باستجابة سريعة وتقنيات دقيقة.. نجاح جراحة عمود فقري معقدة في مستشفى د. سليمان الحبيب بجدة

نجح الفريق الطبي في مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في مدينة جدة في إنهاء معاناة امرأة ثلاثينية كانت تعاني من آلام مزمنة وشديدة في أسفل الظهر نتيجة إصابتها بانزلاق فقاري برزخي متقدم من الدرجة الثالثة وهو من الحالات النادرة والمعقدة التي تتطلب تدخلًا جراحيًا دقيقًا.
المريضة كانت قد راجعت عدة مستشفيات خلال السنوات الماضية دون أن تجد حلاً جذريًا لمعاناتها حيث كانت الأعراض تتفاقم تدريجيًا لتشمل ضعفًا في الأطراف السفلية وصعوبة في المشي والحركة اليومية بالإضافة إلى تأثيرات واضحة على حياتها النفسية والاجتماعية.
إقرأ ايضاً:"الصفقة تمت".. فابريزيو رومانو يؤكد انتقال ثيو هيرنانديز إلى الهلال رسميًابمواصفات عالمية.. نادي الاتحاد يطلق مشروعًا عملاقًا في موقع استراتيجي
عند وصولها إلى مستشفى د. سليمان الحبيب خضعت المريضة لفحوصات سريرية دقيقة وتصوير بالرنين المغناطيسي أظهر وجود انزلاق فقاري بين الفقرتين القطنيتين الرابعة والخامسة بنسبة تتجاوز 75% وهي من الحالات المصنفة من الدرجة الثالثة بحسب التصنيف الطبي.
الفريق الطبي المتخصص بقيادة استشاري جراحة العمود الفقري قام بدراسة الحالة من مختلف الزوايا وتم عقد اجتماع تشاوري ضم عدة تخصصات من ضمنها جراحة الأعصاب والتخدير والعلاج الطبيعي وذلك لضمان اتخاذ القرار العلاجي الأمثل الذي يناسب وضع المريضة الصحي.
نُوقشت جميع الخيارات العلاجية الممكنة وكان من الواضح أن التدخل الجراحي هو الحل الأفضل نظراً لتقدم الحالة وتزايد الأعراض التي أصبحت تُعيق حياة المريضة اليومية بشكل كبير وتضعها أمام خطر دائم من حدوث تلف عصبي دائم في حال تأخر العلاج.
تم تجهيز المريضة للعملية بعد سلسلة من الفحوصات التحضيرية لضمان جاهزيتها التامة للجراحة حيث جرى شرح الخطة الجراحية بالتفصيل لها ولعائلتها مع توضيح المراحل والخطوات المتوقعة بالإضافة إلى المخاطر المحتملة وطرق التعامل معها في حال حدوثها.
أجريت العملية باستخدام تقنيات جراحية دقيقة شملت تثبيت الفقرات القطنية بواسطة مسامير ومثبتات معدنية خاصة مع إجراء تقويم تدريجي للانزلاق واستعادة المحاذاة الطبيعية للعمود الفقري وهو ما ساهم في تخفيف الضغط عن الأعصاب وتحقيق ثبات كامل للعمود.
امتدت العملية لعدة ساعات وسط متابعة دقيقة من فريق التخدير والجراحة حيث تم خلالها مراقبة الوظائف العصبية للمريضة باستخدام أجهزة خاصة لضمان عدم حدوث أي تأثيرات جانبية أثناء تقويم الفقرات وإعادة تثبيتها بشكل آمن ودقيق.
ما بعد الجراحة كان مبشرًا جدًا حيث تم نقل المريضة إلى غرفة الإفاقة ثم إلى الجناح الخاص بها وقد أظهرت استجابة ممتازة للعلاج مع تراجع ملحوظ في حدة الألم وبدء استعادة الحركة الطبيعية في الأطراف السفلية خلال الأيام الأولى بعد العملية.
خضعت المريضة بعد ذلك إلى برنامج تأهيلي متكامل تحت إشراف فريق العلاج الطبيعي حيث شمل البرنامج جلسات تقوية للعضلات وتدريبًا على الحركة التدريجية مع تقييم مستمر للحالة العصبية والوظيفية لضمان تحقيق أفضل نتائج ممكنة خلال فترة النقاهة.
وأشار الفريق الطبي إلى أن التدخل السريع والدقيق كان عنصرًا حاسمًا في نجاح الجراحة خاصة وأن هذا النوع من الانزلاق الفقاري المتقدم يتطلب مهارات عالية وخبرة واسعة لضمان تثبيت الفقرات دون التأثير على الأعصاب المحيطة أو التسبب في مضاعفات مستقبلية.
المريضة عبّرت عن امتنانها الكبير للفريق الطبي بعد تحسن حالتها بشكل واضح مؤكدة أنها استعادت قدرتها على الحركة والمشي دون الشعور بالألم المزمن الذي كان يرافقها منذ سنوات مشيرة إلى أن هذه الجراحة كانت نقطة تحول حقيقية في حياتها.
من جانبها أوضحت إدارة المستشفى أن هذا النجاح يعكس كفاءة الطواقم الطبية والتجهيزات المتقدمة المتوفرة في المستشفى والتي تتيح إجراء هذا النوع من العمليات المعقدة وفق أعلى المعايير العالمية في جراحة العمود الفقري والأعصاب.
وأكدت الإدارة أن المستشفى يواصل استقبال الحالات الدقيقة من مختلف مناطق المملكة لعلاج أمراض العمود الفقري باستخدام أحدث التقنيات والتدخلات الجراحية الدقيقة التي تقلل من فترة التعافي وتزيد من فرص الشفاء التام للمريض.