ارتفاع رطوبة بحر العرب يبشر بانطلاق موسم الأمطار الصيفية

ارتفاع رطوبة بحر العرب يبشر بانطلاق موسم الأمطار الصيفية
كتب بواسطة: محمد الحكيم | نشر في  twitter

تشير آخر المؤشرات المناخية إلى بوادر مبشرة بقرب انطلاق موسم الأمطار الصيفية على مناطق واسعة من شبه الجزيرة العربية، في ظل تزايد واضح في نشاط بحر العرب وارتفاع معدلات الرطوبة السطحية في نطاقه الجنوبي والغربي، وتأتي هذه المؤشرات متزامنة مع تحسن ملحوظ في توزيع الرياح المدارية وظروف التبخر، ما يعزز فرص تشكل السحب الركامية الممطرة خلال الأسابيع المقبلة.

وتُعد فترة منتصف يونيو إلى أواخر أغسطس من أبرز فترات الأمطار الصيفية التي تستفيد منها المناطق الجنوبية والغربية من المملكة، إلى جانب مرتفعات اليمن وسلطنة عُمان، وتشهد هذه المناطق عادة تكاثفًا للسحب الموسمية القادمة من بحر العرب والهند، والتي تتأثر بالرياح الموسمية الجنوبية الغربية وتدفق الكتل الرطبة.
إقرأ ايضاً:تحول جديد في العمرة: لا تأشيرة دون الالتزام بهذا الإجراء الجديدالثقة والأمان أولاً: سر تحول شركات الطيران العالمية نحو الأجواء السعودية

وبحسب محللي الطقس، فإن الوضع الحالي في بحر العرب يوحي بديناميكية إيجابية، خاصة مع ارتفاع حرارة سطح البحر إلى معدلات تدعم التكاثف السحابي العميق، كما تم رصد نشاط لافت لمنخفضات مدارية قد تتطور لاحقًا إلى حالات جوية تؤثر على سواحل سلطنة عمان وجنوب غرب المملكة، في حال استمرار الظروف المواتية.

وقد بدأت الرطوبة بالتمدد تدريجيًا نحو اليابسة، ما دفع بعض المناطق في الجنوب مثل جازان وعسير إلى تسجيل تزايد في نسب الغطاء السحابي خلال النهار، مع توقعات بأن تتكاثر السحب بشكل يومي في الفترة المقبلة، ويتوقع أن تزداد فاعلية الغطاء السحابي مع تدفق مزيد من الرياح المحملة بالرطوبة خلال النصف الثاني من يونيو.

وتبقى العوامل الجوية الأخرى حاسمة في تحديد مسار التغير المناخي المتوقع، خصوصًا سلوك التيارات النفاثة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، ومدى تزامنها مع موجات تسخين سطحي في المناطق الجبلية، ويُنتظر أن تلعب التضاريس دورًا محوريًا في رفع فرص التكونات المحلية، خاصة في جبال السروات.

من جهة أخرى، أشار خبراء الأرصاد إلى أن مؤشرات النماذج العددية تتجه تدريجيًا نحو سيناريو إيجابي بعودة التكونات الماطرة في نطاق المرتفعات، ما يعزز فرص هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة في بعض الفترات، وقد تكون مصحوبة بنشاط للرياح السطحية المثيرة للأتربة، خصوصًا في مناطق التقاء الكتل الهوائية.

ومع دخول فترة "الجمرة الثانية"، وهي إحدى علامات التحول الموسمي، تتسارع التغيرات في الغلاف الجوي، وتزداد حرارة اليابسة مقارنة بالمسطحات المائية، ما يخلق بيئة ضغط منخفض نسبيًا فوق الجزيرة العربية، هذا الفرق في الضغط يدفع بالرطوبة من بحر العرب إلى الداخل، ويغذي الدورة اليومية للتكونات الصيفية.

ويتابع هواة الطقس والمهتمون بالتغيرات الموسمية هذه المؤشرات بتفاؤل حذر، وسط ترقب لبداية فعلية للموسم الصيفي خلال الأيام المقبلة، كما يتطلع المزارعون وسكان المناطق الجبلية إلى موسم أمطار وفير يُعيد الحيوية للغطاء النباتي ويعزز المياه الجوفية، بعد موسم جفاف نسبي خلال الشتاء الماضي.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية