"قنابل صحية موقوتة".. ضبط 3 مشاريع دواجن عشوائية في مزارع بمركز غران

في ضربة رقابية جديدة تهدف إلى حماية الصحة العامة وضمان سلامة المنتجات الغذائية، تمكن مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في محافظة خليص من ضبط ثلاثة مشاريع لإنتاج الدواجن، كانت تعمل بشكل مخالف وغير مرخص داخل عدد من المزارع في مركز غران.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود المستمرة التي تبذلها الوزارة لتعزيز الرقابة على كافة الأنشطة الزراعية والحيوانية، وسد الثغرات التي قد تستغلها بعض العمالة في ممارسة أنشطة عشوائية تشكل خطرًا مباشرًا على صحة المستهلكين وسلامة البيئة المحيطة.
إقرأ ايضاً:من دكة النصر إلى هجوم فنربخشة.. تجربة جديدة لدورانالمعسكر التحضيري تحت إشرافه.. الاتحاد يحسم مصير بلان ويمنحه ثقة جديدة قبل الموسم
وقد أوضح مكتب الوزارة أن هذه المشاريع المضبوطة كانت تعمل بالكامل خارج نطاق الاشتراطات البيئية والصحية المعتمدة، وفي غياب تام لأي شكل من أشكال الإشراف البيطري، مما يجعل منتجاتها قنبلة موقوتة تهدد السلامة العامة.
إن غياب الإشراف البيطري يعني أن الدواجن التي يتم تربيتها في هذه المواقع لا تخضع للتحصينات اللازمة ضد الأمراض، ولا يتم مراقبة حالتها الصحية، مما يرفع من احتمالية تفشي الأوبئة الحيوانية، وانتقالها إلى الإنسان عبر استهلاك لحوم غير صالحة.
ويمثل هذا الخطر الصحي جوهر المشكلة، حيث إن تداول دواجن مجهولة المصدر وغير خاضعة للفحوصات اللازمة، قد يؤدي إلى انتشار أمراض بكتيرية خطيرة، وهو ما تسعى الوزارة إلى منعه بكل حزم من خلال تكثيف جولاتها الميدانية المفاجئة.
ولم يقتصر الخطر على الجانب الصحي فحسب، بل امتد ليشمل الجانب البيئي، حيث إن مثل هذه المشاريع العشوائية غالبًا ما تتخلص من مخلفاتها بطرق غير سليمة، مما يؤدي إلى تلوث التربة والمياه الجوفية، ويضر بالتوازن البيئي في المنطقة.
وفور اكتشاف هذه المواقع، باشرت الجهات المختصة في اتخاذ كافة الإجراءات النظامية اللازمة بحق القائمين عليها، حيث سيتم تطبيق العقوبات والغرامات التي نص عليها نظام الزراعة، لتكون رادعًا لكل من تسول له نفسه التهاون بصحة المواطنين والمقيمين.
وتواصل اللجنة الميدانية التي شكلها مكتب الوزارة في خليص أعمالها بشكل دؤوب، حيث تقوم بعمليات رصد وتفتيش واسعة على كافة المواقع المشبوهة، بما في ذلك المزارع والاستراحات التي قد يتم استغلالها لمثل هذه الأنشطة المخالفة.
وأكدت الوزارة أنها لن تتهاون على الإطلاق في تطبيق الأنظمة والتعليمات بحق كل من يثبت تجاوزه أو مخالفته، مشددة على أن سلامة الغذاء خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأنها ستضرب بيد من حديد على كل من يحاول العبث به.
إن هذه الجهود الرقابية الصارمة تتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030، التي تضع في مقدمة أولوياتها ضمان الأمن الغذائي، وتوفير منتجات غذائية آمنة وعالية الجودة، والحفاظ على استدامة الموارد البيئية والزراعية.
وتدعو الوزارة كافة المواطنين والمقيمين إلى ضرورة التعاون معها، والإبلاغ عن أي مواقع أو أنشطة مشبوهة قد تهدد الصحة العامة، مؤكدة أن المواطن هو خط الدفاع الأول وشريك أساسي في عملية الرقابة المجتمعية.
إن الحصول على التراخيص النظامية لمشاريع الدواجن ليس إجراءً روتينيًا، بل هو عملية متكاملة تضمن التزام المشروع بكافة الاشتراطات الصحية والبيطرية والبيئية، بدءًا من تصميم الحظائر ومرورًا بمصادر الأعلاف والمياه، وانتهاءً بآليات التخلص الآمن من المخلفات.
وتمثل هذه المشاريع العشوائية منافسة غير عادلة للمشاريع النظامية التي تلتزم بالمعايير وتستثمر في الجودة، مما يؤثر سلبًا على السوق ويضر بالمنتجين الملتزمين، وهو ما تسعى الوزارة إلى معالجته من خلال فرض سيادة النظام والقانون.
في المحصلة النهائية، يعد ضبط هذه المشاريع المخالفة في خليص نجاحًا للفرق الرقابية، ورسالة واضحة بأن عين الرقيب لن تغفل عن أي ممارسة قد تضر بصحة المجتمع، وأن الجهود ستستمر حتى يتم القضاء تمامًا على كافة بؤر الإنتاج العشوائي.