بدءًا من اليوم.. شبكة النقل العام بالرياض تتوسع بثلاث مسارات جديدة للحافلات

شبكة النقل العام بالرياض
كتب بواسطة: رضا شحاتة | نشر في  twitter

أعلنت الهيئة العامة للنقل في مدينة الرياض عن انطلاق تشغيل ثلاث مسارات جديدة للحافلات داخل شبكة النقل الحضري تزامنًا مع خطط تحسين الربط بين الأحياء ورفع كفاءة التوصيل للمواطنين والمقيمين، وتستهل الخدمة في الحادي عشر من الشهر الجاري، مما سيساهم في تخفيف الازدحام خلال ذروة التنقل الصباحي والمسائي.

تم تصميم المسارات الجديدة لتغطي مناطق لم تكن تخدمها الحافلات بشكل مباشر سابقًا، وتعتمد على الحافلات الحديثة ذات السعة العالية والتجهيزات المتطورة لضمان راحة الركاب وتسهيل الحركة في الطريق، كما ركزت الهيئة على اختيار نقاط توقف قريبة من المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمراكز التجارية.


إقرأ ايضاً:لأول مرة في المملكة: الذكاء الاصطناعي يدخل حظائر الماشية بدعم من برنامج "ريف"نتائج مثيرة في ميدان نجران ...."اللقايا فيما فوق" تصنع لحظات لا تُنسى!

أوضح مدير المشاريع في الهيئة أن المسار الأول سيربط شمال الرياض بمركز المدينة مرورًا بالمناطق السكنية والأكاديمية، وسيبدأ تشغيله اعتبارًا من صباح الأحد المقبل، وقد تم تنسيق الجدول الزمني بحيث يتكرر مرور الحافلة كل خمس عشرة دقيقة طوال اليوم.

وأفاد المسؤول بأن المسار الثاني يمتد من الأحياء الشمالية الشرقية وصولًا إلى المنشآت الحكومية جنوب العاصمة، وسوف يبدأ عمله مساء نفس اليوم لتلبية احتياجات الموظفين والمراجعـين الراغبين في التنقل بعد انتهاء الدوام الرسمي مع التقليل من استخدام المركبات الخاصة.

أما المسار الثالث فخصص لربط المناطق التجارية والترفيهية على الطرف الشرقي للعاصمة بخط مباشر إلى محطة مترو رئيسية، مما يعزز التواصل بين وسائل النقل المختلفة ويشجع الجمهور على تجربة النقل العام بدلًا من الاعتماد الكامل على السيارات الخاصة.

ويأتي إطلاق هذه المسارات ضمن المرحلة الثانية من مشروع النقل العام الشامل في الرياض الذي انطلقت فعالياته أخيرًا، ويهدف إلى تأسيس شبكة متكاملة تربط الحافلات بالمترو والقطار الخفيف، وتسعى الهيئة من خلاله إلى تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030 في تنويع وسائل الاتصال بالمدن دون الاعتماد على البنزين.

واشترطت الهيئة أن تكون الحافلات المنفذة للمسارات مزودة بتقنية الدفع الإلكتروني وتطبيق تتبع مباشر عبر الهواتف الذكية، لتحسين تجربة المستخدم وتمكينه من معرفة أوقات الوصول والانطلاق بدقة عالية، وهو ما يلبي رغبة المسافرين في التنقل الذكي.

ويستطيع المواطنون والمقيمون الاستفادة من هذه الخدمات فور بدء العمل في المسارات الجديدة، حيث تم إطلاق حملة توعوية عبر وسائل التواصل الرسمية للهيئة تبيّن فيها الخرائط المحدثة وأماكن المحطات وأوقات التشغيل بناءً على دراسة شاملة لاحتياجات تنقلاتهم اليومية.

كما تم التنسيق مع الجهات الأمنية والإدارية في المدينة لضمان تنظيم سير الحافلات وحمايتها من أي اضطرابات مرورية، خاصة خلال ساعات الذروة، مع الاستعداد المستمر لتعديل مسارات أو توقيتات الحافلات حسب المتغيرات المرورية وطلبات الجمهور.

وأكد المشرف على التحكم المروري أن التحول إلى النقل العام عبر تلك المسارات يعزز من أمن وسلامة الركاب نظرًا لأن الحافلات مجهزة بأنظمة مراقبة حديثة وفرق طوارئ تعمل على مدار الساعة لمواجهة أي حالات طارئة أو أعطال مفاجئة في سيـارات الخدمة.

وشددت الهيئة على أنها ستتابع أداء المسارات الجديدة عبر مؤشرات جودة تشمل معدل التأخير اليومي ونسبة الإشغال على كل خط وردود أفعال الركاب، وعند الحاجة ستجري تعديلات تحسين في المواعيد أو نقاط الانطلاق لتقديم خدمة أكثر فاعلية.

وتجدر الإشارة إلى أن التجربة الناجحة للمسار الأول والثاني ستمهد لاستحداث مسارات إضافية تم التخطيط لها سابقًا، ومن المتوقع الإعلان عن تمديد الخدمة إلى أحياء أخرى منتصف العام المقبل، وذلك بالتعاون مع الجهات الشريكة في القطاعين العام والخاص.

ويعكس إطلاق هذه المسارات التزام الحكومة بتحويل الرياض إلى مدينة مستدامة وصديقة للبيئة، إذ تساهم الحافلات الحديثة في تقليل انبعاثات الكربون مقارنة باستخدام المركبات الخاصة، إضافة لانخفاض استهلاك الوقود بشكل عام داخل العاصمة.

ويراهن القائمون على تطوير النظام الحضري في الرياض على إقبال واسع من السكان على استخدام الحافلات الجديدة وتحفيز ثقافة النقل الجماعي، كما يتم إعداد برامج تحفيزية تشمل تخفيضات ورسوم مريحة للطلاب وكبار السن للتشجيع على الانتقال للخيارات العامة.

وستعقد الهيئة مؤتمرات صحفية ولقاءات مفتوحة مع وسائل الإعلام والمختصين خلال الأسبوع المقبل لعرض تقييم أولّي للأداء وتشجيع الجمهور على المشاركة بإرسال ملاحظاتهم عبر قنوات التواصل الرسمية لكي يكون للتجربة طابع تشاركي مستدام.

وبهذه الخطوة الجديدة تُعَد العاصمة من أوائل المدن العربية التي تتوسع في منظومتها للنقل بالحافلات ضمن رؤية محكمة تستند إلى الدراسات الدولية والمحلية، وترسّخ مكانة الرياض كمدينة منافسة حضريًا وعالميًا في تدبير التنقل الذكي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية