"بطلب من مورينيو".. النصر يوافق رسميًا على إعارة مهاجمه جون دوران لفنربخشة

جون دوران
كتب بواسطة: احمد بامطر | نشر في  twitter

في خطوة مفاجئة أثارت الكثير من التساؤلات في الأوساط الرياضية، أعلن نادي النصر السعودي رسميًا عن موافقته على رحيل مهاجمه الكولومبي جون دوران، لينضم إلى صفوف نادي فنربخشة التركي على سبيل الإعارة لمدة موسم واحد، ابتداءً من الموسم الكروي المقبل.

وقد أكد النادي العاصمي هذا الانتقال عبر بيان مقتضب نشره على حسابه الرسمي في منصة "إكس"، جاء فيه أن شركة نادي النصر قد وافقت على إعارة اللاعب إلى النادي التركي العريق، في صفقة تحمل في طياتها الكثير من الكواليس والأبعاد المثيرة.


إقرأ ايضاً:المعسكر التحضيري تحت إشرافه.. الاتحاد يحسم مصير بلان ويمنحه ثقة جديدة قبل الموسم"عقبة الموت".. أهالي شرق الليث يطلقون صرخة استغاثة لإنهاء الحوادث اليومية

إن ما يجعل هذه الصفقة استثنائية هو أنها جاءت بطلب مباشر من المدير الفني الجديد لنادي فنربخشة، المدرب البرتغالي الشهير جوزيه مورينيو، الذي لم يكتفِ بطلب اللاعب من إدارته، بل أجرى محادثات مباشرة معه لإقناعه بالانضمام إلى مشروعه الطموح.

ويمثل تدخل مورينيو الشخصي دليلاً قاطعًا على إيمانه الكبير بقدرات المهاجم الكولومبي الشاب، ورؤيته له كقطعة أساسية قادرة على صناعة الفارق في خط هجومه، وهو ما منح دوران ثقة كبيرة للموافقة على خوض هذا التحدي الجديد في الدوري التركي.

وتأتي هذه الخطوة بعد فترة قصيرة ومحيرة قضاها دوران داخل أسوار قلعة العالمي، حيث انضم إلى الفريق في آخر أيام الميركاتو الشتوي الماضي، في صفقة كبيرة بلغت قيمتها سبعة وسبعين مليون يورو، وبعقد يمتد لخمس سنوات ونصف السنة.

لقد وصل اللاعب الكولومبي قادمًا من نادي أستون فيلا الإنجليزي، محاطًا بهالة إعلامية كبيرة باعتباره موهبة واعدة ومستقبلًا كبيرًا لخط هجوم النصر، إلا أن الرياح لم تأتِ بما تشتهي سفن الجماهير النصراوية، التي كانت تعلق عليه آمالاً عريضة.

ورغم الأرقام التهديفية الجيدة التي سجلها اللاعب، والتي بلغت ثمانية أهداف في ثلاث عشرة مباراة بالدوري، وأربعة أهداف في خمس مباريات بدوري أبطال آسيا، إلا أنه لم يتمكن من إثبات نفسه بالشكل الكامل أو إقناع مدربه الإيطالي ستيفانو بيولي بمدى فاعليته.

ويبدو أن أسلوب لعب دوران لم يتوافق مع الفلسفة التكتيكية التي يعتمد عليها بيولي، الذي ربما كان يبحث عن مهاجم بخصائص مختلفة، مما أدى إلى عدم حصول اللاعب على الثقة الكاملة، وبالتالي اتخاذ قرار برحيله المؤقت بحثًا عن فرصة لإثبات جدارته.

إن هذه الحالة تمثل مفارقة كروية بامتياز، فبينما لم يقتنع به مدربه في النصر، وجد اللاعب نفسه مطلوبًا بالاسم من قبل أحد أكبر المدربين في تاريخ كرة القدم، وهو ما يضع ضغطًا كبيرًا على دوران ليثبت صحة وجهة نظر مورينيو.

ومن منظور نادي النصر، فإن إعارة اللاعب قد تكون خطوة استراتيجية، فهي تمنحه فرصة للعب بشكل منتظم تحت قيادة مدرب كبير، مما قد يرفع من مستواه وقيمته السوقية، ويعود بعدها إلى الرياض وهو أكثر نضجًا وخبرة، أو يتم بيعه بمبلغ مالي كبير.

كما أن هذه الإعارة ستفتح المجال أمام إدارة النصر للتعاقد مع لاعب أجنبي جديد في مركز الهجوم، يتوافق بشكل أكبر مع متطلبات المدرب بيولي، الذي يسعى لبناء فريق قادر على المنافسة بقوة على كافة الألقاب في الموسم المقبل.

ويعد هذا الانتقال بمثابة فرصة ذهبية لجون دوران لإنقاذ مسيرته وإعادة إطلاقها من جديد، فالتألق في الدوري التركي القوي وتحت قيادة مدرب بحجم مورينيو، سيعيد له بريقه وثقته بنفسه، وسيجعله يرد بقوة على كل من شكك في قدراته.

وسيكون الموسم المقبل في تركيا بمثابة اختبار حقيقي لشخصية اللاعب وقدرته على تحمل الضغوط، خاصة وأنه سيكون محط أنظار جماهير فنربخشة التي تتوقع منه الكثير، وكذلك جماهير النصر التي ستراقب أداء لاعبها المعار عن كثب.

في النهاية، تمثل صفقة جون دوران قصة مثيرة لموهبة كبيرة، وجدت نفسها بين مطرقة عدم قناعة مدرب، وسندان ثقة مدرب آخر، ليبقى الحكم النهائي على هذه الخطوة معلقًا حتى نهاية الموسم المقبل، الذي سيحدد ما إذا كان مستقبله سيكون في الرياض أم في إسطنبول.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية