بعد أداء متذبذب.. السوق السعودي يعود للصعود بـ248 سهمًا

أنهى مؤشر السوق المالية السعودية "تداول" جلسة اليوم على ارتفاع ملحوظ، ليغلق عند مستوى 10964 نقطة، وسط تداولات نشطة دعمتها مكاسب واسعة في معظم القطاعات، وصعود أسهم 248 شركة.
وشهدت الجلسة تداولات فاقت 6 مليارات ريال، عكست حالة من التفاؤل في أوساط المستثمرين، بعد أداء متوازن للأسواق العالمية واستقرار نسبي في أسعار النفط، ما أعاد بعض الزخم الإيجابي للسوق المحلي.
إقرأ ايضاً:رسميا.. ضمنك يعلن مدرب الفريق الجديد "عقل برتغالي مخضرم"درجات حرارة تلامس الـ48 وأتربة تخنق الأجواء.. تحذير عاجل لمنطقة الشرقية
وساهمت مجموعة من الأسهم القيادية في دعم المؤشر، حيث ارتفعت أسهم شركات كبرى في قطاعات الطاقة والبنوك والاتصالات، ما منح السوق دفعة قوية نحو تجاوز الضغوط التي تعرض لها في الجلسات الماضية.
وكان لافتًا اتساع رقعة المكاسب، حيث ارتفعت أسهم 248 شركة مقابل تراجع 61 فقط، في مؤشر على تحسّن معنويات المتداولين واتجاههم نحو الشراء في قطاعات متنوعة، خصوصًا الصناعات التحويلية والتأمين والمواد الأساسية.
قطاع البنوك تصدّر المشهد من حيث التأثير على المؤشر، مع صعود أسهم مصرف الراجحي والبنك الأهلي، بينما سجلت شركات الأسمنت والنقل أداءً إيجابيًا أيضًا، في ظل توقعات بنمو الإنفاق على المشاريع الكبرى.
كما شهدت شركات الرعاية الصحية والبتروكيماويات نشاطًا ملحوظًا، في إشارة إلى تزايد الاهتمام بالقطاعات الدفاعية والمستقرة نسبيًا، وسط ترقّب لإعلانات نتائج الربع الثاني من العام الجاري.
وكانت أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة حاضرة بقوة في قائمة الأكثر صعودًا، حيث سجّلت بعضها ارتفاعات تجاوزت 7%، بدعم من أخبار جوهرية أو تحركات مضاربية مكثفة.
من جهة أخرى، شهدت بعض الأسهم ضغطًا بيعًا في نهاية الجلسة، خاصة في قطاع التجزئة، الذي لا يزال يواجه ضغوطًا موسمية وسط تراجع الإنفاق الاستهلاكي خلال أشهر الصيف.
ويرى محللون أن إغلاق المؤشر فوق مستوى 10900 نقطة يحمل إشارة فنية إيجابية، تعزز فرص العودة إلى مستوى 11 ألف نقطة مجددًا في حال استمرت السيولة بالزخم الحالي خلال الجلسات المقبلة.
واعتبر المراقبون أن السوق بات أقرب إلى استقرار نسبي، خاصة بعد فترة من التذبذب المرتبط بالعوامل الخارجية مثل أسعار الفائدة الأميركية وتغيرات الأسواق العالمية.
وتوقع محللو البنوك الاستثمارية أن تساهم نتائج الشركات للنصف الأول من 2025 في تحديد الاتجاه المقبل للمؤشر، حيث تُنتظر إعلانات مالية من شركات مؤثرة خلال الأيام القادمة.
كما يراقب المستثمرون مؤشرات التضخم وأسعار النفط، التي لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في توجيه السوق السعودي، خصوصًا في ظل ارتباطه الوثيق بالاقتصاد الكلي وأداء الميزانية العامة للدولة.
ويأتي صعود اليوم بعد جلسات متباينة في الأسبوع الجاري، حيث اتسم الأداء العام بالتردد، ما يجعل المكاسب الحالية ذات أهمية نفسية للمستثمرين الباحثين عن إشارات دخول آمنة.
ومع اختتام الجلسة، بدأت التوقعات تتجه نحو استقرار نسبي في الأداء خلال الفترة القادمة، مدعومًا بعمق السوق وتنوّع القطاعات، في ظل ثقة متزايدة بالاقتصاد السعودي وقدرته على مواجهة التقلبات الإقليمية والعالمية.