الأحساء تتصدر بـ44 درجة.. قائمة المدن الأعلى والأدنى حرارة في السعودية اليوم

الإحساء
كتب بواسطة: سالي البدر | نشر في  twitter

في لوحة مناخية تعكس التنوع الجغرافي المذهل للمملكة العربية السعودية، رسم المركز الوطني للأرصاد صورة ليوم السبت، تتباين فيها درجات الحرارة بشكل حاد بين مناطق المملكة المختلفة، حيث تلامس الأجواء الصيفية اللاهبة ذروتها في شرق البلاد، بينما تنعم المرتفعات الجنوبية الغربية بنسمات باردة ومنعشة.

وتصدرت محافظة الأحساء قائمة المدن الأعلى حرارة اليوم، بتسجيلها 44 درجة مئوية، في مشهد صيفي معتاد يؤكد على أن المنطقة الشرقية تعيش في قلب موجة حارة تتطلب من سكانها اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة لمواجهة الإجهاد الحراري.


إقرأ ايضاً:ارتشف نكهة الانتعاش، موسم البطيخ السعودي ينطلق من جديدبين التوثيق الورقي والرقمي..وثائق الدارة تفتح أرشيف التاريخ الوطني

وتشاركها في الأجواء الحارة مدن رئيسية أخرى، حيث تسجل كل من مكة المكرمة والدمام والخرج وشرورة 43 درجة مئوية، بينما تصل الحرارة في العاصمة الرياض ومدينة جدة إلى 42 درجة، وفي المدينة المنورة إلى 41 درجة، مما يجعل معظم مناطق المملكة تعيش يومًا صيفيًا حارًا بامتياز.

وعلى النقيض تمامًا، تقدم مرتفعات عسير صورة مختلفة كليًا، حيث تسجل متنزهات السودة السياحية أدنى درجة حرارة في المملكة بواقع 14 درجة مئوية فقط خلال ساعات الليل والفجر، بينما لا تتجاوز الحرارة العظمى فيها حاجز الـ 22 درجة، مما يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن برودة الطقس والهروب من لهيب الصيف.

وتشاركها في هذه الأجواء المعتدلة والمنعشة مدينة الباحة التي تبلغ درجة الحرارة العظمى فيها 27 درجة، والصغرى 18 درجة، بالإضافة إلى مدينة أبها التي تسجل 31 درجة كحرارة عظمى و20 درجة كحرارة صغرى، لترسخ هذه المدن مكانتها كأبرز المصايف الداخلية في المملكة.

إن هذا الفارق الكبير في درجات الحرارة، الذي يصل إلى أكثر من 20 درجة مئوية بين شرق المملكة وجنوبها الغربي في اليوم نفسه، هو تجسيد حي للتنوع الطبوغرافي الفريد الذي تتمتع به بلادنا، بين السهول الساحلية والصحاري الشاسعة، والجبال الشاهقة التي تحتضن السحاب.

ويستمر تأثير الرياح النشطة المثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من المنطقة الشرقية والرياض ونجران، مما يضيف تحديًا آخر إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة، ويتطلب من مرضى الجهاز التنفسي والحساسية أخذ الحيطة والحذر، ويفضل بقاؤهم في المنازل خلال فترات نشاط الغبار.

وفي مثل هذه الأجواء، تجدد الجهات الصحية دعوتها الدائمة للمواطنين والمقيمين بضرورة الإكثار من شرب السوائل والماء لتعويض ما يفقده الجسم وتجنب خطر الجفاف، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال ساعات الذروة، خاصة من الساعة الحادية عشرة صباحًا وحتى الرابعة عصرًا.

كما ينصح بارتداء الملابس القطنية الفضفاضة وذات الألوان الفاتحة، والاهتمام بشكل خاص بالأطفال وكبار السن، كونهم الفئة الأكثر تأثرًا بارتفاع درجات الحرارة، مع عدم تركهم أبدًا بمفردهم داخل المركبات المغلقة حتى لو لفترات قصيرة.

إن هذا التقرير اليومي الذي يصدره المركز الوطني للأرصاد، لا يمثل مجرد نشرة إخبارية، بل هو أداة توجيهية هامة تساعد كافة أفراد المجتمع على التخطيط ليومهم بشكل أفضل، وتجنب المخاطر الصحية والبيئية التي قد تصاحب التقلبات الجوية.

ويعكس هذا التقرير الدقيق مدى التطور الذي وصلت إليه أنظمة الرصد والتحليل الجوي في المملكة، والتي أصبحت قادرة على تقديم توقعات مفصلة لمختلف المناطق، مما يساهم في رفع مستوى الوعي والجاهزية لدى الأفراد والجهات الحكومية على حد سواء.

وفيما يستمتع أهالي المرتفعات بأجوائهم الباردة التي قد تتطلب ارتداء سترة خفيفة في المساء، يلجأ سكان المناطق الأخرى إلى أجهزة التكييف والوسائل المختلفة للترطيب، في مشهد يلخص حكاية الصيف السعودي وتناقضاته الجميلة.

ومع غروب شمس هذا اليوم، تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي في معظم المناطق، لكنها تبقى مرتفعة نسبيًا في المدن الساحلية مثل جدة والدمام، حيث تلعب الرطوبة دورًا في زيادة الإحساس بالحرارة خلال ساعات الليل.

وفي النهاية، يبقى الطقس هو حديث الناس اليومي، وتقرير "الأرصاد" هو البوصلة التي توجههم، في يوم آخر من أيام صيف المملكة الذي يحمل في طياته الحرارة الشديدة في مكان، والبرودة المنعشة في مكان آخر.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية