أطباء يدقون ناقوس الخطر ... ارتكاب هذا الفعل دون الرجوع للطبيب قد يودي بحياتك

أطباء القلب
كتب بواسطة: محمد لؤلؤ | نشر في  twitter

حذّر أطباء القلب من التهاون في مسألة الالتزام بالأدوية لدى مرضى القلب والأوعية الدموية، مؤكدين أن التوقف المفاجئ عن العلاج دون الرجوع للطبيب قد يفضي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تصل في بعض الحالات إلى الوفاة، وأوضح الأطباء أن شعور المريض بتحسن مؤقت لا يعني التعافي الكامل، بل قد يكون هذا التحسن نتيجة مباشرة للانتظام على الأدوية وليس دليلاً على زوال المرض.

وبحسب ما نقلته "روسيا اليوم"، أكد الدكتور أوليغ رودمانوف، أخصائي أمراض القلب والأوعية الدموية، أن ما يقارب نصف المرضى فقط يلتزمون بتوصيات الأطباء بشكل مستمر، بينما يختار الباقون إيقاف العلاج عند ملاحظة تحسّن في بعض المؤشرات، مثل انخفاض ضغط الدم، دون إدراك للمخاطر المترتبة على هذا القرار.


إقرأ ايضاً:إنجاز سعودي لافت ... مركز المهارات الفنية بتبوك يحصد اعتماد جمعية القلب الأمريكية!الأرصاد تُطلق الإنذار .... أمطار خفيفة اليوم ورياح تغزو الأجواء في 7 مناطق بالمملكة!

وأوضح رودمانوف أن ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب المزمنة لا تُشفى من تلقاء نفسها، بل تتطلب علاجًا دائمًا للحفاظ على استقرار الحالة، وأشار إلى أن استعادة الضغط لمعدلاته الطبيعية لا تعني الشفاء، بل هي نتاج مباشر للالتزام الدوائي، وأن التوقف عنه يُعيد الحالة إلى مرحلة الخطر.

ونبّه إلى خطأ شائع لدى بعض المرضى يتمثل في اللجوء إلى الأعشاب أو ما يُنشر على الإنترنت من وصفات غير علمية، بالإضافة إلى الاتكال على نصائح غير المختصين، ظنًا منهم أن العلاجات الطبيعية أكثر أمانًا، ما يؤدي في الواقع إلى تفاقم الحالة وتدهورها بشكل خطير.

وبيّن أن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى تهاون المرضى في تناول أدويتهم هو عدم وضوح أهمية العلاج بالنسبة لهم، إضافة إلى شعورهم بالإرباك من الأنظمة الدوائية المعقدة التي تتطلب تناول عدة أقراص يوميًا، ما قد يؤدي إلى نسيان الجرعات أو التوقف الكلي عن العلاج.

وأشار رودمانوف إلى أن تطور الصناعة الدوائية وفّر حلاً عمليًا من خلال ما يُعرف بالتركيبات الثابتة، وهي أدوية تحتوي على أكثر من مادة فعالة في قرص واحد، ما ساهم في تسهيل التناول اليومي وتقليل فرص نسيان الجرعات، وبالتالي زيادة نسب الالتزام.

كما أكد على أن الآثار الجانبية المحتملة لبعض الأدوية لا تعني ضرورة التوقف عنها نهائيًا، بل تستدعي مراجعة الطبيب المختص لتقييم الوضع وتعديل الجرعة أو تغيير الدواء بآخر مناسب، مؤكدًا أن التصرف من تلقاء النفس في هذه الحالات يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة المريض.

وحذّر من أن التوقف المفاجئ عن الأدوية قد يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في ضغط الدم، أو اضطرابات في نظم القلب، أو حتى نوبات قلبية وسكتات دماغية، وهو ما يؤكد أن الأدوية لا تعالج الأعراض فقط، بل تحمي من تطورات خطيرة على المدى الطويل.

وشدد على أهمية المتابعة المنتظمة مع الطبيب المعالج، حتى في حال استقرار المؤشرات الحيوية، لأن التقييم الطبي الدوري هو الضامن الوحيد لفعالية العلاج وسلامة المريض، كما أنه يتيح للطبيب ضبط الخطة العلاجية وفقاً للتطورات.

وقال إن توعية المرضى بدور الدواء في الوقاية من النكسات هو عنصر حاسم في تحسين الالتزام، داعيًا المؤسسات الصحية إلى تعزيز برامج التثقيف الصحي حول أهمية الاستمرار في تناول الأدوية، وشرح الأضرار التي قد تنجم عن التوقف المفاجئ.

وأكد رودمانوف أن مرضى القلب بحاجة إلى إشراف طبي دائم، لأن كل حالة تختلف عن الأخرى، مشيرًا إلى أن بعض العلاجات تتطلب تعديلًا مستمرًا بناءً على تطور الحالة الصحية والعوامل المصاحبة، مثل السكري أو الكوليسترول.

وختم حديثه بالتأكيد على أن التهاون في العلاج القلبي قد يكون ثمنه باهظًا، مشيرًا إلى أن الوقاية خير من العلاج، وأن الاستمرار في تناول الأدوية كما وصفها الطبيب يُعد الركيزة الأساسية لحياة أطول وأكثر استقرارًا لمرضى القلب.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية