بعد أسبوع من المكاسب.. أسعار النفط تترقب تأثير قرار "أوبك+" الصادم

أسعار النفط
كتب بواسطة: محمد الحكيم | نشر في  twitter

في ختام أسبوع متقلب، أنهت أسعار النفط تعاملاتها على مكاسب أسبوعية طفيفة، لكن الهدوء الذي ساد جلسة يوم الجمعة كان بمثابة السكون الذي يسبق عاصفة القرارات، حيث فاجأ تحالف "أوبك+" الأسواق يوم السبت بقرار سيحدد مسار أسعار الطاقة خلال الشهر المقبل.

ورغم أن أسعار النفط كانت قد تراجعت بشكل طفيف في جلسة يوم الجمعة، التي اتسمت بالتعاملات المحدودة بسبب عطلة يوم الاستقلال في الولايات المتحدة، إلا أن خام برنت نجح في تحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 0.8%، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنحو 1.5% على مدار الأسبوع.


إقرأ ايضاً:ارتشف نكهة الانتعاش، موسم البطيخ السعودي ينطلق من جديدبين التوثيق الورقي والرقمي..وثائق الدارة تفتح أرشيف التاريخ الوطني

وأغلقت العقود الآجلة لخام برنت عند التسوية يوم الجمعة منخفضة بواقع 50 سنتًا، لتستقر عند 68.30 دولارًا للبرميل، كما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنفس المقدار تقريبًا، ليقفل عند 66.50 دولارًا للبرميل، في جلسة سيطر عليها الترقب الحذر.

وكانت كل الأنظار تتجه نحو الاجتماع الوزاري لتحالف "أوبك+"، الذي عقد يوم السبت، لتحديد سياسة الإنتاج لشهر أغسطس، وسط توقعات منقسمة حول ما إذا كان التحالف سيواصل نهجه الحذر، أم أنه سيفاجئ الأسواق بقرار جديد.

وبالفعل، جاء القرار مفاجئًا، حيث أعلنت الدول الأعضاء الرئيسية في التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وروسيا، عن زيادة الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا لشهر أغسطس، وهو رقم يفوق الزيادات التي تم إقرارها في الأشهر الثلاثة الماضية، والتي كانت في حدود 411 ألف برميل يوميًا.

وبرر التحالف قراره، بالإشارة إلى "التوقعات المستقرة للاقتصاد العالمي، والأساسيات الصحية للسوق حاليًا، والتي تنعكس في انخفاض مخزونات النفط العالمية"، في رسالة واضحة تعبر عن ثقة المنتجين في قوة الطلب العالمي خلال فترة الصيف.

ويفسر المحللون هذه الخطوة بأنها تمثل تحولًا استراتيجيًا في سياسة "أوبك+"، من التركيز على الدفاع عن الأسعار بأي ثمن، إلى سياسة تهدف إلى استعادة الحصة السوقية، وتلبية الطلب المتزايد، والمنافسة بقوة مع المنتجين من خارج التحالف.

هذا القرار يضع السوق الآن أمام معادلة جديدة، فمن ناحية، قد تؤدي زيادة المعروض إلى الضغط على الأسعار، لكن من ناحية أخرى، فإن ثقة "أوبك+" في قوة الطلب قد تعتبر إشارة إيجابية للمستثمرين، وتدعم الأسعار على المدى المتوسط.

ويأتي هذا في وقت لا تزال فيه المخاوف قائمة بشأن جانب الطلب، خاصة مع استمرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سياسته المتشددة بشأن أسعار الفائدة، والغموض الذي يكتنف السياسات التجارية للرئيس دونالد ترامب، وهي عوامل قد تكبح النمو الاقتصادي العالمي.

إن زيادة الإنتاج التي أقرها "أوبك+"، رغم أنها قد تبدو خطوة جريئة، إلا أنها محاطة بشبكة أمان، حيث أكد التحالف مجددًا أن هذه الزيادات يمكن "إيقافها أو عكسها" في أي وقت، بناءً على تطورات وظروف السوق، مما يمنحهم مرونة كبيرة في التعامل مع أي متغيرات.

والآن، وبعد أن قال "أوبك+" كلمته، ستتحول أنظار الأسواق في الأسبوع المقبل إلى مؤشرات الطلب الفعلية، خاصة من الاقتصادات الكبرى مثل الصين وأوروبا، لترى ما إذا كان العالم متعطشًا بالفعل لهذه الكميات الإضافية من النفط.

كما سيراقب المتعاملون عن كثب مدى التزام الدول الأعضاء بالزيادات المقررة، حيث سيعقد التحالف اجتماعه المقبل في الثالث من أغسطس، لتقييم الوضع مجددًا واتخاذ قرار بشأن مستويات الإنتاج لشهر سبتمبر.

وفي المحصلة، فإن أسبوع التداولات لم ينتهِ بخبر عادي، بل بقرار استراتيجي كبير من "أوبك+"، ينم عن ثقة كبيرة في الاقتصاد العالمي، ويضع الكرة الآن في ملعب جانب الطلب، ليثبت ما إذا كان قادرًا على استيعاب هذا المعروض الإضافي والحفاظ على استقرار الأسعار.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية