رسميًا.. إدارة الشباب تحسم التعاقد مع الإسباني إيمانويل الجواسيل لموسمين

حسمت إدارة نادي الشباب السعودي تعاقدها رسميًا مع المدرب الإسباني إيمانويل الجواسيل، ليقود الفريق الأول لكرة القدم لمدة موسمين قادمين، في خطوة يُنظر إليها على أنها بداية مرحلة جديدة من الطموحات الفنية والتوجهات الاستراتيجية للنادي العاصمي، ويأتي هذا التعاقد ضمن خطة إعادة بناء المشروع الرياضي للفريق، بعد موسم لم يكن على قدر طموحات الجماهير، وتسعى من خلاله الإدارة إلى تحقيق التوازن بين الجودة الفنية والاستدامة المالية.
وبحسب تقارير صحفية متطابقة، فإن الاتفاق مع الجواسيل تم بعد سلسلة من الاجتماعات المباشرة التي عقدتها إدارة الشباب مع المدرب الإسباني في العاصمة الرياض، حيث استضاف النادي المدرب لزيارة ميدانية لمقره، استمرت قرابة ست ساعات، اطلع خلالها على البنية التحتية والمنشآت الرياضية، كما التقى بعدد من مسؤولي النادي الذين عرضوا عليه ملامح المشروع الفني ورؤية النادي للموسم المقبل، وتشير المصادر إلى أن المفاوضات سارت بسلاسة، نتيجة التقارب في الأفكار بين الطرفين، والرغبة المشتركة في بناء فريق منافس وقادر على تحقيق نتائج إيجابية في مختلف البطولات المحلية والقارية.
إقرأ ايضاً:وزارة الموارد البشرية تطلق بطاقة امتياز لكبار السن عبر توكلناالأهلية مرفوضة بسبب الاستقلالية!! حساب المواطن يكشف المستندات المقبولة غير صك الملكية
المثير في التعاقد الجديد أنه سيموّل بالكامل من مداخيل النادي الخاصة، وفقًا لما أكدت عليه التقارير، ما ينسجم مع التوجه المالي المستدام الذي تبنّته إدارة الشباب مؤخرًا، ويُعد هذا النهج المالي جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تعزيز استقلالية النادي وتقليل اعتماده على الدعم الخارجي، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الجودة والكفاءة في الاختيارات الإدارية والفنية.
المدرب الجديد، إيمانويل الجواسيل، ليس اسمًا عابرًا في عالم التدريب، بل يُعد من أبرز الأسماء الشابة في الدوري الإسباني خلال السنوات الأخيرة، بدأ مسيرته في 2014 مع فرق الفئات السنية في نادي ريال سوسيداد، ونجح في لفت الأنظار بأسلوبه التدريبي المنضبط واعتماده على فلسفة الاستحواذ والبناء من الخلف، في مارس من عام 2019، تمت ترقيته لتولي قيادة الفريق الأول، وهناك كتب اسمه بأحرف بارزة عندما قاد الفريق لتحقيق لقب كأس ملك إسبانيا في موسم 2019-2020، بعد الفوز في النهائي الشهير على أتلتيك بلباو، وهي المباراة التي أقيمت في أبريل 2021 بسبب ظروف جائحة كورونا.
تجربة الجواسيل مع ريال سوسيداد لم تقتصر على البطولة فقط، بل تميزت أيضًا بثبات فني وتكتيكي جعله محط أنظار العديد من الأندية الأوروبية، خاصة تلك التي تبحث عن مدرب يمتلك هوية واضحة وقدرة على تطوير اللاعبين الشباب، وتأتي هذه السيرة الفنية لتمنح جمهور الشباب الأمل بمرحلة أكثر استقرارًا، لاسيما في ظل تعاقب المدربين خلال المواسم الماضية، ما أثر بشكل مباشر على هوية الفريق وانسجام عناصره.
ويُتوقع أن يبدأ الجواسيل مهمته فور الانتهاء من بعض الترتيبات الإدارية، على أن يقود المعسكر الإعدادي للموسم الجديد، ويُشرف على اختيار الصفقات الصيفية بما يتماشى مع رؤيته الفنية، وتشير الأنباء إلى أن الإدارة منحت المدرب صلاحيات واسعة لبناء الفريق وفقًا لما يراه مناسبًا، وهو ما يعكس ثقة كاملة بقدراته وإيمانًا بمشروعه الفني.
جماهير الشباب من جهتها، عبّرت عن تفاؤلها بالتعاقد الجديد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرةً أن الجواسيل هو الشخصية الفنية القادرة على إعادة الفريق إلى منصات التتويج، لاسيما مع امتلاكه خبرة كبيرة في تطوير الأداء الجماعي وتوظيف اللاعبين بالشكل الأمثل، ورغم أن الدوري السعودي يشهد منافسة شرسة بوجود أسماء تدريبية كبيرة وأندية مدعومة بشكل غير مسبوق، إلا أن إدارة الشباب تراهن على توازن مشروعها وقدرة الجواسيل على صنع الفارق بأسلوبه المعروف وهدوئه التكتيكي.
مع هذا الإعلان، يُسدل الستار على مرحلة البحث عن مدرب جديد، وتُفتح صفحة جديدة من التحديات في البيت الشبابي، حيث ستكون الأنظار مسلطة على الجواسيل لمعرفة كيف سيتعامل مع طبيعة الدوري السعودي، ومدى قدرته على قيادة "الليث الأبيض" نحو موسم مختلف يعيد البريق لشعار النادي، ويُرضي تطلعات جماهيره العريضة.