الهلال يراجع حساباته.. دقائق قليلة في المونديال تقرب "مصعب الجوير" من الرحيل

مصعب الجوير
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

كانت مشاركة اللاعب مصعب الجوير مع الهلال في كأس العالم للأندية بمثابة مؤشر واضح على تقلص فرص بقائه ضمن صفوف الفريق في الموسم الرياضي المقبل، خاصة بعد أن اكتفى المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي بمنحه دقائق معدودة للظهور في البطولة العالمية، رغم تألقه اللافت خلال فترة إعارته إلى الشباب، التي كانت شاهدة على نضجه الكروي وتطوره اللافت.

الجوير، الذي أثبت نفسه كأحد أبرز الوجوه الشابة في دوري روشن، توج أكثر من مرة بجائزة أفضل لاعب واعد، الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل عن أسباب غيابه شبه الكامل في مشاركة الهلال بالمونديال، رغم جاهزيته الفنية والبدنية، دخوله المتأخر في المباريات كان أقرب إلى التقدير الرمزي منه إلى الاعتماد الفني الحقيقي.


إقرأ ايضاً:الأرصاد: اتخذ احتياطاتك غدًا.. رياح مغبرة تضرب الرياض وتُضعف الرؤية380 مليون ريال ترسم خارطة طرق جديدة في الرياض..نائب أمير المنطقة يدشن 6 مشاريع نوعية تعزز الربط الإقليمي

ورغم ظهوره في خمس مباريات مع الهلال بكأس العالم للأندية، فإن مجموع الدقائق التي خاضها لم يتجاوز 29 دقيقة، جميعها جاءت من دكة البدلاء، ما شكل خيبة أمل بالنسبة له ولجماهيره التي كانت تنتظر منه دورًا أكثر تأثيرًا في مسيرة الزعيم بالمونديال، ورأى البعض أن محدودية مشاركته لا تعكس قيمته الفنية التي أظهرها مع الشباب.

في موقف صريح، تحدث الجوير مع المدرب إنزاجي، مبدياً رغبته الواضحة في الحصول على فرصة أكبر للمشاركة، سواء كأساسي أو بدقائق لعب أكثر، مشيرًا إلى أن وجود أسماء كثيرة في مركزه قد يفرض عليه التفكير الجاد في مغادرة الهلال، من أجل البحث عن نادٍ يمنحه المساحة الكافية لتقديم ما لديه من إمكانات.

وفي خضم هذه التطورات، كشف الإعلامي فلاح القحطاني عبر حسابه بمنصة "إكس" أن مصعب الجوير بات قريبًا من اتخاذ خطوة جديدة، وقد تكون وجهته القادمة إما العودة إلى ناديه السابق الشباب، أو الانتقال إلى الفتح، حيث يبدو أن الأندية تدرك جيدًا القيمة الفنية للاعب وترغب في استقطابه لتدعيم صفوفها.

قرار رحيل الجوير من عدمه لا يزال بيد إدارة الهلال التي تعمل حاليًا بالتنسيق مع الجهاز الفني من أجل حسم مستقبل اللاعب خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة أن عقده مع الزعيم ما زال ممتدًا حتى صيف 2026، ما يمنح النادي مرونة في التفاوض أو إعارته مجددًا إذا لم يكن ضمن خطط المدرب.

ويُذكر أن الجوير خاض تجربتين سابقتين مع الشباب على سبيل الإعارة، وتمكن من فرض نفسه كأحد العناصر الأساسية في تشكيلة الليوث، حيث خاض الموسم الماضي 35 مباراة في دوري روشن وكأس الملك، أحرز خلالها 5 أهداف وصنع 11 تمريرة حاسمة، في أداء عكس نضجه الفني وتطوره الكبير في وسط الميدان.

ويبلغ مصعب الجوير من العمر 22 عامًا، ويُعد من الأسماء الواعدة في الكرة السعودية، حيث كان ضمن كوكبة المواهب التي شقت طريقها بثبات نحو النجومية، واستطاع خلال فترة قصيرة أن يثبت نفسه في كل نادٍ مثّل ألوانه، خاصة مع الشباب الذي كان منصة لانطلاقته الحقيقية.

وتوّج الجوير مجهوداته بجائزة أفضل لاعب واعد في دوري روشن خلال الموسم الماضي، وهو ما عزز من قيمته السوقية وزاد من اهتمام الأندية الكبرى بالتعاقد معه، في ظل احتياجها لعناصر شابة قادرة على صناعة الفارق، كما حصد أيضًا جائزة أفضل لاعب شاب عن كامل موسم 2024-2025.

اللاعب لا يخفي رغبته في مواصلة التطور والمشاركة المنتظمة في المباريات، وهو ما قد يجده خارج أسوار الهلال، في ظل زحمة النجوم في مراكز الوسط، خاصة مع استمرار الزعيم في تدعيم صفوفه بأسماء محلية وأجنبية على أعلى مستوى استعدادًا للمنافسات المحلية والقارية المقبلة.

ويرى عدد من المحللين أن الجوير من اللاعبين الذين يحتاجون بيئة تمنحهم الاستقرار الفني والفرصة المستمرة للتعبير عن أنفسهم، وهو ما قد يجده في نادٍ يمنحه ثقة أكبر وفرصة للعب دون ضغوط كبيرة، وهي عوامل لا تتوافر دائمًا في نادٍ بحجم الهلال.

ويبدو أن الهلال لن يُمانع في تسهيل مهمة اللاعب إذا ما تلقى عرضًا مناسبًا، سواء من الشباب الذي يعرفه جيدًا أو الفتح الطامح لتعزيز صفوفه بلاعبين شبان مؤثرين، خاصة وأن إعارة جديدة قد تكون أكثر فائدة للطرفين من بقاء اللاعب حبيسًا لدكة البدلاء.

ويبقى قرار الرحيل أو البقاء رهن ما ستسفر عنه الأيام القادمة، خاصة بعد تقييم الجهاز الفني للاعبين، وانتهاء فترة الإعداد، إذ من المتوقع أن يتضح مستقبل الجوير قبل انطلاقة الموسم الجديد، جماهير الهلال والشباب تترقب، والإجابة ستكون قريبة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية