من المجد إلى التراجع.. هل انتهت مسيرة علي البليهي دوليًا بعد قرار رينارد الأخير؟

يواجه علي البليهي، مدافع الهلال والمنتخب السعودي، واحدة من أسوأ الفترات في مسيرته الكروية، بعدما تحوّل من ركيزة أساسية في دفاع "الزعيم" و"الأخضر" إلى لاعب مثير للجدل داخل الملعب وخارجه، حيث تلاحقه الانتقادات وتطارده صافرات الاستهجان، في ظل تراجع لافت في مستواه الفني وتكرار أخطائه القاتلة في اللحظات الحاسمة، مما أدى إلى استبعاده من التشكيلة الأساسية وحتى من قائمة المنتخب، في مشهد يوصف بأنه سقوط درامي لنجم كان حاضرًا في أكبر المناسبات.
البداية كانت مع تدهور أداء البليهي هذا الموسم، حيث ظهرت مشكلاته الدفاعية بشكل واضح، بدءًا من سوء التمركز وحتى فقدان القدرة على التعامل مع العرضيات والكرات الطويلة، وهو ما كلف الهلال عدة أهداف حاسمة، أبرزها هدف الخسارة أمام القادسية، والذي تسبب في مشادة عنيفة مع المدرب البرتغالي السابق جورجي جيسوس، انتهت باستبعاده من المباراة التالية، ليبدأ فصل طويل من التراجع في مشاركاته وتأثيره داخل الفريق.
جماهير الهلال لم تكن أقل قسوة من الظروف الفنية، فقد تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة انتقاد يومي للبليهي، فيما لم تتردد الجماهير في المدرجات بإطلاق صافرات الاستهجان ضده في كل فرصة، حتى بعد دخوله كبديل في مباراة الفوز أمام بيرسبوليس بدوري أبطال آسيا، حين تسبب في ركلة جزاء جاء منها هدف تقليص الفارق، وهو ما زاد من غضب الجماهير التي رأت أنه لم يعد يمثل الخيار الدفاعي الأمثل للفريق.
ومع تولي محمد الشلهوب تدريب الهلال مؤقتًا خلفًا لجيسوس، كانت التوقعات تشير إلى عودة محتملة للبليهي إلى التشكيلة الأساسية، إلا أن الشلهوب فاجأ الجميع بعدم إشراكه في أول مباراتين، قبل أن يمنحه فرصة أخيرة أمام الفتح، لكنه خيب الآمال مجددًا بعد أن كان سببًا رئيسيًا في هدفين جاءا بطريقة مكررة عبر العرضيات، ما أكد استمرار معاناته من التمركز السيئ وعدم القدرة على التعامل مع الضغط داخل منطقة الجزاء.
وجاءت الضربة الأخيرة من المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، الذي قرر استبعاد البليهي من معسكر المنتخب السعودي المقبل، للمرة الثانية على التوالي، مفضلاً الاعتماد على أسماء جديدة مثل جهاد ذكري وحسن كادش وعلي لاجامي في خط الدفاع، وسط تقارير تؤكد أن القرار يتجاوز مسألة الإصابة السابقة، ويمتد إلى رغبة رينارد في تجديد الدماء وتقليل معدل الأعمار، بعدما فقد الثقة في قدرة البليهي على استعادة مستواه المعهود، وهو ما يُعد طعنة قاسية في موسم وُصف بالكارثي لمدافع كان حتى وقت قريب من الأعمدة الرئيسية للكرة السعودية.