المعدن الأصفر في تراجع ... ما السبب في هذا الهبوط وهل حان وقت الشراء؟!

سجلت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم الخميس، بالتزامن مع انحسار حدة التوترات الجيوسياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية فيتنام، وذلك بعد إعلان الجانبين عن التوصل إلى اتفاق تجاري يُنهي حالة الغموض التي كانت تخيم على الأسواق خلال الأيام القليلة الماضية.
يأتي هذا التراجع أيضًا في ظل حالة من الترقب تسيطر على المستثمرين قبيل صدور بيانات الوظائف الأمريكية، التي من المنتظر أن توفر مؤشرات مهمة حول مستقبل السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال الفترة المقبلة.
إقرأ ايضاً:بعد أن سجل هدفين في "مانشستر سيتي".. تقرير برازيلي يكشف "سر" الأداء الخارق لنجم الهلالالداخلية تنفذ حكم القتل تعزيرًا بمهرب مخدرات في الحدود الشمالية
وبحلول الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش، هبط الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.3%، ليصل إلى مستوى 3345.57 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس حالة الحذر التي تسيطر على حركة المستثمرين، بعد أن استفاد المعدن الأصفر في الأيام الماضية من حالة التوتر السياسي والتجاري بين واشنطن وهانوي.
في المقابل، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.1%، لتسجل 3356.60 دولارًا للأوقية، وسط توقعات بأن تكون هناك تقلبات إضافية في الأسعار مع قرب إعلان بيانات سوق العمل الأمريكي.
ويرتبط أداء الذهب عادةً بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى، لا سيما تلك المتعلقة بأسعار الفائدة وسوق العمل الأمريكي، وفي هذا السياق، يترقب المستثمرون عن كثب نتائج تقرير الوظائف في القطاع غير الزراعي في الولايات المتحدة، باعتباره أحد المؤشرات المؤثرة في قرارات السياسة النقدية، والتي تؤثر بدورها بشكل مباشر على جاذبية الذهب كأداة تحوط ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية.
وفي حال أظهرت البيانات تراجعًا في نمو الوظائف أو ارتفاعًا في معدلات البطالة، فقد يتعزز التوقع بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة في وقت أقرب من المتوقع، مما قد ينعكس إيجابًا على أسعار الذهب.
وفيما يخص أداء المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6%، لتسجل 36.36 دولارًا للأوقية، مواصلة خسائرها المحدودة وسط تقلبات في الطلب الصناعي.
كما انخفض البلاتين بنسبة 0.5% ليصل إلى 1412.13 دولارًا للأوقية، في حين هبط البلاديوم بنسبة 0.4%، ليسجل 1150.28 دولارًا للأوقية، وهو ما يعكس تأثر هذه المعادن بتحركات الدولار وأسواق السندات، إلى جانب العوامل المرتبطة بتوقعات النمو الاقتصادي العالمي.
ويرى محللون في الأسواق العالمية أن التراجع الحالي في أسعار الذهب قد يكون مؤقتًا، وأنه مرهون بما ستكشفه البيانات الاقتصادية المرتقبة خلال الساعات المقبلة، حيث ستحدد هذه البيانات إلى حد كبير مسار الدولار الأمريكي، الذي تربطه علاقة عكسية بأسعار الذهب.
كما يتوقع أن تبقى أسعار المعادن النفيسة ضمن نطاق ضيق خلال المدى القصير، لحين وضوح الرؤية حول اتجاهات السياسة النقدية الأمريكية وتقييم الأسواق لحالة الاقتصاد العالمي.
ومع استمرار التغيرات السريعة في المشهد الاقتصادي والجيوسياسي الدولي، يظل الذهب محتفظًا بجاذبيته كملاذ آمن في أوقات التقلبات، على الرغم من تراجع الأسعار اللحظي الذي شهدته السوق في بداية تعاملات اليوم.