سيموني إنزاجي يوافق رسمياً على تدريب الهلال ويستعد لقيادة مشروع النهضة الجديد
انتهت رحلة البحث الطويلة لإدارة نادي الهلال السعودي عن مدرب جديد بحصولها على الموافقة النهائية من المدرب الإيطالي المخضرم سيموني إنزاجي لتولي القيادة الفنية للفريق اعتباراً من الموسم الرياضي المقبل 2025-2026، وذلك في خطوة تهدف لإعادة ترتيب أوراق النادي وتجديد آماله في العودة لمنصات التتويج المحلية والقارية بعد موسم شهد إخفاقات مؤلمة على المستوى الآسيوي، حيث يراهن الهلال على خبرة إنزاجي الواسعة مع إنتر ميلان ونجاحاته الأوروبية البارزة لقيادة مشروع النهضة الجديد.
وجاءت هذه التطورات الإيجابية بعد أشهر من التخبط الإداري والفني الذي عاشه الهلال عقب الخروج المذل من نصف نهائي دوري أبطال آسيا للنخبة أمام الأهلي جدة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، وهي الهزيمة التي أدت لإقالة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس في بداية شهر مايو الماضي، ما دفع إدارة النادي للدخول في سباق محموم للبحث عن بديل من الطراز الرفيع قادر على استعادة هيبة الفريق وإعادة بنائه تكتيكياً لمواجهة تحديات المواسم المقبلة، وقد وقع الاختيار في النهاية على إنزاجي الذي يحمل في جعبته تجربة ثرية مع الأندية الأوروبية الكبرى.
وكشفت صحيفة "عكاظ" السعودية أن المفاوضات بين الطرفين شهدت مراحل متقلبة من الشد والجذب قبل التوصل للاتفاق النهائي، حيث تم الانتهاء من جميع التفاصيل الفنية والإدارية المتعلقة بالعقد، فيما تبقى فقط إتمام بعض الترتيبات المالية الأخيرة تحت إشراف لجنة الاستقطابات بالنادي تمهيداً للإعلان الرسمي في مؤتمر صحفي مرتقب، وقد لعبت الظروف المعيشية والعائلية دوراً محورياً في حسم قرار المدرب الإيطالي، خاصة بعد زيارة أحد أفراد عائلته للرياض للاطلاع على المدارس الدولية وظروف الحياة، ما ساهم في تذليل العقبات الأخيرة أمام إتمام الصفقة.
وتميز العرض الذي قدمه الهلال لإنزاجي بالشمولية والجاذبية على عدة مستويات، حيث شمل مزايا استثنائية تتعلق بالدعم الفني والبيئة التنافسية المناسبة لطموحاته التدريبية، بالإضافة إلى توفير كافة سبل الراحة والاستقرار لعائلته في العاصمة السعودية، وهو ما يعكس جدية إدارة النادي في استقطاب أفضل الكوادر التدريبية العالمية لتحقيق النقلة المطلوبة، فيما أكدت مصادر مطلعة أن الجانب المالي لم يكن العامل الوحيد في إقناع المدرب، بل إن الرؤية الطموحة للنادي ومشروعه المستقبلي لعبا دوراً مهماً في حسم الأمر لصالح الهلال.
ويمثل التعاقد مع سيموني إنزاجي رهاناً استراتيجياً لإدارة الهلال في مساعيها لاستعادة مكانة النادي التاريخية وعودته لدائرة المنافسة الجدية على الألقاب، حيث يتطلع الجمهور الأزرق لاستثمار الخبرة الأوروبية للمدرب الإيطالي وقدرته الثبتة على خلق التوازن التكتيكي المطلوب، خاصة أن سجله التدريبي المميز مع إنتر ميلان ونجاحاته في المسابقات الأوروبية تضعه ضمن النخبة القادرة على قيادة الأندية الطموحة نحو المجد، وهو ما يحتاجه الهلال بعد موسم مخيب للآمال جماهيرياً ونتائجياً، خاصة مع اقتراب انطلاق التحضيرات للموسم الجديد الذي سيشهد تحديات كبيرة على الصعيدين المحلي والقاري.