وزارة التعليم السعودية تراجع تجربة الثلاث فصول.. والقرار خلال أسابيع

وزارة التعليم السعودية تراجع تجربة الثلاث فصول.. والقرار خلال أسابيع
كتب بواسطة: بكري العدل | نشر في  twitter

تشير مصادر مطلعة في وزارة التعليم السعودية إلى أن الجهة المعنية تدرس حاليًا تعديل نظام التقويم الدراسي، وسط تزايد الحديث في الأوساط التعليمية والإعلامية عن احتمالية عودة نظام الفصلين الدراسيين بدلًا من النظام الثلاثي المعمول به منذ نحو ثلاثة أعوام.

وبحسب ما يتم تداوله من تسريبات غير رسمية، فإن الوزارة تعكف على تقييم شامل لتجربة التقويم الدراسي الحالي، بما يشمل آراء المعلمين، وأولياء الأمور، والطلبة، إلى جانب مؤشرات الأداء التعليمي، ومدى تأثير النظام الحالي على العملية التربوية وسير المناهج.


إقرأ ايضاً:وزارة الدفاع تفتح باب القبول بالكليات العسكرية 1446هـ في هذا الموعدفي تدخل طبي عاجل.. كيف أنقذ أطباء مكة حياة معتمرة يمنية من "مرض قاتل"؟

من المنتظر أن تعلن وزارة التعليم قرارها الرسمي خلال أسابيع قليلة، في خطوة قد تُحدث تغييرًا لافتًا في شكل العام الدراسي، إذا ما تم إقرار العودة إلى نظام الفصلين الذي كان سائدًا لعقود قبل إدخال التعديل الثلاثي في عام 2021.

النظام الثلاثي كان قد أُقر في إطار رؤية تطوير التعليم وربط التقويم الدراسي مع أهداف الرؤية الوطنية 2030، واستهدف تعزيز عدد الأيام الدراسية الفعلية، ورفع كفاءة استثمار الوقت داخل الفصول، إلى جانب تقليل فترات الانقطاع الطويلة.

لكن خلال السنوات الماضية، ظهرت بعض الملاحظات الميدانية من الكوادر التربوية وأولياء الأمور، ركزت في معظمها على التشتت الذهني للطلاب بسبب كثرة الفترات الدراسية والاختبارات، إلى جانب عدم وجود فاصل زمني كافٍ يُعيد النشاط بشكل فعّال بعد كل فصل.

الوزارة من جهتها لم تصدر أي بيان رسمي حتى الآن بشأن نية التعديل، لكنها في المقابل أبدت منذ فترة استعدادها لمراجعة أي سياسات تنظيمية إذا ثبت أنها تؤثر على جودة المخرجات التعليمية أو تخلق أعباء غير مبررة على الطلاب والمعلمين.

يرى بعض المعلمين أن نظام الثلاثة فصول قدّم مزايا واضحة من حيث تنويع أساليب التقييم وزيادة جرعة التعلم السنوي، لكنه في المقابل لم يمنح فرصة كافية للتعمق في المهارات، بسبب تقارب المقررات وتسارع إيقاع الجداول الدراسية دون فترات استيعاب كافية.

ومن جهة أخرى، يعتقد عدد من أولياء الأمور أن العودة إلى نظام الفصلين ستمنح الطلاب استقرارًا نفسيًا ودراسيًا أفضل، خصوصًا للصفوف المبكرة، حيث يؤثر تكرار الاختبارات والانتقالات المتكررة بين الفصول على تركيز الطفل واستعداده الذهني.

النقاش حول النظام الدراسي لا يتوقف فقط عند عدد الفصول، بل يمتد إلى توزيع الإجازات، ومدة كل فصل، وعدد أيام الدراسة الفعلية، وكلها عناصر مؤثرة في تحديد الهيكل الأمثل للتقويم التعليمي، وهو ما تعمل عليه حاليًا فرق مشتركة داخل الوزارة.

وتشير بعض التوجهات إلى إمكانية تبني صيغة هجينة تدمج بين مزايا النظامين، بحيث تكون هناك مرونة في عدد الفصول أو توزيع المواد، دون العودة التامة إلى الشكل التقليدي أو التمسك الكامل بالنظام الثلاثي، ما يعكس توجه الوزارة نحو التوازن بين التطوير والاستقرار.

في حال تقرر العودة إلى الفصلين، من المتوقع أن يتم ذلك ضمن خطة انتقال تدريجية تبدأ من العام الدراسي المقبل أو الذي يليه، مع تحديث في المناهج وتقويم شامل لعدد الحصص والإجازات والتقييمات النصفية والنهائية.

القرار المرتقب يمثل محور اهتمام كبير في الأوساط التربوية، خصوصًا أن السنة الدراسية باتت مرتبطة بالتزامات تنظيمية عديدة تشمل جداول الجامعات، والإجازات الأسرية، والخطط التعليمية للمؤسسات التدريبية، ما يجعل أي تعديل يتطلب استعدادًا لوجستيًا مسبقًا.

ويُنتظر أن تراعي وزارة التعليم عند اتخاذ قرارها النهائي تجارب الدول الأخرى التي طبقت نظمًا مشابهة، إلى جانب خصوصية البيئة التعليمية في المملكة، واحتياجات المعلمين والطلاب على حد سواء، للوصول إلى نموذج يخدم الأهداف التعليمية والتربوية بشكل متكامل.

الجمهور التربوي يترقب الإعلان الرسمي، وسط حالة من الترقب المشوب بالأمل في أن يتم اتخاذ القرار بناءً على معايير واقعية ونتائج علمية، بعيدًا عن الضغط الإعلامي أو النقاشات الافتراضية، مع التطلع إلى مزيد من الشفافية في عرض أسباب القرار وآثاره.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية