من الترفيه إلى الصناعة.. "إيفنت 360" يكشف كواليس وأسرار قطاع الفعاليات المتنامي في السعودية
في مشهد يتطور بسرعة ويتّسع نطاقه يومًا بعد يوم، شهد قطاع الفعاليات في المملكة العربية السعودية إطلاق منصة جديدة تعكس هذا الزخم، إذ أُزيح الستار عن بودكاست "إيفنت 360"، كأول منصة صوتية ومرئية سعودية متخصصة بالكامل في صناعة الفعاليات، ليشكل بذلك خطوة إعلامية جديدة تُواكب الطموحات الكبرى لرؤية 2030.
البودكاست، الذي يُقدَّم بصيغة حوارية وسردية، يسلّط الضوء على واقع القطاع وتحدياته وآفاق تطوره، عبر حلقات تستعرض التجارب المحلية وتستضيف خبراء وممارسين في المجال، ليكون نافذة غنية تجمع بين التوثيق والتحليل وصناعة المعرفة.
إقرأ ايضاً:تصريحات نارية من مدافع سالزبورج قبل مواجهة الهلال في كأس العالم للأندية 2025ضربة مفاجأة من "إنزاجي" ... استبعاد نجم كبير من الهلال وتحديد البديل للموسم القادم!
ويأتي إطلاق "إيفنت 360" كإجابة عملية على الحاجة المتزايدة لمنصة متخصصة تقدم محتوى يُعالج القطاع من الداخل، ويواكب التوسع السريع في حجم ونوع الفعاليات التي تحتضنها المملكة في مختلف مناطقها، سواء كانت ترفيهية، ثقافية، سياحية، أو اقتصادية.
ويتقاطع هذا المشروع مع مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث تمثل صناعة الفعاليات رافدًا مهمًا لاقتصاد المملكة، ليس فقط من خلال العائدات المباشرة، بل عبر تنمية قطاعات مكمّلة كالسياحة والفنون والإعلام والخدمات اللوجستية.
وبحسب القائمين عليه، فإن "إيفنت 360" ليس مجرد بودكاست، بل مشروع معرفي طموح يهدف إلى أن يكون مرجعًا حيًا للعاملين في القطاع، ومصدرًا للتدريب غير المباشر، ومنصة لطرح الرؤى الجديدة التي تخدم بيئة العمل وتستشرف مستقبل الصناعة.
ويقود هذا المشروع الأستاذ أحمد محمد الغامدي، وهو مستشار مخضرم في قطاع الفعاليات، إلى جانب الدكتورة فوزية المطيري، الشريك المؤسس التي تحمل خبرة طويلة في مجال الهوية الاستراتيجية والعلامات التجارية، في شراكة تجمع بين الرؤية التنفيذية والخلفية الأكاديمية.
الغامدي أوضح أن البودكاست جاء من إدراك عميق بالحاجة إلى منصة تتحدث بلسان أهل القطاع، وتفتح الحوار حول أبرز الممارسات والتحديات، وتُبرز نماذج النجاح المحلية التي غالبًا ما تغيب عن السرد العام في وسائل الإعلام التقليدية.
بينما أكدت المطيري أن هذه المبادرة تسعى إلى توسيع الأثر المهني للقطاع، عبر بناء محتوى يعزز تبادل الخبرات بين الأفراد والمؤسسات، ويسلط الضوء على فرص لم تُكتشف بعد، ويُساهم في ترسيخ الفعاليات كصناعة حقيقية ترتكز على تخطيط ومعرفة.
ولا يتوقف البودكاست عند حدود الصوت والصورة، بل يتوزع محتواه على جميع المنصات الرقمية، بما في ذلك الموقع الإلكتروني الرسمي، لضمان وصوله إلى أكبر شريحة من العاملين والمهتمين، بما يخلق حالة من التفاعل والنقاش والتواصل المستمر.
ويُعزز هذا التوجه من مكانة الفعاليات كقوة ناعمة جديدة، تُسهم في تحفيز النمو الاقتصادي، وجذب الاستثمارات، وتحقيق الأثر المجتمعي، من خلال تفعيل دور الثقافة والهوية الوطنية في مساحات اللقاء بين الناس.
وتُعد خطوة إطلاق بودكاست "إيفنت 360" بمثابة تمهيد لإعادة صياغة العلاقة بين الجمهور وصناعة الفعاليات، لا باعتبارها حدثًا وقتيًا، بل منظومة متكاملة تشمل التنظيم، والتجربة، والمحتوى، والتأثير، وهي الجوانب التي تتناولها الحلقات بعمق وواقعية.
كما تُظهر المبادرة نضج السوق السعودي في التوجه نحو تخصّصات دقيقة داخل الإعلام الرقمي، والقدرة على استخدام الأدوات الحديثة لخلق محتوى نوعي يخدم قطاعات بعينها، بعيدًا عن التكرار السطحي أو التسويق الفارغ.
ومن المتوقع أن يسهم هذا البودكاست في دعم الكوادر الوطنية من منظّمين ومبدعين ومتخصصين، بإتاحة مساحة للتعبير وتبادل الأفكار، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة نحو تنمية المواهب المحلية وتوسيع مساهمتها في الناتج الوطني.
ويحمل المشروع في طياته رسالة واضحة مفادها أن صناعة الفعاليات لم تعد مجرد هامش ترفيهي، بل مجالًا استراتيجيًا يتطلب التأهيل والمعرفة والخبرة، وهو ما يسعى "إيفنت 360" إلى تقديمه بلغة بسيطة، ولكنها ثرية ودقيقة.
إن ما يقدمه "إيفنت 360" لا يقتصر على رواية القصص، بل يعيد صياغة الحوار حول ما يمكن أن تمثله الفعاليات من قيمة اقتصادية، وثقافية، واجتماعية، حين تُدار باحتراف وتُروى بتجرد من داخل المشهد.