الهلال يستعيد نجمه المصاب قبل اختبار مانشستر سيتي

تنفّس الجهاز الفني لنادي الهلال بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاجي الصعداء، بعد أن شهدت تدريبات الفريق الأخيرة مشاركة اللاعب مصعب الجوير، لاعب الوسط، عقب فترة غياب بسبب إصابة في الركبة أثارت بعض القلق داخل أروقة النادي في الأيام الماضية.
عودة الجوير جاءت في توقيت بالغ الأهمية، حيث يستعد الهلال لملاقاة مانشستر سيتي في لقاء ودي مرتقب خلال المعسكر الخارجي المقام في الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن استعدادات الفريق للموسم الجديد، وهي مواجهة تحمل طابعًا فنيًا وترويجيًا كبيرًا في آنٍ واحد.
إقرأ ايضاً:بعد الخروج من الكونكاكاف.. هل يقود المسحل الأخضر إلى كأس العالم؟6 هزائم في 14 مباراة.. رينارد يعادل رقم مانشيني ويثير القلق الجماهيري
وكان اللاعب الشاب قد خضع لبرنامج علاجي وتأهيلي مكثف منذ أن شعر بآلام في ركبته، ما اضطر الجهاز الفني لاستبعاده من التدريبات الجماعية في الفترة الماضية، حرصًا على سلامته وضمان جاهزيته التامة قبل الزج به في المباريات.
وشكّلت عودة الجوير دفعة معنوية كبيرة للمدرب إنزاجي، الذي يعتمد على اللاعب كأحد العناصر الواعدة في خط الوسط، نظرًا لقدراته الفنية العالية، وتحركاته الذكية، فضلًا عن التزامه التكتيكي في أرضية الميدان، وهو ما يُضفي توازنًا فنيًا في تشكيل الفريق.
ورغم صغر سنه، استطاع الجوير أن يلفت الأنظار إليه منذ صعوده للفريق الأول، حيث قدم مستويات جيدة في مشاركاته السابقة، ويُنظر إليه باعتباره أحد الأعمدة المستقبلية التي يعوّل عليها الهلال في تعزيز حضوره الفني محليًا وآسيويًا.
وشهدت تدريبات الهلال التي أُقيمت على ملعب نادي ناشفيل حضورًا إعلاميًا لافتًا، حيث سُمح لوسائل الإعلام بتغطية الحصة التدريبية، وسط أجواء إيجابية تعكس رغبة الفريق في تقديم صورة قوية خلال مواجهاته التحضيرية، وعلى رأسها اللقاء المنتظر أمام بطل أوروبا مانشستر سيتي.
وبدا اللاعبون في حالة تركيز وجدية خلال الحصة التدريبية، حيث ركز إنزاجي على الجوانب البدنية والتكتيكية، مع تقسيم اللاعبين إلى مجموعات خضعت لتمارين مكثفة، تخللتها جمل فنية تهدف إلى رفع الإيقاع وتثبيت بعض الأنماط الخططية استعدادًا للمواجهة القادمة.
وعقب انتهاء التدريبات، غادرت بعثة الهلال مدينة ناشفيل متجهة إلى مدينة أورلاندو، ضمن جدول المعسكر التحضيري الذي يشمل التنقل بين عدة مدن أمريكية، حيث يخوض الفريق خلالها سلسلة من المباريات الإعدادية، في تجربة جديدة تهدف إلى رفع جاهزية اللاعبين بدنيًا وذهنيًا.
يُذكر أن المعسكر الخارجي للهلال يأتي في إطار استعداداته الشاملة لخوض منافسات الموسم الكروي الجديد، الذي يُتوقع أن يكون أكثر صعوبة وتنافسًا في ظل تدعيم الأندية المحلية لصفوفها بعدد من الصفقات الأجنبية المميزة، وارتفاع مستوى التحديات الفنية.
ويأمل إنزاجي أن تُسهم هذه الفترة التحضيرية في بناء الانسجام داخل المجموعة، خاصة بعد التعاقد مع لاعبين جدد في عدة مراكز، ما يتطلب وقتًا لاستيعاب الأفكار الخططية، وتثبيت الأدوار داخل الملعب، قبل العودة لخوض المنافسات الرسمية محليًا وآسيويًا.
من جانبه، لاقت مشاركة الجوير ترحيبًا واسعًا من زملائه، حيث ظهر في الصور المتداولة وهو يشارك في التمارين بروح عالية، ما يعكس تجاوزه الكامل للإصابة، واستعداده للمساهمة في المباريات المقبلة، بدءًا من المواجهة القوية أمام مانشستر سيتي.
وبينما يترقب عشاق الهلال أداء الفريق في أولى مبارياته الودية بالمعسكر الأمريكي، فإن عودة مصعب الجوير قد تشكل أحد أبرز عناوين اللقاء، خصوصًا إذا قرر إنزاجي منحه دقائق للظهور، من أجل اختبار جاهزيته الميدانية، وإعادته تدريجيًا إلى أجواء المباريات.
ويُعد اللقاء أمام مانشستر سيتي فرصة ذهبية للاعبين الشباب في الهلال لإثبات قدراتهم أمام فريق عالمي يضم نخبة من أبرز نجوم العالم، وهي فرصة قلما تتكرر، ومن شأنها أن تمنح الجهاز الفني رؤية أوضح حول الجاهزية الفنية والنفسية للاعبين.
الهلال، الطامح لاستعادة أمجاده القارية، يعوّل على استقرار فني بقيادة إنزاجي، وعلى عناصر واعدة مثل الجوير، ليشكّل توليفة تجمع بين الخبرة والحيوية، بما يضمن للفريق التوازن الذي يحتاجه في طريق العودة إلى منصات التتويج في موسم مزدحم بالاستحقاقات.