اليوم يدخل نجم التويبع.. ارتدِ الخفيف واحذر من لسعات الحشرات!

فصل الصيف
كتب بواسطة: تميم الدرة | نشر في  twitter

يودّع نصف الكرة الشمالي اليوم فصل الربيع رسميًا، بعد أن امتد هذا العام لمدة 92 يومًا و17 ساعة، وفق الحسابات الفلكية المعتمدة على حركة الشمس الظاهرية، ويبدأ اليوم السبت 21 يونيو فصل الصيف فلكيًا، وذلك بتعامد أشعة الشمس بشكل تام على مدار السرطان.

 وهي اللحظة التي تُعرف بالانقلاب الصيفي، حيث تصل الأرض إلى أبعد نقطة نسبية عن الشمس فيما يُعرف بـ"الأوج الشمسي"، على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في هذا التوقيت.


إقرأ ايضاً:ميسي يشيد برونالدو بعد الفوز ويؤكد: لا غرابة فيما يفعلهتعديلات رسمية تنظم الدفع المسبق للكهرباء وآلية الفصل المؤقت

ويُعد اليوم الأطول نهارًا والأقصر ليلًا في السنة، بحسب ما أوضحه أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، الدكتور عبدالله المسند، وبيّن المسند أن فصل الصيف سيستمر هذا العام لمدة 93 يومًا و15 ساعة، قبل أن ينتهي مع حلول الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر المقبل، لتبدأ بعده الأجواء بالتحول تدريجيًا نحو البرودة في المناطق الشمالية والوسطى.

ويتزامن هذا التغير الفصلي مع ظاهرة فلكية أخرى تُسجّل حضورها في التقويم النجمي العربي، حيث يبدأ غدًا أيضًا نجم "الدبران" في الظهور، وهو ما يُعرف في نجد باسم "التويبع"، لأنه يتبع نجم الثريا في الطلوع، والدبران نجم لامع يميل لونه إلى الحمرة، ويمتد ظهوره في السماء نحو 13 يومًا، ويُعد ظهوره مؤشرًا فلكيًا على بداية أشد فترات السنة حرًا في الجزيرة العربية.

وتحمل الموروثات الشعبية في الجزيرة دلالات واضحة لطلوع نجم الدبران، حيث ارتبط ظهوره بجملة من التغيرات المناخية والسلوكية التي يشهدها المجتمع، إذ يُقال: "إذا طلع الدبران، يبست الغدران، وتوقدت الحزان، وكرهت النيران، واستعرت الذبان، " وهو تعبير يُجسد اشتداد الحرارة، وجفاف المياه السطحية، وزيادة نشاط الحشرات، خصوصًا الذباب والبعوض، في هذا الوقت من السنة.

كما يشير المثل الشعبي إلى ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات تؤدي إلى تجفيف البرك الطبيعية وتزيد من وطأة القيظ، ومع دخول التويبع، تبدأ كثير من الأسر في التهيؤ لموسم الصيف بمظاهره المعروفة، سواء على صعيد السفر أو التخييم في المناطق الساحلية، أو عبر تنظيم الجدول اليومي بما يتناسب مع حرارة الأجواء وطول ساعات النهار.

ويُلاحظ أيضًا تغير في سلوك الحياة الفطرية والنباتية، حيث تزداد حركة الزواحف والحشرات نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، كما تتراجع كميات المياه في الآبار السطحية والمجاري الطبيعية.

وتُشكل هذه التغيرات الفلكية والمناخية مشهدًا سنويًا معتادًا في البيئات الصحراوية وشبه الصحراوية، خصوصًا في المملكة العربية السعودية والمناطق المجاورة لها، حيث ترتبط الفصول ارتباطًا وثيقًا بأنماط الحياة اليومية والزراعية والاقتصادية.

وتُعد فترة التويبع من المؤشرات التقليدية التي يعتمد عليها الفلاحون والبدو على حد سواء في التنبؤ بتقلبات الطقس والتحولات الموسمية، ضمن موروث طويل من المعرفة الفلكية الشعبية.

وفيما تشهد بعض المناطق ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة، تبقى أهمية الوعي بالتغيرات الفلكية حاضرة لدى كثير من المواطنين والمهتمين بعلم المناخ، خاصة مع ازدياد الحديث عن تأثيرات الاحتباس الحراري وظواهر الطقس المتطرفة التي أصبحت أكثر شيوعًا في السنوات الأخيرة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية