على مساحة 610 آلاف متر.. أمانة الشرقية تطلق كورنيش الدمام في ثوبه الجديد
أعلنت أمانة المنطقة الشرقية عن إطلاق مشروع تطوير كورنيش الدمام بمساحة تتجاوز 610 آلاف متر مربع، في خطوة تهدف إلى تعزيز الجاذبية السياحية للواجهة البحرية للمدينة، وتقديم تجربة ساحلية عصرية تتماشى مع طموحات التنمية الحضرية في المنطقة.
ويُعد المشروع أحد أهم مشاريع التحسين العمراني التي تتبناها الأمانة ضمن برامج جودة الحياة، ويمتد المشروع على طول الشريط الساحلي لكورنيش الدمام، ويهدف إلى إعادة تشكيل مكونات المكان بهوية بصرية جديدة مستوحاة من الطبيعة البحرية للمنطقة الشرقية.
إقرأ ايضاً:تصل إلى 45 مئوية.. موجة حارة تقترب من الذروة في قلب المملكة اليوممالكوم: الهلال جاهز لعبور فلومينينسي ومواصلة حلم المونديال
وتشمل أعمال التطوير تحسين الممرات، والمساحات الخضراء، وعناصر الترفيه، والخدمات الذكية التي تجعل الكورنيش أكثر حيوية وجاذبية، ويأتي المشروع ضمن رؤية شاملة لتحسين المشهد الحضري وتعزيز البنية التحتية للمدن الساحلية، حيث تسعى الأمانة إلى تحقيق التكامل بين المرافق العامة والأنشطة الترفيهية والسياحية، مما يسهم في رفع مستوى رضا السكان والزوار على حد سواء.
وقد تم اعتماد تصاميم متطورة تدمج بين الحداثة والخصوصية البيئية، وأكدت أمانة الشرقية أن المشروع سيحافظ على الطابع الطبيعي للكورنيش مع إدخال عناصر حديثة تعزز من الاستخدام المستدام للمكان، وتفتح آفاقًا أوسع للأنشطة المجتمعية.
وسيتم تخصيص مساحات للمشي، وركوب الدراجات، والرياضات البحرية، إضافة إلى مناطق مخصصة للعائلات، ويُتوقع أن يسهم المشروع في دعم الحركة السياحية الداخلية، لا سيما في ظل الإقبال المتزايد على المناطق البحرية في المملكة خلال المواسم المختلفة.
ويأتي هذا التطوير في إطار مستهدفات رؤية السعودية 2030 التي تُولي اهتمامًا كبيرًا برفع جودة الحياة وتوفير بيئات حضرية جاذبة، وسيتم تنفيذ المشروع على مراحل تضمن استمرارية الخدمات الحالية، مع تقليل الإغلاق أو التعطيل للمرافق القائمة.
وقد أوضحت الأمانة أنها تعمل وفق جدول زمني دقيق يراعي مصالح سكان الدمام والزوار، مع ضمان أعلى معايير الجودة في التنفيذ والتشطيب، ويُعد الكورنيش من أبرز المعالم الجاذبة في المنطقة الشرقية، ويحظى بإقبال واسع من العائلات والسياح، ما يجعله موقعًا استراتيجيًا لإقامة الفعاليات والمهرجانات والمبادرات المجتمعية.
ومن هنا، يأتي هذا التطوير ليلبي تطلعات الجمهور ويعكس تطور الخدمات البلدية، وستعتمد هوية المشروع الجديدة على تصميم عمراني يجمع بين الطابع المحلي لبيئة الخليج العربي والمفاهيم العالمية في تنظيم الواجهات البحرية، بما في ذلك استخدام المواد المستدامة، والإضاءة الذكية، ونظام الري الموفر للطاقة.
كما سيتم الحفاظ على الغطاء النباتي وتوسيعه بشكل محسوب، وفي سياق متصل، أكدت أمانة الشرقية أن المشروع يندرج ضمن مشاريع التحول الحضري التي تهدف إلى تحويل المدن إلى بيئات تفاعلية، تنبض بالحياة وتدعم مختلف الأنشطة اليومية.
وسيتم إشراك المجتمع في مراحل التطوير من خلال ورش عمل واستطلاعات رأي لتلبية احتياجات المستخدمين الفعليين، كما ستُخصص مساحات للأنشطة الثقافية والفنية، تشمل مناطق للعروض المفتوحة ومواقع للفنانين والمبدعين المحليين، بما يعزز من الطابع الإنساني للمكان ويجعله مساحة نابضة بالتنوع والتفاعل.
وتسعى الأمانة من خلال ذلك إلى جعل الكورنيش مركزًا حضاريًا يربط بين الإنسان والمكان، ويأتي هذا المشروع بالتزامن مع سلسلة مشاريع تطويرية أخرى في مدن المنطقة الشرقية، في ظل توجه الدولة نحو تحسين المرافق العامة ورفع كفاءة المدن بما يتماشى مع متطلبات النمو السكاني والتوسع العمراني.
وتؤكد هذه المشاريع التزام الأمانة بتنفيذ خططها الاستراتيجية على أرض الواقع، ولفتت الأمانة إلى أن المشروع سيُدار وفق آليات رقابية متقدمة تضمن التزام المقاولين بالمواصفات الفنية والمدة الزمنية، مع إشراك الجهات ذات العلاقة في متابعة سير العمل وتحديث البيانات بصفة دورية.
وسيتم استخدام تقنيات البناء الحديثة لتسريع التنفيذ وخفض التكاليف التشغيلية لاحقًا، ويتوقع أن يسهم تطوير كورنيش الدمام في خلق فرص استثمارية واعدة للقطاع الخاص، من خلال توفير مساحات مؤهلة للمطاعم والمقاهي والخدمات الترفيهية، مما يحفز البيئة الاقتصادية في المدينة ويوفر وظائف مباشرة وغير مباشرة للمواطنين.
وتؤمن أمانة الشرقية أن الواجهات البحرية هي القلب النابض للمدن الساحلية، ومن هنا جاءت أهمية هذا المشروع لتفعيل أدوارها في الترفيه والاقتصاد والمجتمع، ويُعد كورنيش الدمام بنسخته الجديدة نموذجًا للتكامل بين التصميم الحديث والهوية المحلية، ما يجعله مشروعًا يستحق الترقب والاهتمام.