حين يتحدث ضيوف الرحمن.. منصة إلكترونية تكشف عن رضا شبه كامل عن الخدمات الطبية

تولّت فرق طبية متخصصة تقديم الرعاية الصحية لضيوف الرحمن في مكة خلال موسم الحج الأخير، حيث أظهرت الإحصائيات الرسمية نسبة رضا مرتفعة بلغت 97.7% عن جودة الخدمات المقدمة، يعكس هذا الرقم الجهود المبذولة لضمان راحة الحجاج وسلامتهم، لاسيما في أقسام التنويم والطوارئ التي شهدت ضغطًا كبيرًا.
لم تكن هذه النسبة مجرد أرقام، بل هي نتيجة مباشرة لتجربة الحجاج أنفسهم، الذين شاركوا بتقييماتهم عبر منصة "بريسجيني" المتخصصة في قياس رضا المرضى، هذه المنصة أتاحت للحجاج التعبير عن آرائهم بكل سهولة ويسر، ما أسهم في تقديم صورة واضحة وموثوقة عن مستوى الخدمات.
إقرأ ايضاً:"الصين تتحدى الحصار الأمريكي: معركة Ascend 910C ضد هيمنة إنفيديا"تحذير أمريكي عاجل: "الأوضاع قابلة للتغير بسرعة".. الخارجية تدعو مواطنيها لأقصى درجات الحذر بالشرق الأوسط.
المنصة استخدمت آليات تقييم مرنة، حيث تمكن الحجاج من مسح رموز QR للوصول إلى استبيانات الرضا، أو من خلال أجهزة لوحية محمولة يديرها كشافة ومتطوعون، هذا التنوع في طرق التقييم ضمن وصولًا واسعًا لأكبر شريحة من الحجاج، مما عزز دقة النتائج وشموليتها.
ولضمان تلبية احتياجات جميع الحجاج القادمين من مختلف بقاع العالم، أُتيحت الاستبيانات بثماني لغات مختلفة، هذه الخطوة الاستباقية أزالت أي حواجز لغوية قد تعيق الحجاج عن التعبير عن تجربتهم الصحية، مما أثرى قاعدة البيانات بالتقييمات الشاملة.
في سياق متصل، أعاد التجمع الصحي بمكة المكرمة تصميم خارطة رحلة الحاج العلاجية، بهدف تبسيط الإجراءات وتقليل المحطات غير الضرورية التي قد تستغرق وقتًا وجهدًا من الحجاج، هذا التغيير الجوهري أسهم في تسريع عملية الحصول على الخدمة وتقليل أوقات الانتظار.
كما تم استخدام بطاقات تعريفية توضح خطوات الخدمة للحاج منذ لحظة دخوله المنشأة الصحية وحتى انتهاء رحلته العلاجية، هذه البطاقات ساعدت الحجاج على فهم مسارهم العلاجي بشكل أفضل، مما أضفى طابعًا من الشفافية والراحة على تجربتهم.
وفي إطار تعزيز جودة الخدمات، شارك أكثر من 5 آلاف متطوع صحي في موسم الحج لهذا العام، مقدمين دعمًا لا يقدر بثمن للفرق الطبية والإدارية، هؤلاء المتطوعون كان لهم دور حيوي في تسهيل حركة الحجاج وتوجيههم وتوفير الرعاية الأولية لهم.
هذه المشاركة الواسعة من المتطوعين تأتي انسجامًا مع مستهدفات برنامج "تحول القطاع الصحي" ورؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى رفع أعداد المتطوعين وتعزيز إسهاماتهم في خدمة ضيوف الرحمن، إنها خطوة نحو بناء مجتمع صحي متكامل يعتمد على التكافل والتطوع.
برنامج "خدمة ضيوف الرحمن" هو أحد الركائز الأساسية لرؤية المملكة، وهو يركز على توفير أفضل الظروف الممكنة للحجاج لأداء مناسكهم بيسر وطمأنينة، هذا البرنامج يشمل كافة جوانب رحلة الحاج، بدءًا من وصوله وحتى مغادرته، مع التركيز على الجانب الصحي.
هذه الجهود المتكاملة تعكس التزام المملكة العربية السعودية بتقديم أعلى مستويات الرعاية والخدمة لضيوف الرحمن، وتجسد حرصها على توفير بيئة صحية آمنة ومريحة لهم، إنها شهادة على التخطيط الدقيق والتنفيذ المتقن لمواسم الحج المتتالية.
النجاح المحقق في موسم الحج الحالي يعكس مدى التنسيق والتعاون بين مختلف الجهات الحكومية والخاصة، والتي تعمل جنبًا إلى جنب لتقديم خدمة تليق بمكانة ضيوف الرحمن، هذا التنسيق هو مفتاح تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030.
كما أن الاستفادة من التقنيات الحديثة، مثل منصات قياس الرضا وإعادة تصميم رحلة العلاج، يؤكد على التوجه نحو الابتكار والتطوير المستمر في تقديم الخدمات الصحية، هذا التوجه يسهم في الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية المقدمة للحجاج.
إن ما شهده موسم الحج هذا العام من تحسينات وإنجازات في القطاع الصحي يمثل نموذجًا يحتذى به في إدارة الحشود وتقديم الخدمات الشاملة، هذا الإنجاز هو نتاج عمل دؤوب وتفانٍ من جميع العاملين في هذا القطالخدمة ضيوف الرحمن.
وفي الختام، يظل الهدف الأسمى هو توفير تجربة حج لا تُنسى ومريحة لجميع ضيوف الرحمن، تضمن لهم أداء مناسكهم في أمان وطمأنينة، وأن تكون الخدمات الصحية المقدمة لهم على أعلى مستوى من الجودة والكفاءة.