاد، باستخدام أحدث تقنيات الجراحة عبر الروبوت، في مستشفى النور التخصصي، تدخل فوري، ودقة متناهية، ومهارة بشرية مدعومة بتقنية متطورة، كانت كفيلة بإنقاذ حياة الحاجة، لتُستكمل رحلتها الإيمانية بسلام بعد أن كانت على شفا خطر داهم.
الواقعة بدأت حين شعرت الحاجة الصينية، التي تجاوزت الستين من العمر، بألم مفاجئ وحاد في الصدر، صاحبته صعوبة بالغة في التنفس، وهو ما استدعى نقلها بشكل عاجل إلى قسم الطوارئ في مستشفى النور، التابع لتجمع مكة الصحي، بعد تقييم الحالة، تبين أن السيدة تعاني من استرواح صدري تلقائي ناتج عن تمزق في أحد الفصوص العلوية للرئة، وهي حالة تهدد الحياة إذا لم يتم التدخل السريع لعلاجها.
إقرأ ايضاً:الأمير سعود بن مشعل يعلن نجاح الحج ويشيد بجهود المنظومةالسعودية تواجه موجة حر شديدة… وتوصيات عاجلة للمواطنين
أمام خطورة الوضع، قرر الفريق الطبي إدخال المريضة إلى غرفة العمليات بشكل فوري، وجرى التنسيق لاستخدام الروبوت الجراحي المتقدم، في خطوة تعكس مدى تطور البنية التحتية الصحية في مكة، وقدرتها على التعامل مع الحالات المعقدة حتى في ظل ضغط موسم الحج، وبحسب الفريق الطبي، فإن استخدام الجراحة الروبوتية أتاح دقة فائقة في التعامل مع الأنسجة الرئوية وتقليل النزيف، إضافة إلى تقليل وقت العملية والتعافي السريع.
وقد عبّر القائمون على العملية عن فخرهم بقدرتهم على تقديم خدمات طبية عالية الجودة لحجاج بيت الله الحرام، مؤكدين أن الجراحة الروبوتية باتت جزءًا رئيسيًا من بروتوكولات علاج الحالات المعقدة في المستشفى، وأشاروا إلى أن هذه الحالة كانت اختبارًا حقيقيًا لمستوى الجاهزية، حيث لم تكن فقط عملية إنقاذ حياة، بل أيضًا إثباتًا لكفاءة الكوادر السعودية وقدرتها على التعامل مع أصعب المواقف.
اللافت في هذه القصة أن المريضة تعافت بشكل سريع، وغادرت قسم العناية المركزة في وقت قياسي، مما مكّنها من إكمال مناسك الحج دون أية مضاعفات تُذكر، وأكد الفريق الطبي أن الحالة تُعد من الحالات النادرة التي تم التعامل معها بهذا النوع من الجراحة خلال موسم الحج، خاصة لمريض مسنّ وفي ظروف طبية دقيقة، وأشاد ذوو الحاجة بالخدمات المقدمة، وعبّروا عن امتنانهم العميق للمملكة على ما توفره من رعاية صحية متقدمة لضيوف الرحمن.
وتأتي هذه الحادثة لتؤكد حجم الاستعدادات التي تبذلها المملكة كل عام في موسم الحج، ليس فقط من الناحية التنظيمية أو الأمنية، بل على الصعيد الصحي أيضًا، حيث يتم تسخير أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الطبية لخدمة الحجاج، كما يعكس هذا التدخل الجراحي الناجح رؤية المملكة في تطوير القطاع الصحي ضمن مستهدفات "رؤية 2030"، التي تسعى إلى توطين التقنية وتقديم الرعاية الصحية الذكية على مدار الساعة.
ومع تزايد أعداد الحجاج سنويًا، تصبح هذه النوعية من الإنجازات مؤشرًا واضحًا على فاعلية الخطط الصحية الوقائية والعلاجية التي تضعها وزارة الصحة السعودية، بالتعاون مع مؤسسات الرعاية الصحية المتقدمة، وتعمل الفرق الطبية بلا توقف على مدار الساعة، وتُسند إليها مسؤوليات جسيمة في ظل الأعداد المتزايدة والظروف المناخية الصعبة، إلا أن ما يظهر من نتائج يؤكد أنهم على قدر عالٍ من الكفاءة والخبرة.
وفي النهاية، تبقى قصة الحاجة الصينية مثالًا حيًا على تلاقي الإيمان والعلم، والجهود الطبية الاستثنائية التي تُبذل في أطهر بقاع الأرض لخدمة ملايين الحجاج، وبينما تواصل المملكة دعمها اللامحدود للقطاع الصحي، تبقى هذه التجارب مصدر إلهام حقيقي في عالم الطب الإنساني المتقدم.