معركة الذكاء الاصطناعي.... ميتا تحارب OpenAI بخبرات جديدة!

في ظل المنافسة الشديدة التي يشهدها قطاع الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، تواصل شركة ميتا جهودها لاستقطاب أبرز المواهب التقنية من داخل شركة OpenAI، حيث كشفت تقارير حديثة عن انضمام أربعة باحثين بارزين من OpenAI إلى صفوف فريق ميتا، في موجة توظيف واسعة أثارت جدلاً واسعاً في أوساط الصناعة التكنولوجية.
وأوضحت مصادر إعلامية، من بينها موقع "The Information"، أن الباحثين الجدد الذين انضموا إلى ميتا هم شينغجيا زاو، جياهوي يو، شوتشاو بي، وهونغيو رين، لينضموا بذلك إلى الباحث المعروف تراپيت بانسال، الذي انضم إلى الشركة قبل أيام قليلة وفقاً لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال".
إقرأ ايضاً:مشهد لا ينسى.... الهلال يفجرها بهدفين التعادل في شباك مانشستر سيتي!بلانيس يحسم الجدل حول شائعة الرحيل... والاتحاد قادم بصفقات نارية!
هذه التحركات جاءت في وقت حساس، حيث يسعى كل من ميتا وOpenAI إلى تعزيز قدراتهما البحثية في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في تطوير النماذج اللغوية الكبيرة والتقنيات المتقدمة ذات الصلة.
يرى المحللون أن هذه الموجة من التوظيف تأتي في أعقاب إطلاق ميتا لنموذج الذكاء الاصطناعي "Llama 4" في أبريل الماضي، والذي لم يحقق الأداء المتوقع من قبل الإدارة العليا للشركة، على رأسها مارك زوكربيرغ.
وقد تعرضت ميتا لانتقادات لاذعة عقب استخدام إحدى نسخ النموذج في اختبارات قياسية لقياس الأداء، ما دفع الشركة إلى تسريع جهودها في استقطاب الباحثين المتميزين لتعزيز فريقها وتجاوز العقبات التقنية.
من جهتها، لم تغب ردود الفعل عن المشهد، حيث أكد سام ألتمان، المدير التنفيذي لشركة OpenAI، أن ميتا عرضت حوافز مالية كبيرة تصل إلى 100 مليون دولار لجذب الباحثين من شركته، لكنه أشار إلى أن أهم الباحثين لدى OpenAI لم يغادروا حتى الآن، مما يعكس حرص الشركة على الحفاظ على كوادرها الرئيسية وسط المنافسة المتصاعدة.
في المقابل، حاولت ميتا التقليل من حدة التصريحات من خلال حديث أندرو بوسورث، كبير مسؤولي التكنولوجيا في الشركة، الذي أوضح لموظفيه أن مكافآت التوقيع المغرية قد تكون ذات شروط معقدة لا تقتصر فقط على المبالغ المالية، في محاولة لتوضيح الصورة بشأن عمليات التوظيف والتعاقد مع الكفاءات.
تعكس هذه التطورات جانبًا جديدًا من الصراع المحتدم على استقطاب العقول المبدعة في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي بات يمثل المورد الأندر والأكثر قيمة في سوق التكنولوجيا العالمية.
مع توسع تأثير الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، سواء في البحث العلمي أو الإنتاج الصناعي أو حتى في مجالات الأمن السيبراني، أصبح جذب أفضل الباحثين والخبراء ضرورة استراتيجية للحفاظ على موقع ريادي في هذا المجال.
ميتا التي استثمرت بشكل مكثف في مشاريع الذكاء الاصطناعي المفتوح والباحثين، تسعى الآن إلى تقوية حضورها في السوق، خصوصاً في مواجهة منافسة شرسة من شركات مثل OpenAI التي تتصدر المشهد العالمي في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة.
ويبدو أن هذا الصراع على المواهب سيستمر في تصاعده خلال الفترة القادمة، مع توقعات بمزيد من التحركات والتوظيفات التي تهدف إلى بناء فرق بحثية أكثر قوة وابتكارًا.
في النهاية، يمثل هذا التنافس أحد أبرز المؤشرات على أهمية الذكاء الاصطناعي كقاطرة للتكنولوجيا في المستقبل، حيث تحولت الشركات إلى ساحات صراع لاستقطاب أفضل العقول، ليستمر السباق نحو تحقيق اختراقات تكنولوجية قد تغير وجه العالم، ويظل استقطاب الباحثين والمبدعين العامل الأساسي الذي سيرسم ملامح مستقبل هذه الصناعة الديناميكية والمتجددة باستمرار.