النيران تلتهم الأعشاب في قلب المندق..الدفاع المدني السيطرة مستمرة والمخاطر قائمة

أعلن الدفاع المدني بمنطقة الباحة عن مباشرته لحريق اندلع في أشجار وأعشاب بمحافظة المندق، حيث هرعت الفرق المختصة فور تلقي البلاغ إلى موقع الحادث في محاولة لاحتواء النيران ومنع امتدادها إلى مساحات أوسع أو مناطق سكنية قريبة.
وتعيش فرق الدفاع المدني حالة من الاستنفار منذ لحظة اندلاع الحريق، مع تحرك عاجل وآليات مجهزة للتعامل مع الحرائق الميدانية، وسط تضاريس جبلية قد تشكل تحديات إضافية أمام سرعة السيطرة على ألسنة اللهب.
إقرأ ايضاً:"إنجاز بطولي": حرس السواحل الإماراتي يخلي 24 شخصا من ناقلة نفط بحر عمانالعد التنازلي بدأ.. موعدكم في 29 يونيو مع أضخم مزاد عقاري بالرياض.. وهذه هي أبرز العقارات المعروضة
وأكدت المديرية العامة للدفاع المدني، عبر حسابها الرسمي على منصة "إكس"، أن أعمال الإخماد ما زالت جارية حتى اللحظة، مشيرة إلى أن الوضع يخضع للمتابعة الدقيقة في ظل ظروف مناخية صيفية ترفع من احتمالات اشتعال الأعشاب الجافة المنتشرة بالمنطقة.
وتُعد محافظة المندق من المناطق التي تتميز بكثافة الغطاء النباتي، ما يجعلها أكثر عرضة لمثل هذه الحرائق، لا سيما خلال فصول الجفاف وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يفرض جهوداً استثنائية على فرق الدفاع المدني والجهات المعنية الأخرى.
وتتوزع فرق الطوارئ في عدة نقاط محورية حول موقع الحريق، مع تفعيل خطط احترازية لمنع اقتراب النيران من أي ممتلكات أو طرق حيوية، في الوقت الذي تعمل فيه آليات الرش والمضخات على تبريد المناطق المشتعلة والحد من تمدد الحريق.
كما تشارك في العملية وحدات دعم مساندة من إدارات الدفاع المدني القريبة، إلى جانب التنسيق مع الجهات الأمنية والبلدية لتسهيل حركة الآليات وضمان انسيابية عمليات الإطفاء دون عوائق، وسط أجواء تتطلب جاهزية متكاملة واستجابة سريعة.
وأهاب الدفاع المدني بجميع المواطنين والمقيمين في محيط محافظة المندق إلى التعاون وعدم الاقتراب من منطقة الحريق، حفاظًا على سلامتهم، مؤكدًا أن تواجد الأفراد غير المعنيين قد يُعرقل سير العمل ويعرضهم لمخاطر غير محسوبة.
ولم تُسجل حتى الآن أي إصابات بشرية نتيجة الحريق، في حين تواصل الجهات الميدانية أعمال الرصد والمراقبة لتحديد ما إذا كانت هناك بؤر قابلة للاشتعال مجددًا، خصوصًا في ظل حركة الرياح التي قد تساهم في نقل الشرر إلى مناطق أخرى.
وأوضح مسؤولو الدفاع المدني أن التحقيق في أسباب اندلاع الحريق سيبدأ فور الانتهاء من أعمال الإخماد والتبريد، حيث سيتم الوقوف على كل المعطيات الميدانية لتحديد ما إذا كان الحريق بفعل عوامل طبيعية أم نتيجة إهمال بشري.
وفي مثل هذه الحوادث، تشدد الجهات المختصة على أهمية التوعية المجتمعية بخطورة إلقاء أعقاب السجائر أو إشعال النيران في المواقع البرية دون رقابة، إذ إن أبسط مسببات الشرر قد تؤدي إلى اشتعال واسع النطاق يصعب احتواؤه بسرعة.
وتأتي هذه الحادثة في ظل سلسلة من الحرائق المشابهة التي شهدتها بعض المناطق الجبلية والغابات خلال المواسم الحارة، ما يسلط الضوء على أهمية تكثيف إجراءات الوقاية والرقابة، إلى جانب رفع الجاهزية الدائمة للتعامل مع مثل هذه الأزمات.
ووفقاً للتحديثات الميدانية، يتم التعامل مع الحريق في محافظة المندق من خلال خطة محكمة تتضمن مسحًا دقيقًا للموقع ومتابعة نقاط الاشتعال المحتملة، مع توفير دعم لوجستي مستمر لفرق الإنقاذ التي تواصل عملها منذ ساعات الصباح الأولى.
وتؤكد الجهات الرسمية أن الاستجابة للحادث تتم وفق أعلى معايير السلامة المهنية، مع مراعاة سلامة الفرق الميدانية في ظل الطبيعة الصعبة للمنطقة التي تجمع بين التضاريس الوعرة وكثافة الأشجار، ما يزيد من تعقيد المهمة.
وتجدد المديرية العامة للدفاع المدني دعوتها لأفراد المجتمع إلى ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي مؤشرات حرائق أو تصرفات قد تؤدي إلى اشتعال الأعشاب أو الأشجار، مشددة على أن الوقاية تبدأ من وعي الأفراد وتعاونهم الفعّال مع الجهات المختصة.