في صمت تام: التجارة تنفذ خطة رقابية غير مسبوقة في موسم استثنائي

تواصل الفرق الرقابية التابعة لوزارة التجارة جهودها المكثفة خلال موسم الحج، من خلال تنفيذ خطة رقابية شاملة تغطي مختلف المواقع الحيوية المرتبطة بضيوف الرحمن، سعياً لضمان بيئة تجارية آمنة وعادلة تخدم الحجاج وتلبي احتياجاتهم بكفاءة عالية.
خلال الفترة من الأول وحتى الثالث عشر من شهر ذي الحجة لعام 1446هـ، أجرت الفرق الرقابية أكثر من 11,114 زيارة تفتيشية في منطقة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ضمن منظومة رقابية موسمية دقيقة تعتمد على الجاهزية والاستباق.
إقرأ ايضاً:فضيحة "الحافلات المتهالكة" والتأخير المتكرر.. القصة الكاملة وراء إيقاف 7 شركات عمرة وتجميد أموالها"أرض خضراء وفرص لا حصر لها".. السعودية تحتفي باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف
الرقابة شملت نطاقاً جغرافياً واسعاً، من المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد الحرام، وصولاً إلى مواقيت الإحرام والأسواق التجارية في العاصمة المقدسة، كما امتدت إلى محافظتي جدة والطائف والطرق المؤدية إلى مكة، لتغطية جميع مسارات الحجاج.
لم تقتصر الجولات على متابعة السلع التموينية والغذائية فحسب، بل شملت أيضاً أسواق الذهب والمجوهرات ومحطات الوقود ومراكز الخدمة، في خطوة تهدف إلى مراقبة جودة الخدمات ومنع أية ممارسات تجارية مُخلة بحقوق المستهلك.
أولت الوزارة اهتماماً خاصاً بالأسواق الكبرى والمراكز التجارية التي تشهد إقبالاً كبيراً من الحجاج، حيث تم التأكد من وفرة المعروض من السلع الأساسية، وضمان استقرار الأسعار، وضبط محاولات الغش أو التلاعب بالمواصفات.
وتم التركيز على التحقق من التزام المنشآت التجارية بلوائح وأنظمة حماية المستهلك، بما يشمل عرض الأسعار بوضوح، وضمان مطابقة المنتجات للمواصفات، وعدم استغلال الزحام لتحقيق أرباح غير مشروعة.
كما وُضعت منافذ البيع تحت مجهر رقابي دائم، في ظل الزيادة الهائلة في الطلب التي تواكب الموسم، مع متابعة دقيقة لمستوى الخدمات المقدمة في محطات الوقود ومراكز الخدمة التي يعتمد عليها الحجاج أثناء تنقلاتهم.
إلى جانب الزيارات الميدانية، تستفيد الوزارة من منظومة إلكترونية ذكية تتيح التبليغ الفوري عن المخالفات، وتسهم في تسريع إجراءات المعالجة، بما يحفظ حقوق الحجاج ويعزز الثقة بالمنظومة الرقابية.
وتعتمد فرق التفتيش على كوادر مدربة ومؤهلة للتعامل مع مختلف السيناريوهات، قادرة على التدخل الفوري وضبط التجاوزات، مع اتخاذ الإجراءات النظامية اللازمة في الموقع دون تأخير.
الجهود الرقابية ترتكز على مبدأ الاستباقية، حيث تسعى الوزارة لرصد أية مؤشرات على نقص في السلع أو وجود مخالفات قبل تفاقمها، لتجنب أي تأثير سلبي على تجربة الحجاج أثناء أداء مناسكهم.
ولا تغفل الخطة التشغيلية الجوانب التوعوية، إذ يتم إرشاد المستهلكين بحقوقهم وآليات التبليغ، بالتوازي مع فرض الانضباط التجاري، ما يعزز الوعي العام ويدفع الأسواق نحو الالتزام التام بالأنظمة.
وفي ظل التحديات اللوجستية التي يفرضها موسم الحج، أثبتت فرق الرقابة مرونتها وقدرتها على التكيف مع الظروف، حيث تعمل على مدار الساعة لتغطية الفترات الحرجة وأوقات الذروة.
وتُظهر المؤشرات الأولية نجاح الخطة في ضبط مئات المخالفات خلال الأيام الأولى، مع تجاوب لافت من أصحاب المنشآت التجارية الذين أبدوا تعاوناً في تصحيح الأوضاع وتطبيق التوجيهات النظامية.
تؤكد وزارة التجارة من خلال هذه الجهود التزامها الراسخ بخدمة ضيوف الرحمن، وضمان أن يجد الحاج بيئة تجارية منظمة وعادلة، تعكس مستوى الاحترافية والتكامل بين القطاعات المختلفة المعنية بموسم الحج.