المركز الوطني للأرصاد يحذر من تقلبات جوية في جازان اليوم

شهدت منطقة جازان، صباح اليوم الأحد، حالة من التقلبات الجوية تمثلت في أمطار متوسطة إلى غزيرة على بعض المواقع، مصحوبة برياح نشطة مثيرة للأتربة والغبار، ما تسبب في انخفاض مدى الرؤية الأفقية على عدة طرق رئيسية، التحذيرات الجوية الصادرة من المركز الوطني للأرصاد جاءت واضحة وصريحة في التنويه بضرورة توخي الحذر، خاصة خلال فترات الذروة الصباحية والتنقلات المدرسية.
تواصلت تأثيرات الحالة الجوية على مدينة جيزان والمحافظات التابعة لها منذ فجر اليوم، حيث هطلت الأمطار بشكل متفاوت، تركز بعضها على المرتفعات الشرقية للمنطقة، بينما شهدت السهول والسواحل نشاطًا ملحوظًا في حركة الرياح المصحوبة بالأتربة، وقد امتدت هذه التقلبات لتشمل أجزاء من صبيا وأبو عريش وأحد المسارحة.
إقرأ ايضاً:فرصتك للقبول بالدكتوراه.. جامعة الباحة تنظم اختبار القيادة التربويةتحديثات حساب المواطن: بين الشروط والمبالغ.. الأهلية تحدد القبول والاستحقاق يقرر الدعم
الرياح النشطة المصاحبة للمنخفض أثرت على حركة المرور، خصوصًا في الطرق الرابطة بين المدن الداخلية والساحلية، حيث أفاد شهود عيان بتكوّن موجات غبار كثيف خفّضت الرؤية بشكل مفاجئ، وناشدت الجهات الأمنية سائقي المركبات بضرورة التزام السرعة النظامية وترك مسافة أمان كافية بين السيارات.
الهطولات المطرية، رغم كونها متوسطة في مجملها، إلا أنها استمرت لفترات متقطعة، وتسببت في تجمّعات مائية ببعض الشوارع في مدينة جيزان، الأمر الذي دفع الفرق البلدية إلى استنفار معداتها للتعامل مع مياه الأمطار في المواقع الحرجة التي تتكرر فيها تجمعات المياه سنويًا.
وأوضح المركز الوطني للأرصاد في تقريره الصباحي أن الحالة الجوية ناتجة عن امتداد منخفض سطحي قادم من البحر الأحمر، مترافق مع نشاط رياح جنوبية غربية ترفع من درجات الحرارة في بعض الفترات وتزيد من فرص تكوّن السحب الركامية على المرتفعات، ولفت التقرير إلى أن هذه الحالة متوقعة أن تستمر حتى ساعات المساء الأولى.
محطات الرصد الجوي التابعة لهيئة الأرصاد سجلت سرعة رياح وصلت في بعض الفترات إلى 45 كلم/ساعة، وهو ما يكفي لإثارة الأتربة على المناطق المفتوحة والطرق الزراعية المحيطة بالمدن، كما لوحظ انخفاض في درجات الحرارة صباحًا، حيث سجلت جازان 28 درجة مئوية مع ارتفاع متوقع يصل إلى 34 خلال النهار.
وفي ظل هذه الأجواء، رفعت مديرية الدفاع المدني بمنطقة جازان حالة الجاهزية، وأكدت على متابعة البلاغات الواردة عبر مراكز العمليات على مدار الساعة، كما دعت المواطنين والمقيمين إلى تجنب أماكن تجمع المياه وبطون الأودية التي قد تشهد جريانًا مفاجئًا في حال استمرار الأمطار أو ازدياد حدتها.
على صعيد الخدمات، أعلنت إدارة تعليم جازان أنها تتابع الحالة الجوية بالتنسيق مع الجهات المعنية، ولم تُصدر حتى الآن قرارًا بتعليق الدراسة، إلا أنها شددت على ضرورة متابعة ما يصدر عن القنوات الرسمية بهذا الخصوص، كما فعّلت العديد من المدارس نماذج الطوارئ الخاصة بالتعامل مع الطقس المتقلب.
أما في القطاع الصحي، فقد أكدت صحة جازان على جاهزية مستشفياتها ومراكزها الصحية، مع تفعيل خطط الطوارئ المتعلقة بحالات الربو والحساسية التنفسية الناتجة عن الأتربة المثارة، كما نصحت بعدم التعرض المباشر للغبار، لا سيما كبار السن ومرضى الجهاز التنفسي.
وساهمت الأمطار في تنشيط الغطاء النباتي على المرتفعات الجبلية، حيث ظهرت مشاهد جميلة لبقع خضراء في الداير وفيفا، ما دفع ببعض المواطنين إلى التوجه لمواقع التنزه رغم التحذيرات، وهو ما دفع البلديات إلى إرسال فرق توعوية تحث على تجنب الخروج في أوقات العواصف الترابية.
ولم تُسجَّل حتى لحظة إعداد هذا الخبر أي بلاغات عن حوادث جسيمة أو خسائر بشرية، فيما اقتصرت الأضرار على بعض الأشجار المتساقطة وأعمدة الإنارة التي تأثرت بالرياح، بحسب ما أفادت به أمانة منطقة جازان في بيان مقتضب.
ومن المرتقب أن تشهد الساعات القادمة تراجعًا تدريجيًا في شدة الحالة الجوية، بحسب تحديثات المركز الوطني للأرصاد، مع احتمالية تجدد الأمطار خلال اليومين القادمين، ما يدعو للاستعداد الكامل من الجهات الخدمية وتعاون المواطنين للحفاظ على السلامة العامة.
وتبقى جازان، بما تملكه من تضاريس متنوعة تمتد من البحر إلى الجبل، منطقة شديدة التأثر بالتقلبات المناخية، وهو ما يتطلب تعزيز البنية التحتية ورفع كفاءة التصريف المائي، خاصة في ظل تكرار مشاهد تجمع المياه وانقطاع الطرق في كل موسم ممطر.
بينما يستبشر الأهالي بعودة الأمطار التي تجدد الحياة وتبعث على الخصب، فإن التحديات المرتبطة بإدارتها ما زالت حاضرة، وهو ما يجعل من التنبؤات الدقيقة والاستجابة السريعة أولوية لكل الجهات المعنية، في سبيل تحقيق التوازن بين الأمن البيئي وسلامة المجتمع.