ليست صفقة لاعب.. النصر والأهلي في صراع مدوٍ على خطف "العقل المدبر" لبرشلونة

رافائيل يوستي
كتب بواسطة: سالي البدر | نشر في  twitter

في منعطف استراتيجي يعكس نضجًا كبيرًا في طموحاتها، لم تعد الأندية الكبرى في دوري روشن السعودي تكتفي بشراء "المنتج" النهائي من أسواق كرة القدم الأوروبية، بل بدأت في السعي الحثيث لشراء "وصفة النجاح" نفسها، عبر محاولة استقطاب العقول التي تصنع أمجاد الأندية العالمية.

ويتجسد هذا التوجه الجديد في الأنباء المدوية القادمة من إسبانيا، والتي تتحدث عن منافسة سعودية شرسة بين ناديي النصر والأهلي، ليس على لاعب كرة قدم، بل على أحد أهم مهندسي الإدارة الرياضية في نادي برشلونة، وكاتم أسرار نجاحاته الحديثة.


إقرأ ايضاً:لتمكين المرأة السعودية.. وزارة الصحة تعيّن أول امرأة في منصب مديرة فرعوسط أجواء تنافسية مفعمة بالحماس والترقب...عشرة أشواط حماسية تنتظر جماهير الهجن في نجران اليوم

فقد كشفت تقارير إعلامية متطابقة في أوروبا، أن الناديين السعوديين الكبيرين يخوضان مفاوضات متقدمة مع رافائيل يوستي، نائب رئيس نادي برشلونة، بهدف إقناعه بقبول تحدٍ جديد، وتولي منصب الرئيس التنفيذي، وقيادة المشروع الرياضي لأحدهما في المرحلة المقبلة.

إن هذه الخطوة، إن تمت، ستمثل سابقة من نوعها، فهي لا تعني مجرد تعيين إداري رفيع المستوى، بل هي محاولة واضحة لاستيراد "نموذج برشلونة" الإداري والفني بالكامل، وتطبيقه في الملاعب السعودية، وهو النموذج الذي أثبت نجاحه في تحقيق البطولات وتطوير المواهب وبناء علامة تجارية عالمية.

ويعتبر رافائيل يوستي هو الرجل الأمثل لهذه المهمة، فهو ليس مجرد مسؤول إداري، بل هو الذراع اليمنى للرئيس خوان لابورتا، والشخصية الأكثر تأثيرًا في القرارات الرياضية داخل النادي، من حسم صفقات اللاعبين، إلى إدارة العلاقة مع الجهاز الفني، والحفاظ على استقرار غرفة الملابس.

ولذلك، فإن اهتمام النصر والأهلي به، هو اهتمام بفكره وخبرته وشبكة علاقاته الواسعة، ورغبة في الحصول على الأسرار التي مكنت برشلونة من تجاوز أزماته المالية المعقدة، والعودة للمنافسة بقوة على الألقاب المحلية والقارية.

فالأندية السعودية الكبرى أدركت أن بناء فريق عالمي لا يكتمل فقط بالتعاقد مع نجوم مثل كريستيانو رونالدو أو رياض محرز، بل يتطلب وجود منظومة إدارية وفنية خلف الكواليس، تعمل بنفس القدر من الاحترافية والكفاءة التي تتمتع بها الأندية الأوروبية.

ويبدو أن العرض المقدم لـ "يوستي" يتجاوز الإغراءات المالية، ليشمل منحه مشروعًا رياضيًا متكاملًا، بصلاحيات مطلقة كرئيس تنفيذي، وقدرة على تطبيق فلسفته الإدارية على أرض خصبة، وبدعم مالي سخي، وهو تحدٍ من الصعب أن يرفضه أي إداري طموح يسعى لبناء إرث خاص به.

هذا العرض السعودي يضع إدارة برشلونة في موقف لا تحسد عليه، فخسارة يوستي في هذا التوقيت الحساس، ستكون بمثابة ضربة قوية لمشروع الرئيس لابورتا، وستخلق فراغًا إداريًا كبيرًا يصعب تعويضه، خاصة في ظل الأوضاع المالية الدقيقة التي يمر بها النادي.

إن الصراع المحتدم بين النصر والأهلي على توقيع "يوستي"، هو دليل آخر على قوة المنافسة في دوري روشن، وأن السباق بين الأندية لم يعد يقتصر على الصفقات داخل الملعب، بل امتد ليشمل استقطاب أفضل الكفاءات في كافة المجالات.

هذه الخطوة، التي يمكن وصفها بـ "شراء العقل المدبر"، تمثل المرحلة الثالثة والأكثر أهمية في تطور مشروع كرة القدم السعودية، فبعد مرحلة استقطاب النجوم العالميين، ومرحلة جلب المدربين الكبار، تأتي الآن مرحلة بناء المؤسسات الرياضية المحترفة من القمة.

إن الهدف من هذه الخطوة ليس تحقيق نتائج آنية فقط، بل هو بناء منظومة مستدامة قادرة على تطوير المواهب، وتحقيق أرباح مالية، والمنافسة على أعلى المستويات لسنوات طويلة قادمة، وهو جوهر التحول الذي تسعى إليه الرياضة السعودية.

ويبقى العالم يترقب الآن القرار النهائي للمسؤول الإسباني، الذي يجد نفسه أمام خيارين مصيريين، إما البقاء في منصبه المرموق في أحد أكبر أندية العالم، أو قبول التحدي والمغامرة والمجد المحتمل في المشروع الرياضي الأكثر طموحًا على وجه الأرض.

وفي كل الأحوال، فإن مجرد وصول المفاوضات السعودية إلى هذا المستوى من الإدارة العليا في نادٍ بحجم برشلونة، هو تأكيد على أن دوري روشن قد أصبح قوة جاذبة لا يمكن تجاهلها، ليس فقط للاعبين، بل لصناع القرار في عالم كرة القدم.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية