حريق غامض يربك سكان ميسان..تحذيرات صارمة من "الدفاع المدني" بعد تصاعد الدخان

حريق ميسان
كتب بواسطة: احمد بامطر | نشر في  twitter

باشر الدفاع المدني بمحافظة ميسان في منطقة مكة المكرمة عملية إخماد حريق اندلع في منطقة جبلية تكسوها الأشجار والأعشاب، وسط ظروف مناخية معقدة وطبيعة تضاريس صعبة، ما استدعى استنفارًا واسعًا للسيطرة على النيران والحد من انتشارها.

وحتى لحظة إعداد الخبر، لا تزال فرق الدفاع المدني تباشر أعمال الإخماد باستخدام التجهيزات الميدانية الحديثة، مدعومة بفِرق راجلة ومعدات متخصصة في التعامل مع الحرائق الجبلية، في ظل متابعة دقيقة من الجهات المختصة لضمان سرعة التعامل مع الحدث.
إقرأ ايضاً:"صيف الإبداع في الرياض": تعليم الرياض يواصل التسجيل في برنامج البداية المبكرة الصيفي"إنذار أخير من غوغل": حدث حسابك وإلا ستفقد Gmail للأبد!

ويأتي الحريق في وقتٍ تحذر فيه الجهات المعنية من ارتفاع درجات الحرارة وزيادة احتمالية نشوب الحرائق في المناطق التي يغلب عليها الغطاء النباتي الجاف، خاصة مع دخول فصل الصيف واشتداد الرياح في المناطق المرتفعة.

وقد أظهرت الصور المتداولة تصاعد أعمدة كثيفة من الدخان من موقع الحريق، فيما أكدت مصادر ميدانية أن النيران التهمت مساحات من الأعشاب وأطراف الغطاء النباتي، دون تسجيل إصابات بشرية حتى الآن، وسط تواصل أعمال التبريد والعزل.

وكان الدفاع المدني قد نشر تحذيرًا عبر حسابه الرسمي على منصة X أكد فيه أن إشعال النار في غير الأماكن المخصصة يُعد مخالفة بيئية جسيمة، تؤثر سلبًا على الغطاء النباتي، وتعرّض مرتكبها للمساءلة والعقوبة وفق الأنظمة المعمول بها.

وتسعى الجهات المعنية إلى التوعية بمخاطر السلوكيات غير المسؤولة، خصوصًا في الأماكن المفتوحة التي تزخر بغطاء نباتي هش، ما يجعلها بيئة قابلة للاشتعال بسهولة، حتى من شرارة بسيطة أو تصرف غير محسوب.

وقد جددت الجهات البيئية تحذيراتها مؤخرًا من مغبة التهاون في تطبيق التعليمات الخاصة بالرحلات البرية والشواء في الأماكن غير المصرّح بها، داعية إلى الالتزام التام بالإرشادات التي تضمن الحفاظ على البيئة والسلامة العامة.

ويؤكد خبراء البيئة أن مثل هذه الحرائق تترك آثارًا سلبية تمتد لسنوات، ليس فقط على الغطاء النباتي، بل أيضًا على التنوع الحيوي، حيث يؤدي احتراق الأعشاب والأشجار إلى تشريد الكائنات البرية وتغيير النظام البيئي المحلي.

ويُعد الغطاء النباتي في محافظة ميسان من الثروات الطبيعية التي تسعى الجهات المختصة للحفاظ عليها، لما لها من دور في حماية التربة وتقليل التصحر وتلطيف المناخ، فضلًا عن كونها رئة طبيعية تستفيد منها المنطقة بأكملها.

وتعمل قوات الدفاع المدني بكفاءة عالية رغم وعورة المنطقة الجبلية، حيث تم تسخير الطاقات البشرية والآليات اللازمة لمجابهة النيران، في وقتٍ يشهد تعاونًا بين عدة جهات، بما فيها وزارة البيئة والمياه والزراعة والبلديات.

ويشير شهود عيان إلى أن سرعة انتشار الحريق تعود إلى الرياح النشطة التي ساهمت في توسع رقعة الاشتعال، ما دفع بالفرق إلى مضاعفة الجهود لمحاصرة اللهب من عدة اتجاهات ومنع وصوله إلى المناطق السكنية أو الزراعية المجاورة.

ويُتوقع أن تصدر الجهات الرسمية لاحقًا تقريرًا مفصلًا عن ملابسات الحريق، وأسبابه المحتملة، والإجراءات التي تم اتخاذها، سواء في إطار السيطرة أو المساءلة، في حال ثبت أن الحادث ناتج عن فعل بشري متعمد أو إهمال جسيم.

وتأتي هذه الحادثة في وقت تتزايد فيه التحذيرات الوطنية بشأن حماية الغطاء النباتي، ضمن خطط استراتيجية تنفذها المملكة للحفاظ على التوازن البيئي وتحقيق مستهدفات الاستدامة البيئية في إطار رؤية السعودية 2030.

ويبقى التحدي الأكبر في غرس ثقافة المسؤولية البيئية لدى الأفراد والمجتمعات، من خلال تعزيز الوعي بضرورة الحفاظ على الثروات الطبيعية والالتزام بالأنظمة، لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث التي تؤثر سلبًا على البيئة والإنسان.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية