عودة الرحلات الجوية في الأردن بعد توقف مؤقت

أعلنت هيئة تنظيم الطيران المدني في الأردن، اليوم السبت، إعادة فتح المجال الجوي للمملكة أمام حركة الطيران المدني، بعد إغلاق احترازي مؤقت فُرض ليل الجمعة، القرار جاء بعد تقييم شامل للتطورات الأمنية في المنطقة، وسط توترات متصاعدة في الأجواء الإقليمية.
إعادة الفتح جاءت في ساعة مبكرة من صباح اليوم، بعد ساعات من إعلان الإغلاق الذي أُتخذ كإجراء وقائي للحفاظ على سلامة الأجواء، وفق ما ذكره المتحدث الرسمي باسم الهيئة، وقد تم تنسيق القرار مع الجهات الأمنية والعسكرية المختصة.
إقرأ ايضاً:أسعار النفط تواصل الارتفاع وخام برنت يبلغ أعلى مستوى منذ ينايرطموح لا ينكسر، شباب السعودية يرفعون راية التحدي في بولندا
وكانت الهيئة قد أصدرت، في وقت متأخر من مساء الجمعة، تعميمًا بإغلاق المجال الجوي أمام جميع الرحلات القادمة والمغادرة، في ظل ما وُصف بـ"مستجدات أمنية"، الأمر الذي أثار تساؤلات في الأوساط المحلية والدولية بشأن طبيعة تلك التهديدات.
الخطوة المفاجئة أربكت بعض شركات الطيران التي كانت على وشك الهبوط في مطار الملكة علياء الدولي، ما اضطرها إلى تحويل مسارها إلى مطارات بديلة في الدول المجاورة، أبرزها السعودية وقبرص، حتى اتضحت الصورة صباح السبت.
ورغم أن الإغلاق لم يدم أكثر من بضع ساعات، إلا أن الحركة الجوية في المنطقة تأثرت بشكل لافت، حيث تم تعليق أو تأخير عشرات الرحلات من وإلى عمان، كما تم تعليق رحلات الترانزيت عبر المجال الجوي الأردني مؤقتًا.
وأكدت هيئة الطيران أن الإغلاق لم يكن نتيجة تهديد مباشر على أراضي المملكة، بل جاء في إطار التفاعل السريع مع المتغيرات الجوية والسياسية في المنطقة، بما يضمن سلامة الطائرات المدنية والمسافرين.
وسادت أجواء من الترقب في مطار الملكة علياء، مع توافد المسافرين القلقين بحثًا عن معلومات بشأن رحلاتهم، فيما تواصلت شركات الطيران مع الركاب عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني لتوضيح الوضع وتقديم البدائل الممكنة.
المتحدث باسم الحكومة الأردنية أكد لاحقًا أن القرار كان وقائيًا بامتياز، وأن فتح الأجواء تم بعد التأكد من عدم وجود أي مخاطر ملاحية تؤثر على حركة الطيران، مشيرًا إلى أن السيادة الجوية والأمن الوطني يظلان في مقدمة الأولويات.
وسائل الإعلام المحلية تابعت الحدث لحظة بلحظة، حيث نُشرت صور لحركة شبه متوقفة على الشاشات الإلكترونية داخل المطار، في حين كانت الفرق الفنية مستنفرة لرصد أي تطورات قد تستدعي تغييرًا في الوضع الميداني.
بعض المحللين رأوا أن القرار عكس يقظة أردنية عالية تجاه تطورات إقليمية قد تكون عابرة، بينما أشار آخرون إلى أن طبيعة التهديد غير المعلن قد تحمل رسائل ضمنية حول حساسية الوضع في المنطقة.
على مستوى شركات الطيران، أشادت بعض الشركات الأجنبية بالشفافية التي تعاملت بها الهيئة الأردنية للطيران، مؤكدين أن هذا النوع من الإجراءات يؤكد التزام الأردن بالمعايير الدولية لسلامة الملاحة الجوية.
وقد بدأت حركة الطيران تعود تدريجيًا إلى طبيعتها منذ الساعات الأولى من إعادة الفتح، حيث هبطت أول رحلة مدنية قادمة من إسطنبول، تلتها طائرات من القاهرة والدوحة، فيما انتظمت المغادرات بحسب جدولها المعدّل.
وسيبقى القرار موضع متابعة دقيقة خلال الأيام القادمة، خصوصًا مع استمرار التوتر الإقليمي، مما يعني أن السلطات الأردنية قد تعيد النظر في الإجراءات متى ما استدعت الضرورة ذلك، في إطار ما يحفظ أمن وسلامة المجال الجوي للبلاد.