"الخطأ ممنوع".. كيف يضع النظام الجديد للبطولة الفرق العربية أمام تحدي "الفرصة الواحدة"؟

بينما خيّم الحزن على جماهير الكرة العربية بخروج الأهلي المصري المبكر من كأس العالم للأندية، تحوّلت الأنظار سريعًا إلى الفرق العربية المتبقية التي ما زالت تسير في طريق شائك نحو الحلم العالمي، في بطولة تجمع عمالقة اللعبة من مختلف القارات.
الأهلي، أحد أكثر الفرق مشاركة في البطولة وصاحب التاريخ العريق، غادر المنافسة من الدور الأول، تاركًا وراءه تساؤلات كثيرة حول مستقبل العرب في البطولة، وفرص الأندية الشقيقة في استكمال المشوار الصعب، والذهاب بعيدًا في طريق ملغّم بالنجوم والأسماء الثقيلة.
إقرأ ايضاً:رسميا.. ضمنك يعلن مدرب الفريق الجديد "عقل برتغالي مخضرم"درجات حرارة تلامس الـ48 وأتربة تخنق الأجواء.. تحذير عاجل لمنطقة الشرقية
في النسخة الحالية التي تُقام بنظام جديد وبمشاركة 32 فريقًا، تمثّلت الفرق العربية في أربعة أندية بخلاف الأهلي: الهلال السعودي، الوداد المغربي، الترجي التونسي، والعين الإماراتي، وجميعهم دخلوا البطولة بطموحات تتراوح بين الحلم والواقعية.
الهلال السعودي، الذي قدّم نسخة استثنائية في البطولات السابقة وبلغ النهائي في 2022، لا يزال يُعتبر المرشح العربي الأبرز لتقديم أداء مشرف، رغم وقوعه في مجموعة صعبة تضم ريال مدريد وباتشوكا وسالزبورغ، المجموعة لا ترحم، لكن الهلال يملك أوراقًا هجومية وخبرة قارية تجعله قادرًا على قلب التوقعات.
أما الترجي التونسي، الذي يشارك في البطولة للمرة الخامسة، فقد اعتاد على الخروج المبكر في النسخ السابقة، ومع وقوعه في مجموعة نارية تضم تشيلسي وفلامينغو وليون المكسيكي، تبدو فرصة هذه المرة محصورة في الظهور المشرف لا أكثر، إلا إذا أحدث مفاجأة مدوية تخلط أوراق الجميع.
الوداد المغربي والعين الإماراتي، وجها لوجه في مجموعة واحدة بجانب مانشستر سيتي ويوفنتوس، وهنا تكمن الحكاية الأهم، الفريقان العربيان يواجهان اختبارًا مزدوجًا: مواجهة بعضهما أولًا، ثم مواجهة أندية من النخبة الأوروبية في معركة تبدو غير متكافئة على الورق، لكنها تحتمل المفاجآت.
الوداد، بطل إفريقيا 2022، يمتلك لاعبين أصحاب خبرة، لكنه لم يظهر مؤخرًا بأفضل حالاته، المباراة أمام العين ستكون مفتاح عبوره، لأن الفوز العربي هنا يعني بقاء أحدهما في المنافسة على حساب الآخر، ويزيد من فرص التأهل لو تمكّن من خطف نقطة أو أكثر من أحد العملاقين الأوروبيين.
العين، من جانبه، سبق أن فاجأ العالم في نسخة 2018 حين بلغ النهائي، وأثبت حينها أن الروح والاندفاع يمكن أن يتفوقا على الفوارق الفنية، إذا أعاد الفريق الإماراتي سيناريو البطولة التاريخية، فربما يكرّر المسار نفسه ويصل لأدوار بعيدة رغم صعوبة الخصوم.
الفرق الأربعة العربية تسير على خيط رفيع بين الحلم والوداع، حيث لا يُسمح بأي خطأ، ولا يوجد مجال للتعويض، في النظام الجديد لا يرحم، وعدد المباريات القليلة يجعل كل نقطة مسألة حياة أو خروج من الباب الضيق.
الواقع يقول إن التحديات كبيرة، لكن كرة القدم علمتنا أن المستحيل ليس قاعدة ثابتة، من كان يتوقّع أن يُقصي العين فريق ريفر بليت؟ ومن ظنّ أن الهلال سيتخطى فلامينغو؟ الأمر يتعلّق كثيرًا بالتركيز والقراءة الفنية والجرأة في الملعب.
الجماهير العربية لا تزال تترقب، والأمل قائم في أن يحمل أحد هذه الأندية الراية بعد سقوط الأهلي، الذي كان كثيرون يراهنون عليه كصاحب خبرة وثبات في البطولات العالمية، لكن سقوطه جاء صادمًا وأعاد الحسابات من جديد.
صحيح أن الفرق العربية ستواجه أندية أوروبية وأمريكية مدجّجة بالنجوم، لكن عامل المفاجأة يبقى قائمًا، والرهان على الروح والإرادة والعزيمة قد يصنع لحظة فارقة تغيّر مجرى البطولة، كما حدث في نسخ سابقة.
إذا ما تمكن أحد الفريقين العربيين من كسب مواجهته المباشرة ضد الآخر، وأظهر انضباطًا تكتيكيًا وذكاء أمام الفرق الكبرى، فقد نكون أمام تأهل تاريخي ومفاجئ يُعيد الأمل للجماهير التي شعرت بالخذلان من وداع الأهلي.
الكرة الآن في ملعب الفرق الأربعة المتبقية، والأيام القادمة ستحمل الإجابة عن سؤال ظل يطرق أبواب التوقعات منذ بداية البطولة: هل نرى علمًا عربيًا يرفرف في الأدوار الإقصائية، أم أن كل الآمال ستتبخر مبكرًا كما حدث في مرات كثيرة من قبل؟