قسطرة دقيقة تنقذ حياة طفل من خطر قاتل..عملية جراحية نادرة بـ"سليمان الحبيب"

تمكن فريق طبي متخصص في قسطرة قلب الأطفال والعيوب الخلقية بمستشفى الدكتور سليمان الحبيب في الخبر من إنقاذ حياة طفل كان يواجه خطرًا حقيقيًا بسبب تضيق حاد ومهدد للحياة في الصمام الرئوي، والذي تسبب له في نقص حاد بمستوى الأكسجين في الدم، مما استدعى تدخلًا طبيًا طارئًا باستخدام تقنية القسطرة القلبية.
وبحسب إفادة الدكتور صالح باوزير، رئيس قسم الأطفال بالمستشفى، فإن الطفل حضر إلى المستشفى وهو يعاني من مجموعة من الأعراض المقلقة، كان أبرزها ضيق التنفس والإرهاق الحاد، إلى جانب صدور صوت أزيز ملحوظ، وظهور علامات ازرقاق على الجلد والشفاه واللسان والأظافر، وهي مؤشرات دالة على نقص الأوكسجين في الدم.
إقرأ ايضاً:ماذا يحدث داخل النصر؟ قرار مفاجئ بإقالة جديدة.. وتكهنات بوجود خلافات داخليةلأول مرة في تاريخها.. جامعة طيبة تعلن عن 8 تخصصات جديدة للعام القادم.. فما هي؟
وأوضح الدكتور باوزير أن الأعراض السريرية التي ظهرت على الطفل دفعت الفريق الطبي إلى الاشتباه بإصابته بتضيق في الصمام الرئوي، وهو الصمام الذي يقع بين الحجرة اليمنى السفلية للقلب والشرايين الرئوية، والذي يؤدي وظيفيًا دورًا أساسيًا في نقل الدم من القلب إلى الرئتين للتزود بالأكسجين.
للتأكد من التشخيص، أُجريت سلسلة من الفحوصات الدقيقة شملت تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (Echocardiography)، حيث ساهم هذا الفحص في إعطاء صورة دقيقة عن طبيعة عمل الصمام الرئوي، ونمط ضخ الدم من القلب، إلى جانب خضوع الطفل لقسطرة استكشافية لتحديد مدى الانسداد وموقعه بدقة.
وبعد الاطلاع على نتائج الفحوصات، ناقش الفريق الطبي الحالة بشكل تفصيلي وخلص إلى وضع خطة علاجية شاملة، تضمنت إجراء عملية قسطرة متقدمة تُعرف بـ"رأب الصمام بالبالون"، والتي تُعتبر من العلاجات الفعّالة في مثل هذه الحالات دون الحاجة إلى جراحة قلب مفتوح.
وخلال العملية، تم إدخال أنبوب رفيع مزود ببالون عبر أحد الأوعية الدموية، وصولًا إلى الصمام المتضيق، ثم نُفخ البالون بلطف لتوسيع فتحة الصمام وتحسين تدفق الدم من القلب إلى الرئتين، وقد سارت العملية بسلاسة تامة دون تسجيل أي مضاعفات تذكر.
وبعد الانتهاء من العملية، تم إدخال الطفل إلى قسم العناية الطبية الفائقة لمراقبة حالته الصحية عن كثب، حيث لوحظ تحسن كبير في المؤشرات الحيوية، واختفاء تدريجي للأعراض التي كان يعاني منها، مما سمح له بالخروج من المستشفى بعد استقرار حالته بشكل تام.
وأكد الدكتور باوزير أن تضيق الصمام الرئوي عند الأطفال غالبًا ما يكون نتيجة عيوب خلقية في القلب تتشكل خلال مراحل نمو الجنين، وقد تستمر دون تشخيص لفترات حتى تبدأ الأعراض بالظهور تدريجيًا، أما عند البالغين، فإن التضيق قد يحدث نتيجة مضاعفات لأمراض قلبية أخرى.
ونبّه إلى أهمية الاكتشاف المبكر لهذه الحالات، إذ تتيح الفحوصات الروتينية وفحوصات المواليد إمكانية رصد العيوب القلبية مبكرًا، وبالتالي التدخل في الوقت المناسب لتفادي تدهور الحالة أو حدوث مضاعفات خطيرة تهدد الحياة.
وأشار إلى أن مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالخبر يمتلك بنية تحتية طبية متقدمة في مجال طب القلب التداخلي للأطفال، مدعومة بكفاءات طبية عالية التأهيل، تعمل على مدار الساعة للتعامل مع أدق الحالات وأكثرها تعقيدًا، سواء كانت ولادية أو مكتسبة.
ويضم القسم المتخصص في جراحة الأطفال بالمستشفى طاقمًا من الأطباء والاستشاريين من ذوي الخبرة العالمية، الذين يتعاملون مع مجموعة واسعة من الحالات، بدءًا من إصلاح التشوهات الخلقية المعقدة، ووصولًا إلى الجراحات العامة الشائعة مثل الفتق والزائدة الدودية وغيرها.
ويولي المستشفى اهتمامًا بالغًا في تطبيق أحدث البروتوكولات العالمية في علاج أمراض القلب، من خلال استخدام تقنيات حديثة مثل القسطرة التشخيصية والعلاجية، ما يسهم في تقليص فترة التعافي وتحسين جودة الحياة للمرضى الأطفال.
وتعكس هذه الحالة الناجحة التزام المستشفى برعاية صحية متكاملة، ترتكز على التخصص الدقيق والتقنية المتقدمة، ما يجعله أحد المراكز الطبية الرائدة في المملكة والمنطقة في مجال علاج أمراض القلب لدى الأطفال.