في كل موسم تُبهر.. المملكة تبدأ مبكرًا الاستعداد لموسم الحج المقبل 1447

موسم الحج
كتب بواسطة: محمد لؤلؤ | نشر في  twitter

في مشهد يتكرر كل عام، لكن بزخم أكبر ونجاح أكثر إشراقًا، أعلنت المملكة العربية السعودية فورًا، بعد إسدال الستار على موسم الحج لهذا العام، البدء في التحضير لموسم حج العام المقبل، إعلانٌ يحمل في طياته التزامًا راسخًا من قيادة البلاد بخدمة ضيوف الرحمن، التزامٌ لا يعرف التراخي ولا التأجيل، بل يتجدد مع كل موسم، ويزداد عمقًا وصدقًا، ليجعل من خدمة الحجيج قضية دائمة الحضور في الأجندة الوطنية، لا موسمية ولا مؤقتة.

هذا الإعلان، الذي رصده الكاتب الصحفي خالد الربيش في مقاله الافتتاحي بصحيفة "الرياض" تحت عنوان "تسخير الإمكانات"، لم يأت من فراغ، بل تزامن مع إشادات دولية واسعة تلقّتها المملكة على تنظيمها الاستثنائي لموسم الحج، إشادات جاءت من ملوك وزعماء ومسؤولين من مختلف الدول الإسلامية وغير الإسلامية، بالإضافة إلى منظمات عربية وإسلامية، عبّرت عن إعجابها وامتنانها لما قدمته المملكة من رعاية واهتمام وحُسن تنظيم، جعل تجربة الحج هذا العام استثنائية بكل المقاييس.


إقرأ ايضاً:بعد انتشار مقطع "صادم" في الرياض.. الأمن يطيح بـ"وافدين" اعتديا على امرأة.. فما القصة؟الهلال يتأهل لثمن النهائي ويواجه مانشستر سيتي في التحدي الكبير

يقول الربيش إن المملكة باتت نموذجًا عالميًا يُحتذى في إدارة الحشود المليونية بسلاسة وانسيابية تثير الدهشة، حتى في أعين أكثر الدول تطورًا، وفي قلب هذا النجاح تقف رؤية واضحة تؤمن بأن ما تقوم به السعودية من تنظيم وإدارة لهذه الشعيرة ليس مجرد واجب وطني، بل مسؤولية شرّفها الله بها، فتسخّر لها كل إمكاناتها البشرية والمادية والتقنية، على مدار الساعة، وعلى مدار العام، إيمانًا بأن خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما شرف لا يعادله شرف.

وقد كان النجاح الباهر لموسم الحج لهذا العام، بحسب الربيش، ثمرة لهذا الإيمان العميق، وتعبيرًا صادقًا عن تكامل مؤسسات الدولة، مدنيّة وأمنية وصحية وتقنية، في خدمة الحجاج، الذين أدّوا مناسكهم في أجواء مفعمة بالإيمان والسكينة والراحة النفسية، دون عوائق أو صعوبات تُذكر، وهو ما انعكس في مشاهد عالمية نُقلت عبر وسائل الإعلام، رسمت صورة ناصعة لتنظيم محكم، وخدمات متطورة، ومشاعر مقدسة نابضة بالحياة والنظام.

ولم تغفل الإشادات الدولية، كما يورد الربيش، عن الإشارة إلى المشاريع الكبرى التي تنفذها المملكة داخل الأراضي المقدسة، وعلى رأسها التوسعة التاريخية للحرم المكي، التي تعدّ الأكبر في تاريخ الإسلام، إضافة إلى التقنيات الذكية المنتشرة في كافة المنافذ والمشاعر، والتي جاءت لتلبي أدق احتياجات الحجاج وتسهم في تيسير تنقلاتهم وتنظيم حركتهم وإقامة شعائرهم بأعلى درجات الأمان واليسر.

ويبرز الكاتب في مقاله أن ما يميز الجهود السعودية في إدارة الحج، هو ذلك التكامل الدقيق بين الجهات المختلفة، والتنسيق الرفيع بينها، بحيث يعمل الجميع بروح الفريق الواحد، وتحت مظلة قيادة عليا تؤمن أن خدمة ضيوف الرحمن ليست مجالًا للتجربة أو الخطأ، بل مسؤولية وطنية ودينية يجب أن تُؤدى على أكمل وجه، ولذلك، لا تلبث أن تُعلن عن نهاية موسم حتى تشرع في التخطيط لنجاح الموسم التالي، ما يدل على عقلية مؤسساتية تعمل برؤية مستقبلية لا تعرف الجمود.

خالد الربيش يختتم مقاله بالتأكيد على أن المملكة، وهي تستعد اليوم لحج العام المقبل، إنما تؤكد من جديد على مبدأ راسخ لا يتغير: أن خدمة الحجيج ليست فقط مسؤولية الدولة، بل رسالتها الكبرى، وشغلها الشاغل، وهويتها الراسخة، ومصدر فخرها الدائم، وهي، إذ تسير في هذا الطريق، فإنها تمضي بثبات نحو ترسيخ تجربة دينية وروحية وإنسانية لا مثيل لها في العالم، مستفيدة من كل تطور تقني وكل إنجاز عمراني وكل خبرة تراكمية، لتقدم للعالم أجمع نموذجًا يُحتذى في الإدارة والتنظيم والخدمة.

وهكذا، تتحول كل تجربة حج في السعودية إلى محطة جديدة في مسيرة لا تعرف التوقف، ومسعى دؤوب لرفع جودة الخدمات وتوسيعها، وتجربة متكاملة للحاج والمعتمر، لا تبدأ بوصوله إلى الأراضي المقدسة ولا تنتهي بمغادرته، بل تمتد إلى كل تفصيلة تعزز راحته وسكينته، وتجعله يشعر بأن هذه البلاد المباركة وُجدت لتخدمه، وأن قادتها حملوا على عاتقهم أمانةً عظيمة، فأدّوها بصدق وكفاءة واحتراف.

اقرأ ايضاً
الرئيسية | هيئة التحرير | اتصل بنا | سياسة الخصوصية