لأول مرة في تاريخها.. شركة طيران صينية كبرى تهبط في مطار جدة برحلة مباشرة.. فما هي؟
دشّن مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة أولى الرحلات الجوية المباشرة القادمة من الصين، عبر شركة "هاينان" للطيران، في خطوة جديدة تعزز العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية، وتفتح آفاقًا أوسع للتبادل السياحي والتجاري بين البلدين.
الرحلة الافتتاحية التي هبطت في صالة 1، قادمة من العاصمة الصينية بكين، شهدت استقبالًا رسميًا وتنظيمًا احتفاليًا خاصًا بهذه المناسبة، حيث كان في مقدمة المستقبلين عدد من مسؤولي المطار وهيئة الطيران المدني، إضافة إلى ممثلين عن شركة "هاينان" الصينية.
إقرأ ايضاً:"ليلة لا تقبل القسمة على اثنين".. الأخضر يضع لمساته الأخيرة قبل "معركة" ربع النهائيتطور غير مسبوق.. صفقة تبادلية تاريخية بين الهلال والنصر تهز الأوساط الرياضية
وتُعد هذه الخطوة جزءًا من جهود الهيئة العامة للطيران المدني لتعزيز الربط الجوي بين المملكة والدول ذات الثقل الاقتصادي والسياحي، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنمية قطاع النقل الجوي وتوسيع الشراكات الدولية.
الخط الجديد يُمثّل أول رحلة مباشرة بين بكين وجدة عبر "هاينان"، وهو ما من شأنه أن يرفع من وتيرة الحركة الجوية بين البلدين، لا سيما في ظل تنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية والسياحية بين الرياض وبكين خلال السنوات الأخيرة.
وتأتي هذه الخطوة ضمن سلسلة من الاتفاقيات والتفاهمات التي أُبرمت خلال السنوات الماضية لتعزيز الربط الجوي بين المملكة والصين، والتي شملت فتح المزيد من الوجهات المباشرة وتيسير الإجراءات المتعلقة بالسفر.
وقد أعربت شركة "هاينان" للطيران عن تطلعها لتوسيع عملياتها في السعودية، مؤكدة أن السوق السعودي يُعد من الوجهات الواعدة في الشرق الأوسط، وأن الخط الجديد سيوفر خدمات ذات جودة عالية للمسافرين من كلا الجانبين.
ويُتوقع أن تسهم هذه الرحلات في تنشيط حركة السياحة، خصوصًا بعد التسهيلات التي قدمتها المملكة للزوار الصينيين، إلى جانب اهتمام السياح السعوديين المتزايد بالوجهات الآسيوية التي توفر تنوعًا ثقافيًا وتجارب سياحية مختلفة.
ويُنتظر أن تفتح هذه الرحلات المجال أمام زيادة في وفود رجال الأعمال والمستثمرين بين الجانبين، مما يدعم العلاقات التجارية التي تشهد نموًا مطردًا، لا سيما في مجالات الطاقة والتقنية والبنية التحتية.
ويأتي هذا التطور في وقت تستعد فيه جدة لاستقبال موسم سياحي نشط، إذ تُعد من أبرز وجهات المملكة السياحية، لما تحمله من مقومات تاريخية وثقافية وبحرية تجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
من جانبها، أكدت إدارة مطار الملك عبدالعزيز الدولي جاهزيتها الكاملة للتعامل مع الزيادة المتوقعة في عدد الرحلات الدولية، مشيرة إلى أن البنية التحتية الحديثة للمطار تسهم بشكل مباشر في توفير تجربة سفر مميزة للمسافرين.
كما لاقى الخط الجديد ترحيبًا واسعًا من قبل المسافرين الذين رأوا فيه تسهيلاً كبيرًا للربط المباشر بين جدة وبكين، دون الحاجة إلى المرور بمحطات توقف متعددة، وهو ما يوفر الوقت والجهد بشكل كبير.
ويُتوقع أن تسهم هذه الخطوة في تعزيز دور جدة كمركز محوري للرحلات الدولية، بما يدعم توجهات المملكة في جعل قطاع الطيران المدني أحد الركائز الاقتصادية غير النفطية المهمة.
وتعكس هذه المبادرة جدية المملكة في مواكبة النمو العالمي في قطاع النقل الجوي، والتوجه نحو تنويع شركائها من مختلف القارات، وهو ما يعزز حضورها الاستراتيجي في الساحة الدولية.
ويُنتظر أن تستمر موجة الانفتاح الجوي مع دول آسيا خلال الفترة المقبلة، مع توقعات بزيادة عدد الشركات الآسيوية العاملة في المملكة، مما يسهم في دعم جهود المملكة لفتح آفاق جديدة أمام الاقتصاد والسياحة.