خطوة جريئة من يايسله.. الأهلي السعودي يُطيح بـ 4 من محترفيه دفعة واحدة في الميركاتو الصيفي

بدأت إدارة النادي الأهلي السعودي تحركات جادة لإحداث تغييرات كبرى في صفوف الفريق الأول لكرة القدم، مع انطلاق فترة الانتقالات الصيفية، حيث كشفت مصادر إعلامية أن النادي بصدد الاستغناء عن أربعة من أبرز محترفيه الأجانب، في خطوة تعكس الرغبة في إعادة هيكلة شاملة للمنظومة الفنية.
المعلومة جاءت عبر الإعلامي الرياضي مشعل العتيبي، الذي أوضح أن إدارة الأهلي بدأت بالفعل عملية تسويق عقود عدد من اللاعبين غير المرغوب في استمرارهم مع الفريق، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة إستراتيجية لإعادة بناء التشكيل بما يتوافق مع طموحات الموسم الجديد.
إقرأ ايضاً:بعد الخروج من الكونكاكاف.. هل يقود المسحل الأخضر إلى كأس العالم؟6 هزائم في 14 مباراة.. رينارد يعادل رقم مانشيني ويثير القلق الجماهيري
وبحسب العتيبي، فإن الأسماء المدرجة على لائحة المغادرين تشمل أسماء ثقيلة، أبرزها الإيفواري فرانك كيسيه، نجم الوسط الذي تم التعاقد معه وسط آمال كبيرة، لكنه لم يُقدّم الإضافة المنتظرة، ما دفع الإدارة إلى إعادة النظر في استمراره.
كما ضمّت القائمة البرازيلي الشهير روبيرتو فيرمينو، الذي ورغم خبرته الكبيرة وقيمته السوقية، لم يظهر بالشكل الذي يُناسب التطلعات، في وقتٍ واجه فيه صعوبة في التأقلم مع نمط اللعب في دوري روشن السعودي، إضافة إلى تكرار الإصابات وتراجع المعدلات البدنية.
وإلى جانب فيرمينو، يبرز اسم مواطنه أليكس تيليس، الظهير الأيسر الذي لم يُثبت حضوره بشكل مقنع في المنظومة الدفاعية، رغم منحه الفرصة في أكثر من مناسبة، بينما أكمل الفرنسي ألان سانت ماكسيمان رباعي المرشحين للخروج، بعد موسم شابه التذبذب وضعف الحسم في الثلث الأخير من الملعب.
هذه الخطوة، وإن بدت صادمة للجماهير العاشقة للراقي، إلا أنها تنسجم مع المؤشرات الفنية التي ظهرت خلال الموسم الماضي، حيث عانى الفريق من غياب الانسجام ووضوح الهوية، رغم حجم الاستثمارات الكبيرة التي ضُخّت لدعم الفريق بعد عودته إلى دوري المحترفين.
وتُشير مصادر داخل النادي إلى أن المدرب الألماني ماتياس يايسله لعب دورًا محوريًا في تحديد الأسماء التي لا تدخل ضمن خططه الفنية للموسم المقبل، في وقتٍ يسعى فيه إلى تكوين مجموعة متجانسة وقادرة على تنفيذ أفكاره الخططية بشكل مرن وفعّال.
ويبدو أن إدارة الأهلي عازمة على تنفيذ قراراتها دون الالتفات إلى الأسماء أو الشهرة، بل بما يخدم مصلحة الفريق فنيًا، وهو ما يُترجم تحولًا في فلسفة التعاقدات، من التركيز على الأسماء الرنانة إلى البحث عن الانسجام والأداء داخل أرض الملعب.
ورغم أن الرباعي المذكور يمتلك مسيرة مميزة على مستوى الأندية الأوروبية، إلا أن التحديات التي فرضها دوري روشن، من حيث اللياقة البدنية ونسق المباريات العالية، كشفت عن وجود فجوة بين ما يقدمه هؤلاء اللاعبون وما يحتاجه الفريق على أرض الواقع.
في الجهة المقابلة، بدأت إدارة الأهلي في دراسة ملفات عدد من اللاعبين الأجانب البدلاء، حيث دخلت في مفاوضات متقدمة مع عدد من الوكلاء لجلب أسماء ذات نزعة قتالية ومهارية، قادرة على صنع الفارق الفني دون الحاجة إلى فترات طويلة من التأقلم.
وتؤكد التحركات الأخيرة أن الأهلي في طريقه لصيف ساخن مليء بالتغييرات، هدفه إعادة التوازن للفريق وتجهيزه ليكون منافسًا قويًا في جميع البطولات، خصوصًا بعد موسم لم يرقَ إلى مستوى الطموحات، سواء على صعيد النتائج أو جودة الأداء الجماعي.
الجماهير من جانبها أبدت انقسامًا واضحًا في التعاطي مع هذه الأنباء، حيث يرى البعض أن القرار تأخر كثيرًا وكان يجب اتخاذه في منتصف الموسم، بينما يرى آخرون أن تغيير هذا العدد من المحترفين دفعة واحدة قد يؤثر على استقرار الفريق في بداية الموسم الجديد.
لكن الإدارة تبدو حازمة في موقفها، وتؤكد أن إعادة البناء تتطلب قرارات صعبة، خاصة في ظل المنافسة الشرسة التي يشهدها الدوري السعودي، والذي لم يعد يقبل بالحلول الوسط، ويحتاج إلى لاعبين على قدر عالٍ من الجاهزية الفنية والالتزام التكتيكي.
هذه التحركات تؤشر إلى مرحلة جديدة في مسار النادي، عنوانها الانضباط الفني والتخلي عن المجاملات، وهي إشارات واضحة بأن الأهلي يرغب في استعادة مكانته كأحد أعمدة الكرة السعودية، لا من خلال الأسماء فقط، بل من خلال الأداء والنتائج.