دراسة صادمة: الإفراط في تناول هذا الطعام قد يسبب سرطان القولون

سرطان القولون
كتب بواسطة: رولا كرم | نشر في  twitter

في دراسة حديثة أثارت قلقًا واسعًا بين خبراء الصحة ومحبي الأطعمة، كشفت كلية بايلور للطب في الولايات المتحدة عن نتائج صادمة تفيد بأن الإفراط في تناول الجبن قد يؤدي إلى تغيّرات ضارة في بيئة الأمعاء، ترفع خطر الإصابة بسرطان القولون، أحد أكثر أنواع السرطان انتشارًا في العالم.

وشملت الدراسة 34 مشاركًا، معظمهم من الرجال، وتمت متابعتهم عن كثب لتحديد تأثير استهلاك كميات كبيرة من الجبن على الميكروبيوم المعوي، وهو التجمع الهائل من البكتيريا التي تعيش في الجهاز الهضمي وتؤدي دورًا حيويًا في الصحة العامة.
إقرأ ايضاً:تحذير للمسافرين: الأرصاد تُوصي بالحذر بسبب تدني الرؤية في بعض المناطقجهز محفظتك! أسعار النفط تقفز 2% في ساعات.. وهكذا سيؤثر الصراع الإيراني الإسرائيلي على أسعار البنزين

وأظهرت النتائج أن تناول الجبن بكثرة يُضعف من وجود نوعين من البكتيريا المفيدة وهما "Bacteroides" و"Subdoligranulum"، واللتان تلعبان دورًا أساسيًا في تعزيز مناعة الجهاز الهضمي وحماية خلايا القولون من الالتهابات المزمنة والمضاعفات التي قد تؤدي إلى السرطان.

وتشير الدراسة إلى أن عملية تخمير الجبن قد تكون السبب وراء هذا التأثير السلبي، إذ تنتج مركبات تؤثر على توازن البكتيريا المفيدة داخل الأمعاء، خاصة لدى الأفراد الذين يعانون من حساسية أو عدم تحمل للمنتجات المخمّرة.

وعلى النقيض من ذلك، أوضحت الدراسة أن استهلاك الحليب ومنتجات الألبان الأخرى باستثناء الجبن ساهم في زيادة بكتيريا مفيدة مثل "Faecalibacterium"، المعروفة بخواصها المضادة للالتهابات، والتي قد تحمي من أمراض معوية خطيرة.

أما الزبادي، الذي يُشاع عنه أنه مفيد لصحة الأمعاء، فلم يُظهر نتائج واضحة أو فارقة في تقليل مؤشرات الالتهاب، ما فاجأ الباحثين وأثار تساؤلات حول مدى فعاليته مقارنة بمنتجات ألبان أخرى أقل شهرة في هذا الجانب.

وحذر الدكتور ستيوارت فيشر، أخصائي الطب الباطني في نيويورك، من تجاهل هذه النتائج، مؤكدًا أن "الميكروبيوم المعوي ليس مجرد مجموعة من البكتيريا، بل هو خط الدفاع الأول ضد تطور أمراض القولون"، وأن بعض أنواع الجبن قد تؤدي إلى التهابات مزمنة تسهم في حدوث الأورام.

وأوصت الدكتورة لي جياو، المؤلفة الرئيسية للدراسة، بضرورة الاعتدال في استهلاك الجبن وعدم الاعتماد عليه كمصدر وحيد للبروتين أو الكالسيوم، مشيرة إلى أن بدائل نباتية مثل التوفو والحمص يمكن أن توفر الفوائد ذاتها دون التأثير السلبي على صحة الأمعاء.

كما لفتت جياو إلى وجود علاقة مثبتة بين الدهون المشبعة في بعض أنواع الجبن وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون، خاصةً لدى من لديهم استعداد وراثي أو تاريخ عائلي مع المرض.

ويؤكد الباحثون أن أهمية هذه الدراسة لا تكمن فقط في التحذير من منتج غذائي محبوب، بل في تسليط الضوء على العلاقة المعقدة بين النظام الغذائي وتوازن البكتيريا داخل الجهاز الهضمي، والتي تعد من العوامل الأساسية في الوقاية من الأمراض المزمنة.

وشدد الفريق البحثي على أن توازن الميكروبيوم يمكن أن يتأثر بشكل ملحوظ بنوعية الغذاء، وأنه بالإمكان الحفاظ عليه من خلال نظام غذائي متوازن يشمل البروبيوتيك والألياف والخضراوات، وتجنّب الإفراط في المنتجات الدسمة والمخمّرة.

وتفتح هذه النتائج الباب واسعًا أمام أبحاث مستقبلية تهدف لفهم أعمق لكيفية تأثير الغذاء على بيئة الأمعاء، وكيف يمكن توجيه الأفراد نحو خيارات صحية تُسهم في الوقاية من الأمراض بدلاً من التسبب بها.

ويأتي هذا التحذير في وقت يتزايد فيه استهلاك الجبن عالميًا، حيث يُنظر إليه كخيار غني بالبروتين وسهل الاستخدام، لكن دون أن يعي الكثيرون أثره الخفي على الصحة المعوية وسلامة القولون.

ويُنصح الأفراد، خاصة أولئك الذين لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القولون، بإجراء فحوصات دورية والحرص على نظام غذائي متنوع ومتزن يحافظ على صحة الجهاز الهضمي ويعزز المناعة.

كما دعت الدراسة إلى أهمية رفع الوعي الغذائي، ليس فقط بما هو مفيد أو ضار، بل بكيفية التوازن والتنوع في الطعام، بما يضمن صحة مستدامة ويقلل من الاعتماد على عنصر غذائي واحد.

ومع تزايد الأبحاث حول الميكروبيوم وتأثيره على الصحة العامة، يُتوقع أن يكون هذا المجال محورًا رئيسيًا في توجهات الطب الحديث خلال السنوات المقبلة، خاصة في ما يتعلق بالوقاية من السرطان وتعزيز المناعة.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية